تركز اهتمام الصحف العربية الصادرة، اليوم الثلاثاء، على عدة مواضيع أبرزها، منتدى الشباب العالمي بشرم الشيخ، وخطوة الانفصال في كردستان وكتالونيا، والأحداث المتسارعة التي يشهدها العالم العربي، ومكافحة الفساد في السعودية، إلى جانب تداعيات الازمة الخليجية، واستقالة رئيس الوزراء اللبناني، وتنامي الخطر الإيراني في المنطقة العربية. ففي مصر، كتبت يومية (الجمهورية) في افتتاحيتها، أن منتدى الشباب العالمي بشرم الشيخ تحول إلى "لقاء صفوة من شباب العالم حضروا من 113 دولة، يجمعهم الحماس والإرادة والمسؤولية نداؤهم جميعا هو السلام والتنمية واستقرار البشرية جمعاء". وأضافت أن لقاء شرم الشيخ رسالة إلى الإنسانية من أجل مواجهة نيران الإرهاب والتطرف الذي يهدد التنمية والاستقرار والأمان، معتبرة أن الشباب هو عماد المستقبل، ودعامة حقيقية لمقاومة الإرهاب وتعزيز الحوار المثمر، الكفيل بتحقيق الاستقرار ودرء الصراعات الضيقة، التي لا تؤدي فقط إلى تفتيت الشعوب، وإنما إلى محو حضارتها وهويتها الثقافية. من جهتها، نشرت يومية (الأهرام) مقالا لأحد كتابها، قال فيه إن "هناك في الحقيقة العديد من الأسباب التي تجعل التعامل بحذر مع النزعات الانفصالية، لأن الكيانات الصغيرة تكون في العادة ضعيفة المقاومة، وتساهم في زيادة فرص ظهور النزاعات ويصبح السلام العالمي حينها هشا". وأضاف الكاتب أن انفصال الكيانات "خطوة غير محسوبة العواقب، وتتحول إلى مصدر دائم للنزاعات والفتن"، مبرزا أن "النزعات الانفصالية، تكون في كل الأحوال مصدرا لمآس إنسانية عديدة، وهو ما جعل المجتمع الدولي لا ينظر بعين الرضا، لخطوة كردستان وكتالونيا، إذ عبر سريعا عن تحفظه وعدم ترحيبه بها"، محذرا من نتائجها الوخيمة على كافة المستويات. أما صحيفة (الأخبار) فنشرت مقالا لأحد كتابها، قال فيه إن الأحداث والوقائع وأيضا التطورات والمتغيرات، التي يعرفها العالم العربي، منها ما كان متوقعا ومنها أيضا ما لم يكن في الحسبان، "كلها تستحق بل تستوجب الرصد والمتابعة نظرا لما تحمله في طياتها من تأثيرات محتملة وتداعيات متوقعة". وأضاف الكاتب "في مقدمة هذه الأحداث هناك ما يجري في سوريا من محاولات باتت واضحة للتقسيم، وهو ما يتطلب وقفة عربية معلنة ورافضة، وساعية للتمسك بكل قوة ممكنة بوحدة الأراضي السورية، وهناك ما جرى فجأة في لبنان ودون توقع من أحد، بعد إعلان رئيس الوزراء الحريري استقالته من الرياض، وتأكيده على خطورة الأوضاع في لبنان، متهما حزب الله وإيران بإشاعة الفوضى في بلاده، وهناك كذلك ما يجري في ليبيا على حدود مصر الغربية حيث تتم منذ فترة ليست بالقليلة، عمليات نقل متسارعة لمجموعات ومنظمات وميليشيات إرهابية، قادمة من العراقوسوريا". وفي السعودية، كتبت صحيفة (الرياض) في افتتاحيتها أن صدور قرار تشكيل لجنة عليا لمكافحة الفساد، جاء "كتطور تاريخي، استكمالا للجهود التي تبذلها القيادة لترسيخ العدالة وتأصيل الشفافية والنزاهة، وتحقيق الكفاءة في إدارة المال العام والمحاسبة الصارمة لكل من تسول له نفسه الاعتداء على المال العام". وقالت الافتتاحية إن "المملكة مقبلة على مرحلة تغير اقتصادية رسمت فيها خارطة طريق للبلاد عنوانها الشفافية والنزاهة ومكافحة الفساد وتأسيس دولة القانون والنظام الذي لا يميز بين أحد، وهو ما سبق أن أكد عليه ولي العهد في عدة مناسبات بالقول إن أي شخص تورط في قضية فساد لن ينجو مهما كان منصبه، ولن يفلت من المحاسبة والمعاقبة كائنا من كان ممن تثبت عليه جريمة الفساد أميرا كان أو وزيرا أو غيرهما". وفي تداعيات إطلاق جماعة الحوثي لصاروخ باليستي في اتجاه العاصمة الرياض وتدميره من قبل قوات الدفاع الجوي السعودي، أكد مقال في يومية (عكاظ) أن "لا أحد يحتاج إلى إثبات أن ترسانة الصواريخ الباليستية لدى الحوثيين هي إيرانية المصدر، يتم تعويضها بعد كل صاروخ يستهدف المملكة، ويتعاظم هذا الاستهداف مع زرع آلاف الألغام الإيرانية على حدود المملكة مع اليمن". وشدد كاتب المقال على أن هذ الواقع "يفرض إعادة النظر في استراتيجية التعامل مع الأزمة اليمنية من حيث الخطر الذي تشكله إيران بواسطة الحوثيين وأعوانهم الذين يرفضون أي حل سياسي، والذين إذا لم تشل قدراتهم تماما ويفرض واقع آخر عليهم، فإن خطرهم مستمر والأزمة ستطول بتبعاتها الكثيرة المرهقة". وارتباطا بإعلان سعد الحرير استقالته من منصب رئيس الحكومة اللبنانية، أبرز مقال في يومية (الجزيرة) أن الحريري "قرأ الوضع الإقليمي قراءة صحيحة فاحصة، وأدرك أن الرئيس الأمريكي ترامب، يعد العدة بخطى حثيثة لحصار إيران وعقابها اقتصاديا، وتقليم أظافر ميليشاتها المستأجرة في المنطقة". وبرأي كاتب المقال، فإن أي رئيس وزراء من سنة لبنان، حتى وإن كان مناوئا للحريري، "لن يقبل تشكيل حكومة بديلة، لأن الأنباء المتسربة من البيت الأبيض، تؤكد أن إيران هي اليوم بمثابة العدو الأول لأمريكا بعد سقوط (داعش)، وبالتالي فإن النظرة نفسها ستشمل قطعا حزب الله معها، ولا يمكن لعاقل أن يضع نفسه في هذا المأزق". وفي الامارات اهتمت الصحف بتداعيات اطلاق صاروخ باليستي باتجاه مدينة الرياض السبت الماضي من طرف الميليشيات الحوثية. وكتبت صحيفة (الخليج) في افتتاحيتها، أن الخطوة التي أعلنت عنها أمس قيادة التحالف العربي بإغلاق مؤقت لكافة المنافذ اليمنية الجوية والبحرية والبرية، "كانت اضطرارية، خاصة مع تزايد المخاطر جراء استمرار تهريب الأسلحة من إيران واستخدامها من قبل الميليشيات الحوثية للإضرار بأمن واستقرار المملكة العربية السعودية ودول المنطقة كافة". وأضافت أن هذه الخطوة جاءت بعد أن "استنفذت قوات التحالف العربي كل المحاولات لإيجاد حل سياسي في البلاد، حيث لا تزال الميليشيات الحوثية ترفض الجلوس إلى طاولة الحوار، ولجأت عوضا عن ذلك إلى تصعيد هجماتها ضد المملكة العربية السعودية، كان آخرها إطلاق صاروخ باليستي باتجاه مدينة الرياض السبت الماضي، الأمر الذي استدعى من قيادة التحالف اتخاذ إجراءات وتدابير إضافية لمنع وصول الأسلحة الإيرانية إلى أيدي الميليشيات، التي تستغل المنافذ البرية والبحرية للحصول على هذه الأسلحة من دون مراعاة للمعاناة التي ستتسبب بها مثل هذه الخطوة للشعب اليمني". من جانبها كتبت صحيفة (الوطن) أن "سلامة وأمن واستقرار الشعوب محصنة ولن يكون لإيران أي مجال للعبث أكثر، واليوم يعي الجميع أن مواجهة دابر الشر وقطع اليد التي تعمل عليه حيث يوجد، هو حق لكل دولة تتعرض للمخاطر أو التهديدات أيا كانت"، مشيرة إلى أن التعدي على سيادات دول والتدخل في شؤونها هو "تعد على القانون الدولي الناظم للعلاقات في المجتمع الدولي برمته". وفي قطر، توقفت صحيفة (الراية)، في افتتاحيتها، عند تداعيات الأزمة الخليجية الراهنة، لافتة الى أن "شعوب منطقة الخليج ترتبط مع الشعب القطري بعلاقات أسرية، ولم يحدث في تاريخ دول مجلس التعاون أن تم الخلط عمدا بين الخلافات السياسية والنسيج المجتمعي لدول المجلس"، وقالت إن ذلك "تسبب في جرح سيستغرق سنوات وربما عقود حتى يلتئم". وتحت عنوان "التأزيم ليس حلا"، جددت صحيفة (الشرق) التأكيد على أن "الحكمة والحوار كمنهج، من المطالب الأساسية لحل الأزمات التي تؤثر على الاستقرار والأمن"، مشيرة الى أن قطر تتبنى في معالجة الأزمة الخليجية الراهنة "الحوار منهجا واحترام السيادة أساسا في العلاقات بين الدول، وتنبه إلى مخاطر سياسة التأزيم، وأن المنطقة لا تحتمل أزمات إضافية". وتحت عنوان "وحدة السعودية واستقرارها من وحدة الخليج وتماسكه"، كتبت صحيفة (الشرق)، بقلم أحد كتابها، أن "السعودية كانت وما زالت بمثابة العمود الفقري للوحدة العربية والإسلامية قبل الوحدة الخليجية"، مشيرة الى أنه في حال "حدث أي خلاف بينها وبين دولها المجاورة (...) فإن الحل يجب أن يتم داخل البيت الخليجي عاجلا أم آجلا. وفي هذا الصدد، شدد كاتب المقال على "عدم نسيان مجلس التعاون الخليجي في مثل هذه الظروف" على اعتبار أن البيت الخليجي هو مصدر تماسك واستقرار المنطقة ككل، وأيضا على ضرورة الوقوف في وجه أعداء الوحدة الخليجية. وفي الأردن، واصلت الصحف التعليق على استقالة سعد الدين الحريري من رئاسة الحكومة اللبنانية، حيث كتبت صحيفة (الغد) في مقال، أن هذه الاستقالة المفاجئة، دفعت من حيث المكان والزمان إلى توقعات وتنبؤات بأن هذا نذير حرب مقبلة، لكن قراءة أ خرى للاستقالة، يقول كاتب المقال، قد تفيد بكونها نهاية حرب لا بدايتها، وأنها محاولة لتقليص المكاسب التي سيجنيها حزب الله وإيران والنظام السوري في لبنان، إذا ما استمر تقدم هذه الأطراف عسكريا في سورية. ويرى الكاتب أن استقالة الحريري، هي جزء من مفاوضات ما بعد الحرب في سورية، وفي جزء منها على الأقل محاولة لقطع الطريق على استثمار حزب الله لانتصاراته في سورية على شكل نفوذ في لبنان، "يخدم الحزب وقوته داخليا، ويخدم نظامي طهران ودمشق، ويقلق الرياض بشأن المسألة الإيرانية". وفي الموضوع ذاته، أبرز مقال لصحيفة (الرأي) أن المفاجأة في استقالة الحريري "لم تكن تخليه عن الاستمرار في رئاسة الحكومة بل توقيت الاستقالة التي لم تجيء في ظرف غير روتيني"، مشيرا إلى أن ظاهر الأمور أن الوضع في لبنان اعتيادي ولايهيء لتغيرات سياسية بهذا الحجم. وأضاف أن تلك المفاجأة فتحت الباب واسعا أمام تكهنات بأن الاستقالة تستبق مرحلة عدم استقرار صعبة وربما حربا يكون طرفاها إسرائيل وحزب الله، مبرزا أن استقالة الحريري جاءت "كورقة رابحة سيستغلها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جيدا في واشنطن التي لم تستجب حتى الآن لضغوطات إسرائيل للتصعيد مع إيران التي لا يبدو أنها ضمن أولويات واشنطن". وفي لبنان انصب اهتمام الصحف على تداعيات استقالة سعد الحريري من رئاسة الحكومة اللبنانية، وردود الفعل الداخلية والخارجية ذات الصلة. وفي هذا الصدد، أشارت يومية (الجمهورية) إلى أن كل المواقف والتطورات الجارية، توحي بأن "لبنان لن يتجاوز قريبا، أزمة إعلان سعد الحريري الاستقالة، إذ يتحكم بهذه الأزمة موقفان: الأول يؤكد أن هذه الاستقالة "نافذة دستوريا"، وينبغي الذهاب إلى تأليف حكومة جديدة، والثاني يعتبر أن الحكومة لا تعتبر مستقيلة ما لم يحضر رئيسها إلى بيروت ويعلن استقالتها، أو يطلع المراجع المعنية على دوافعها". وأضافت الصحيفة أنه في انتظار عودة الحريري، يسود تريث رسمي في اتخاذ موقف نهائي من الاستقالة التي هي استقالة نافذة حسب المادة 69 من الدستور التي تحدد الحالات التي تعتبر فيها الحكومة مستقيلة. من جهتها، أشارت صحيفة (اللواء) في افتتاحيتها، إلى أن القول بأن الاستقالة وضعت لبنان في موقع المواجهة "ليس دقيقا"، لأن لبنان في "قلب المواجهة منذ دخول النفوذ الإيراني إلى البلد، كأحد تجليات تصدير الثورة الإسلامية". وأضافت أن الأمين العام ل(حزب الله) حاول تجاهل مفردات الاستقالة، متسائلا عن أسبابها ومذكرا بالإنجازات الحكومية، وكأنه "يرفض أن يكون (حزب الله) المبادر الدائم وواضع القيود والحدود التي يبني عليها الآخرون ردود أفعالهم في موقع المتلقي هذه المرة"، في حين رفض رئيس الجمهورية التعامل مع هذه الاستقالة كواقعة لا مجال للقفز فوقها".