يخوض كريستيانو رونالدو وكريم بنزيمة مباراة الدربي أمام أتلتيكو مدريد في إحدى أسوأ الفترات التي يمران بها على مدار المواسم الأخيرة، بهدف واحد هو الرد على الانتقادات الموجهة لأدائهما. وتمثل أول مواجهة بين أتلتيكو وريال مدريد بملعب واندا متروبوليتانو عبئا ثقيلا على مهاجميْ الفريق الملكي، اللذين استعدا لها جيدا بالتدريب هذا الأسبوع مع لاعبي الفريق الرديف وبقدر كبير من الضجيج حولهما، لاسيما أنهما غابا عن منتخبي بلديهما في اللقاءات الودية. ولا يزال بنزيمة خارج حسابات ديديه ديشامب في ما يتعلق بارتداء قميص منتخب فرنسا، بينما توصل كريستيانو إلى اتفاق مع مدربه فرناندو سانتوس يبقى بموجبه في مدريد من أجل الاستعداد لموقعة الدربي مطلع الأسبوع المقبل. لكن كريستيانو لا يزال هو الأكثر احتياجا لاستعادة الانتصارات. هذه هي طبيعة شخصيته التي لا تعرف سوى الفوز. حينما لا يسجل أهدافا يصبح حانقا على نفسه. وينعكس هذا الاستياء في الملعب بتصرفات لا تخطئها العين، مثل غياب السعادة عند احتفاله بهدف إيسكو ألاركون في البرنابيو أمام لاس بالماس. ورغم غياب صاروخ ماديرا خمس مباريات للإيقاف، أربع في الليجا وواحدة في إياب كأس السوبر الإسباني، إلا أن أرقامه متواضعة للغاية. فقد سجل هدفا وحيدا هذا الموسم في الدوري بشباك خيتافي، وآخر في مرمى برشلونة بكأس السوبر، وستة أهداف في دوري الأبطال. ولا تحول الأهداف الثمانية دون وضوح مشكلة الموسم السيء. سنحت له فرص عديدة للتسجيل، لكن كريستيانو لا يبدو حاسما هذا العام أمام شباك المنافسين. فكل التسديدات التي كانت تدخل المرمى في السابق، أصبحت تخطئها الآن. كان كريستيانو قد سجل الموسم الماضي حتى الفترة نفسها خمسة أهداف في الدوري بعد مرور 11 جولة. وكما هو الحال في الموسم الجاري، غاب الدون في البداية بسبب إصابة أبعدته عن مواجهة كل من ريال سوسييداد وسلتافيجو وأوساسونا. ولا تصب الإحصاءات في صالح نجم الريال، الذي يبدو أنه يمر بفترة سيئة، والذي صرح عقب الخسارة أمام توتنهام بحزنه على خروج بعض اللاعبين مثل "بيبي وموراتا وخاميس، كانوا يجعلوننا أقوى". وتسببت هذه التصريحات في سجال بينه وبين قائد الفريق وزميله سرخيو راموس، الذي رد بالقول: "يبدو ذلك انتهازيا بعض الشيء لأنه حينما فزنا بكأس السوبر مرتين لم يتذكرهم أحد وكنا نحن أنفسنا". بيد أن كريستيانو لا يزال يحظى بدعم جمهور البرنابيو الذي لم يتوان عن تشجيع نجمه لدى رؤيته يعاني. صفق له في مباراة لاس بالماس الأخيرة، وهو موقف يختلف تماما عن الموقف من رأس الحربة كريم بنزيمة. لا يحظى اللاعب الفرنسي بالقدر نفسه من الصبر عليه. ويعزى ذلك ليس لأن مهمته، نظريا، لا تكمن في تسجيل الأهداف فقط، لكن بسبب أدائه المخيب في مناسبات عدة الذي لا يروق لقطاع من البرنابيو، الذي صفر على بنزيمة جراء أخطائه في اليوم نفسه الذي صفق فيه لكريستيانو. كما أن بنزيمة يمر بأسوأ فترة له. سجل هدفا واحدا في الليجا وآخر في شباك خيتافي. يضاف إليه الهدف الآخر الذي أحرزه في مرمى برشلونة بكأس السوبر الإسباني. هذه هي حصيلة بنزيمة من الأهداف في 12 مباراة خاضها. وكان بنزيمة قد سجل خمسة أهداف في هذه الفترة نفسها من الموسم الماضي، أربعة في الليجا وواحد في دوري الأبطال. وحدث نفس ما جرى في الموسم الجاري؛ حيث غاب في البداية ثلاث مباريات بسبب الإصابة في الجولات الثلاثة الأولى. وبغض النظر عن إجمالي الأهداف، فإن لعب بنزيمة كان أكثر فاعلية، كان يفعل ما يروق لزيدان، فتح الدفاعات، وخلق مساحات في الأمام. *إفي