عبارة ذات دلالة كبيرة في مداخلة الشيخ محمد الفيزازي ليلة الأربعاء 08 يناير 2014 على القناة الثانية، قال فيها "أنت حر ما لم تضر"، ومعناها أن حرية الفرد تحكمها ضوابط منها عدم الإضرار بالآخر سواء حمل فكرا مخالفا أو متفقا، ولا يقتصر الضرر بإيذاء جسد بالمخالف بل يتعداه إلى إحداث جروح في نفسيته. تلك إذن خلاصة الحوار الذي دار في الحلقة التلفزية السالفة الذكر. غير أن رموز التيار العلماني الذي حضر في الحلقة قام، وكعادته، بتحوير النقاش حول التكفير إلى الحديث عن وجوب مراجعة النصوص والآيات القطعية في مسائل تعدد الزوجات والإرث، والتهجم والتطاول على الدين الإسلامي، والآيات القرآنية التي قالت عنها إحدى الحاضرات إنها (أي آية من القرآن الكريم) لم تقنعها، وكم تمنت لو أنزلت آيات على مقاسها ومقاس باقي "إخوانها" في التيار العَلماني. ولوحظ البون الشاسع بين قِصَر التفكير لدى بعض دعاة "التحرر" مما يعتبرونه قيود الدين الإسلامي المفروضة على المرأة خاصة تعدد الزوجات من خلال سوء فهم آية "وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا" ويعتبرون التعدد اعتداء على حرية المرأة. إضافة إلى "ظلم" قوانين الإرث حسب زعمهم، من خلال قصر فهمهم لآية "يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ"الآية، أي أن نصيب الأنثى لا يعادل نصيب الرجل مما يعتبر، حسب زعمهم، عدم المناصفة في الإرث، وهو ما يسعون جاهدين إلى الوصول إليه. وهم بذلك يفرغون كل آيات القرآن الكريم من معناها الحقيقي ويقفون عند "ويل للمصلين". وحتى لا نحشر في زمرة من يتهمون غيرهم بحشر أنوفهم في مسائل الدين دونما علم ولا تعمق، فإننا نترك المجال لأهل التخصص، لكن من غير المقبول ترك المجال فارغا للعبث بآيات الله وأحكامه باسم الحرية الرأي والتعبير.