احتفاء بالإبداع التشكيلي بكل مذاهبه ومدارسه وأساليبه، افتتحت وزارة الثقافة أروقتها بجل المدن المغربية أمام إبداعات الفنانين التشكيليين، ضمن فعاليات الدورة الثانية عشرة ل"ليلة الأروقة". ورفعت "ليلة الأروقة" عروضها بإبحار بين فضاءات أروقة العاصمة الرباط، حيث تنقل روادها بين لوحات الشيخ زيدور الهائجة الثائرة، والاحتفاء بخمسين لوحة تشكيلية للفنان العصامي ميلود لبيض، تحت عنوان "فن التلميح الباذخ"، مروراً بالاحتفاء بموسيقى الفلامنكو، من خلال لوحات مريم الناصري، ومعرض صور الفنان محمد كيليطو، وغيرها. وتروم "ليالي الأروقة"، حسب الحسين الدجيتي، رئيس مصلحة المعارض والترويج بوزارة الثقافة والاتصال، التي تستقطب أكثر من 120 رواقا على صعيد المملكة، تشجيع الفنانين على إقامة معارض فنية، والتعريف بالفن التشكيلي والبصري للعموم. وأوضح، في تصريحات لهسبريس، أن "التظاهرة تهدف إلى التعريف بإنتاجات وإبداعات الفنانين التشكيليين، سواء الرواد المكرسين أو المواهب الشابة، والإسهام في نشر ثقافة فنية، والتعريف بجمالية الإبداع التشكيلي في أوساط الجمهور المغربي بمختلف شرائحه العمرية. وأضاف أن "التشكيل مجال للإبداع والتعبير عن الذات والواقع. الفنانون الشباب يبحثون عن ذواتهم في اللوحة، والتعبير عن مسارهم وعلاقتهم بمحيطهم". من جهته، شدد الفنان التشكيلي الشيخ زيدور، في تصريح مماثل، على ضرورة حرص الجيل الصاعد من الفنانين التشكيليين على أن تتضمن لوحاته رسالة معينة، وقال إن "التشكيل ليس لهوا بالألوان، يتم رميها بشكل عشوائي، التشكيل له قواعده"، مشيراً إلى أنّ لوحاته، التي يحتضنها برواق محمد الفاسي، تعبر عن شراسة إيجابية وقوة روحية في المواطن الإنساني. وغاص زوار "ليلة الأروقة"، ليلة الافتتاح، في الأعمال الفنية الحافلة للفنان التشكيلي ميلود البيض، وأبحروا في مسيرته الإبداعية، التي تندرج ضمن تيار الفن الفطري، من خلال المشاهد الواقعية المستوحاة من البيئة الشعبية المحلية، ذات الطابع الزخرفي التزييني، وأخرى في مجال التجريد الهندسي والأتوبورتريهات على الطريقة التعبيرية. أمّا مريم الناصري، فقد اختارت أن ترسم لوحات كوريغرافية لرقصات وعنفوان الفلامنكو، وصورت أبرز لحظات فعاليات "فلامنكو المغرب" بفضاء معهد ثيرفانتس بالرباط.