تستمر الدورة السادسة للمهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة بعرض أفلامها السينمائية بخيمتها النموذجية السوداء، الأولى من نوعها بالجهة، والتي صممت لتستقبل أزيد من 1500 متابع بكورنيش المدينة، بالرغم من الإقبال المتوسط على الأفلام المشاركة في السباق. وإلى جانب أنشطتها الغنية، قررت إدارة مهرجان الناظور أن تعرض بخيمتها النموذجية، التي شيدت بشكل محترف لاستقبال أفلامها الدولية، مباراة المنتخب الوطني التي سيواجه فيها، اليوم السبت، المنتخب الإيفواري. كما قرر عبد السلام بوطيب، مدير المهرجان الدولي، "إقامة شاشة كبيرة وسط كورنيش الناظور لمنح أكبر عدد ممكن من الساكنة متابعة اللقاء في وطني"، حسب تصريحه لهسبريس. واستهلت الأمسية الثالثة من مهرجان الذاكرة المشتركة بعرض فيلم إسباني للمخرج كارلوس ماركيس، يروي حكاية رامونا كومبانيس، التي حاولت بكل الوسائل المتاحة منع تنفيذ حكم الإعدام في حق رئيس الحكومة الكاتالونية حتى لا يصبح في وقت لاحق شهيدا، بمساعدة محاميها رامون كولومبي والقائد العام لكاتالونيا وليس أورغاز سنة 1940. الفيلم العربي كان حاضرا في المهرجان، من خلال الفيلم العراقي "مملكة النمل" لعدنان عصمان، الذي سرد فيه معاناة امرأة كردية أنجبت طفلتها بعد تعرضها للاختطاف والاغتصاب من طرف مجموعة من الإرهابيين ينتمون إلى تنظيم "الدولة الإسلامية"، الأمر الذي تسبب لها في مشاكل نفسية واجتماعية حولت حياتها إلى جحيم حقيقي. مهنة المتاعب كان لها هي الأخرى نصيب في المهرجان، إذ عرض فيلم درامي بولوني يحكي حياة صحافي شاب حصل على فرصة كي يصبح صحافيا كبيرا ومعروفا، لكن فِي الوقت نفسه تبلغه زوجته خبرا مأساويا، مما سيحتم عليه أخذ قرار صعب خلال مدة زمنية لا تتعدى 90 دقيقة، وهو ما سيغير حياته ويقلبها رأسا على عقب. وجرت العادة أن تعرض خيمة الناظور أفلاما وثائقية تسرد قصصا حقيقية متعلقة بالذاكرة المشتركة بين شعوب العالم، حيث عرض فيلم أرجنتيني للكاتب والمخرج بابلو بور، طرح من خلاله عدة أسئلة، من بينها: هل من الممكن تمثل معسكر اعتقال؟ هل يمكن بناء فيلم انطلاقا من ذكريات مرعبة؟. وحسب تصريح المخرج بابلو بور، ففيلمه "لا يبحث عن الحقيقة، ولكن يتلمسها من خلال المكان. إنه يحكي عن واحد من أكبر معسكرات الاعتقال الأرجنتينية خلال آخر ديكتاتورية". "الدارالبيضاء الساحر" اسم يوحي بأغنية عاطفية، لكنه فيلم وثائقي إسباني مغربي مشترك اختار أن يسلط الضوء على الصراع من أجل الحرية وسط مدينة تحكي الكثير من القصص، منها قصة جالية إسبانية ساهمت بشكل كبير في جعل المدينة الاقتصادية جوهرة فرنسا الكولونيالية، فتنطلق بعدها مجموعة من العائلات الإسبانية التي رأت النور بها إلى الهجرة نحو مناطق مختلفة من بقاع العالم. يذكر أن المهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة لا يزال مستمرا في عرض أفلامه إلى غاية 12 نونبر الجاري. لكن بشكل استثنائي سيعرض غدا السبت في الخيمة السينمائية النموذجية المباراة التاريخية، التي ستجمع المنتخب الوطني بنظيره الإيفواري.