يَميلُ بعضُ الرجال إلى التَفَرُّد بالرأي، ويَنتظِر من المرأة أن تُذعِن وتتبنَّى آراءه ومواقفه وتُسَلِّمَ تَسْليما، تحت ذريعة أنه أكثر دراية وخبرة بالحياة والناس. وتَختلِفُ رُدودُ أفعال النساء بِاختلافِ مَشارِبِهن وتربِيتهن وثقافتِهن... هناك من ستوافق وَإِن على مَضَض، تَجنُّبا للمشاكل وحِفاظا على لُحمَة العلاقة. لكن مع تِكرار المواقف المُشابِهة، تشعر المرأة بإلغاء شخصيتها وكيانها ويَنطَفِئُ ذلك الوَميض في عينيها. وإن كان سلوكها هذا يبعث الارتياح لدى الرجل، فمع مرور الوقت سيتسلل إليه الملل من تفاهة تلك المرأة التي لا تناقِش ولا تملك آراء شخصية ولا مواقف واضحة، وقد يبحث عن امرأة أخرى تجلب له الإثارة الفكرية التي افتقَدَها. وهناك من النساء من تستعمل الحيلة والخديعة، فتُوهِم الرجل أنها راضية وترى الأمور بمِنظاره. لكنها في الخفاء، تعمل ما يحلو لها وتتصرف على هواها. وكم تكون صدمته كبيرة عندما يكتشف أنه كان مَوهوما وغبِيا أمام مُتلاعِبة ومُمثلة بارعة. نَوْع آخَر من النساء، عن جَهل أو لُؤم، تَسلُك طرقا ملتوية من سحر وشعوذة لإخضاع الرجل وَجَعلِهِ خاتما في أصبعها وأُضحوكة أمام الخَلْق... وَقانا الله وإياكم مِن شر ما خَلَق ! فلا تَخَف، عزيزي الرجل، من امرأة تُعبِّر عن آرائها بصراحة، تُخبِرُك عن قناعاتها، وتُحاورك بِحكمة وتَرَوّ، وَإِن اختَلَفَت معك فهي تَحترِم رأيَك. وتَجَنَّب التَّعَصُّب والظُّلم... " فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ".