شاركَت في "صالون شهرزاد" والمسلسل السوري'' بيوت في مكة'' ومسلسل '''الغريب''. تعتبر الكتابة، هي طقسها المفضل، وتعتقد أن المشاهد المغربي يستحق أكثر مما يُقَدم له اليوم من أعمال فنية. ترى أن الجرأة ليست عيبا، بل هي شر لا بد منه، وأن السينما المغربية هي طفل ينمو، يجب أن يأخذ وقته الكافي لكي ينمو بشكل أفضل. إنها نرجس الحلاق في هذا الحوار مع "هسبريس". كيف تقضي نرجس يومها في شهر رمضان المبارك؟ ككل الأيام، أحاول دائما أن أعيش يومي واستمتع بكل تفاصيله البسيطة. وما يعجبني فعلا في رمضان هو أنه يذكري بأيام الصوم الأولى، بطفولتي، بتلك الفرحة الصبيانية الجميلة التي كانت تملأ وجوهنا ونحن ننتظر أذان المغرب. يمكن اعتبار هذا الشهر شيئا مميزا بالنسبة لي شخصيا. ما هي أهم الطقوس التي تحرصين على ممارستها في هذا الشهر؟ الكتابة، هي الطقس المفضل لدي، أحب أن أكتب عن كل تلك المشاهد التي أعيشها ويعيشها الأشخاص المقربون مني. في شهر رمضان أجد الوقت الكافي للقيام بكل الأشياء التي أحبها، والكتابة هي أكثر شيء أحبه. هناك أعمال فنية تعرض في رمضان على القناتين المغربيتين، والتي تثير جدلا واسعا عند الجمهور المغربي، أنت كمشاهدة أولا وكفنانة ثانيا ما هو تقييمك لهذه الأعمال وقيمتها الفنية بالنسبة للمشاهدين؟ كمشاهدة فأنا لا أستمتع إلا قليلا، بعض الأعمال تشعرني بالملل والبعض الأخر يمتعني، كفنانة فكرة أن الجمهور المغربي يستحق الأفضل تؤرقني، لأنه فعلا يستحق ذلك، يستحق أعمالا فنية في مستوى انتظاراته، و لا يقبل بأعمال تقزم من مستوى إدراكه الفني، لكن هذا لا يعني أن الساحة الفنية في شهر رمضان فارغة بل على العكس هناك انتاجات تلفزية في القناتين أجابت بشكل جميل جدا عن تطلعات الجمهور المغربي، وهذا يسعدني ويسعد كل الفنانين المغاربة لأننا نحلم دائما أن نوفي الجمهور المغربي قدره. البعض يرى أن السينما المغربية أصبحت جريئة في تناول قضايا المرأة والحرية الجنسية فهل تعتبرين هذه ميزة أم العكس؟ الجرأة ليست عيبا، والنسبة لي هي شر لا بد منه، والسينما المغربية في الوقت الحالي تعرف ثورة على مستوى المواضيع المتعلقة بالمرأة والحرية الجنسية، وأنا لا أستطيع أن أتخيل فيلما سينمائيا يعالج موضوع الشذوذ الجنسي مثلا دون أن يحتوي على مشاهد جريئة، وإلا فلن تكون له مصداقية. الجرأة ضريبة تدفعها كل الأفلام التي اخترقت مواضيع ظلت لوقت طويل مسكوت عنها، وميزة أيضا إذا تم استغلالها في اتجاه فضح الطابوهات الجنسية التي نحاول دائما غض النظر عنها، والتي أصبحت تتخلل حياتنا اليومية في أبسط تفاصيلها. كممثلة مغربية هل أنت راضية عن صورة المرأة المغربية في السينما المغربية؟ لست راضية، المرأة المغربية هي أنا وأمي وجدتي وكل النساء، ولم أجد بعد الصورة التي ترضيني في السينما المغربية، هناك محاولات جميلة أحترمها، لكن ولقلتها لم تغير الصورة التي ترسخت ولوقت طويل في دهن المتلقي، وهي دائما تلك الصورة التقليدية جدا، أن المرأة المغربية مغلوب على أمرها، محبة للنميمة والسحر و أشياء أخرى، وهذا يزعجني فالمرأة المغربية أعمق من ذلك بكثير. يتحدث البعض أن الفنان المغربي لا يجد الاحترام الكافي من طرف الشركات المنتجة للأفلام الدرامية أو السينمائية، كما أن الفنان المغربي لا يلقى نفس الاهتمام أثناء المهرجانات الدولية التي تقام في المغرب، في رأيك هل مازلنا نعاني من عقدة الأجنبي على حساب ابن البلد؟ بصراحة لحدود الآن لم تقلل أي شركة منتجة احترامها لي، لكن هذا لا يعني أن هناك فنانين كثيرين تمت اهانتهم، وبهذه المناسبة وإلى لبنى الفسيكي خصوصا: يا صديقتي الفنان المغربي أكبر و أكثر حساسية من كل أولئك المخرجين الّذين يحملون فوق ظهورهم حقائب مليئة بالنقود ويدعون أنهم فنانين وهم لا يفقهون في الفن شيئا. بخصوص المهرجانات الدولية فهي تهمني طبعا خصوصا إذا أقيمت في بلدي وأكثر ما يهمني ليس هو حضوري بل هو أن تمثلني أفلام شاركت فيها، والحضور بالنسبة لي شيء ثانوي، أما عقدة الأجنبي فقد تجدرت في كل تفاصيل حياتنا في لباسنا في أكلنا في لغتنا ... فما بالك المهرجانات التي أصبح يعتقدون أنها ستفقد صلاحيتها إذا لم يكن هناك حضور أجنبي مبالغ فيه. وهذه فكرة خاطئة جملة وتفصيلا. في رأيك هل وصلت السينما المغربية إلى مرحلة النضج؟ السينما المغربية هي طفل ينمو، يجب أن يأخذ وقته الكافي لكي ينمو بشكل أفضل، يجب أن نعتني به وأن نمنحه أفضل ما عندنا، وأنا متأكدة أنه بعد وقت ليس بطويل سنجد السينما المغربية حاضرة وبتنافسية قوية في المهرجانات الدولية. لنتحدث عن أعمالك، شاركت مؤخرا في "صالون شهرزاد" والمسلسل السوري'' بيوت في مكة'' للمخرج ''حاتم علي'' وفيلم ''نرجس النجار'' ''عاشقة من الريف'' ومسلسل ''ليلى التريكي'' 'الغريب''، هل يمكن القول أن نرجس وجدت نفسها داخل الساحة الفنية المغربية أم أنها مازالت تبحث عن الدور الذي لم يعرض عليها بعد؟ أنا عاشقة للتعب، أريد أدوارا تتعبني، و لازلت أبحث عنها، أنا في بداية مشواري، و لن أكف عن البحث لأخر يوم في حياتي، كلما لعبت دورا يزداد شغفي بأدوار أخرى. أريد أن أحيا حيوات أخرى في شخصيات أخرى لا تشبهني. سمعنا أن هناك أعمال فنية ستشرعين في العمل عليها عمّا قريب، حدثينا عن هذه الأعمال وعن جديدك؟ هناك مشاريع فنية قادمة، هنا في المغرب و أخرى في الخارج، لا أستطيع أن أتحدث عنها لأن معظمها لم يحسم فيه بعد، لكن أتمنى أن تروق للجمهور المغربي، و أن يعجب بها. لو سئلت عمّا تحتاجه الساحة الفنية المغربية لتقدم أعمالا تساهم في الوعي الجماعي وتقدم عملا فنيا يحترم المشاهدين المغاربة، ماذا سيكون جوابك؟ الساحة الفنية تحتاج إلى الغيرة، إلى الكثير من الغيرة على وطن كامل من العقول، تفكر، تحلل، و تجيد تقييم العمل الفني، إذا كنا نبحث عن أعمال ستساهم في الرقي بالوعي الجماعي يجب أن نكون واعين أن الجمهور المغربي ليس جمهورا بليدا أو سهلا، بل هو جمهور لا يقبل إلا بالأعمال الفنية التي تقدر وعيه الجماعي و ترقى به إلى مستويات عليا من المتعة الجمالية، يا صديقي الفن يستطيع أن يغير المجتمع، والمجتمع المغربي يحتاج لفن يقدره.