جنازة مهيبة تلك التي شهدتها مدينة الصويرة وهي تودع صباح يوم الإثنين ضحايا فاجعة "الطحين" بجماعة سيدي بولعلام، حين كانت النساء يصطفن للحصول على "كيس دقيق". بكاء ونواح وعويل، نساء يصرخن هنا وهناك أمام بوابة مستودع الأموات بمدينة الصويرة، أثناء تسلمهن جثث الضحايا لنقلها إلى مثواها الأخير. لا أحد من الحاضرين أمام مستودع الأموات كان ينتظر أن تكون الوفاة ونهاية حياة قريبته بهذه الطريقة؛ من أجل كيس دقيق! علامات الحسرة والحزن بدت على محيا الجميع، وعلامات الندم على القدوم إلى جماعة سيدي بولعلام من أجل الحصول على هذا الكيس كانت ظاهرة للعيان. وفد رسمي في الجنازة كان والي جهة مراكشآسفي، عبد الفتاح البجيوي، في الصف الأمامي للشخصيات الحاضرة الممثلة للوفد الرسمي لهذه الجنازة؛ حيث ووريت جثامين الضحايا بمقبرة دوار لعرب المتاخمة لمدينة الصويرة. إلى جانب البجيوي، حضر عدد من المسؤولين من السلطات المحلية، على رأسهم عامل إقليمالصويرة، ومسؤولون منتخبون، ضمنهم رئيس جهة مراكشآسفي، عبد الكبير أخشيشن، وبرلمانيو دائرة الصويرة، بالإضافة إلى ممثلين لعدة مصالح خارجية. وبعد صلاة الجنازة على الضحايا بمسجد في حي التلال بمدينة الصويرة، انتقل الوفد الرسمي إلى مقبرة دوار لعرب حيث جرى دفن جثمان هناك، فيما تم نقل باقي الجثامين عبر عشرات سيارات الإسعاف إلى الجماعات المجاورة التي تنتمي إليها أسر الضحايا. وتكلف والي الجهة بنقل تعازي الملك محمد السادس إلى أسر الضحايا، معربا عن دعم الملك ومساندته لهم في محنتهم التي يمرون بها. وعود لأسر الضحايا عبد الكبير أخشيشن، رئيس جهة مراكشآسفي، تعهد في تصريح صحافي بالقيام بالإجراءات اللازمة لتوفير المساعدة الاجتماعية للأسر والمواكبة النفسية لأطفال الضحايا. وشدد رئيس الجهة على أن مختلف المصالح الطبية ستكون حريصة على توفير المساعدات الطبية لفائدة أسر ضحايا هذه الفاجعة. وبخصوص الحالات السبع التي تعرضت لإصابات مختلفة، والتي لا تزال ترقد بالمستشفى الإقليمي مولاي عبد الله، فإن وضعيتها "مستقرة، ويستفيدون من متابعة طبية دقيقة ومستمرة"، بحسب ما أكده المندوب الإقليمي للصحة بالصويرة، خالد سنيتر. وأضاف المتحدث نفسه في تصريح لوسائل الإعلام أن المصابين سيغادرون المستشفى ابتداء من يوم غد الثلاثاء، حسب تحسن الوضعية الصحية لكل واحد منهم، وسيستفيدون أيضا من مواكبة ما بعد الاستشفاء. مسؤولون يتخوفون من التحقيق على مستوى مدينة الصويرة، حلت مساء أمس لجنة من المفتشية العامة لوزارة الداخلية، باشرت عملية التحقيق في فاجعة "طحين الصويرة". وبحسب ما أكده والي الجهة، عبد الفتاح البجيوي، اليوم الاثنين، فإن اللجنة التي حلت من الرباط تقوم حاليا بتحديد المسؤوليات الإدارية، ما يعني أن هذا التحقيق قد يسفر عن سقوط مسؤولين إداريين من السلطات المحلية بالصويرة بعد هذه الفاجعة. وعلمت هسبريس أن مسؤولين كبار من الدرك الملكي قد حلوا بدورهم بالمنطقة التي عرفت الواقعة، وشرعوا في التحقيق مع ممثليهم، خاصة أن هناك اتهامات بالتلكؤ في تقديم المساعدات للنساء، وتقصير في عملية التنظيم. ويضع عدد من المسؤولين بالسلطات المحلية، بحسب مصادر هسبريس، أيديهم على قلوبهم؛ إذ يتخوفون من أن تعصف بهم التحقيقات الجارية، لاسيما أن جمعية "أغيسي لحفظ القرآن والأعمال الاجتماعية" المنظمة للنشاط، التي يرأسها المقرئ عبد الكبير الحديدي، تتوفر على ترخيص من السلطات، بحسب ما أكده والي الجهة البجيوي. وكانت السلطات قد حققت مع رئيس الجمعية، المقرئ عبد الكبير الحديدي، وهو إمام مسجد بحي كاليفورنيا بالدار البيضاء، قبل أن يتم الإفراج عنه.