استعانت مؤسسة خيرية بريطانية لمكافحة مرض السرطان بممرضة بهدف التصدي للمعلومات المغلوطة المنتشرة عن هذا المرض على صفحات الإنترنت. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أن المعلومات المغلوطة تسهم في زيادة خوف المرضى ما يدفعهم للجوء إلى أمور خاطئة علها تساعدهم في الشفاء منه. وخلصت مؤسسة "ماكميلان كانسر سابورت" إلى أن ثلثي المصابين بالسرطان يبحثون عن معلومات تتعلق بتشخيص حالات الإصابة بالمرض على الإنترنت. ورصدت المؤسسة أن واحدًا من كل 8 مرضى يستعينون بالإنترنت لهذه الغاية، نظرًا لعدم فهمهم الكامل لكل ما أخبرهم به الطبيب حول حالتهم. وقالت الممرضة إيلين ماكباك، إنها تريد تصحيح المعلومات الخاطئة المتداولة على الإنترنت. وأضافت أنه "بمجرد أن يقول الطبيب كلمة سرطان، سرعان ما يغلق المرضى عقولهم ولا يستقبلون المعلومات التي يقولها لهم، ولذا يذهبون إلى منازلهم ويتحدثون مع أسرهم، ثم يجلسون أمام الإنترنت ويضطربون من كل ما يقرأون". وأوردت ماكباك أن "هناك معتقدات خاطئة يتم الترويج لها على أنها تعالج السرطان، أولها بيكربونات الصوديوم، حيث يعتقد البعض أن شربها أو تناولها عن طريق الوريد يمكنه علاج السرطان (..) ولا يوجد أي دليل يدعم ذلك". وأشارت إلى أن "بعض المرضى يعتقدون على نحو مضلل أن السكر يسبب السرطان، ولكن الصحيح هو أن السمنة هي التي تتعلق بالسرطان، وأن استهلاك السكر في حد ذاته لا يزيد المخاطر". وقالت عيادات "مايو كلينيك" الأمريكية إن "الممارسات الطبية أشارت إلى أن السكر لا يسهم في سرعة الإصابة بالسرطان، لكن زيادة السكر في خلايا السرطان لا يساعد في سرعة نمو المرض". ولفتت إيلين الانتباه إلى أنها تلقت مكالمة هاتفية في يوم من الأيام من زوجين ذهبا إلى عيادة خارجية ودفعا أموالا كثيرة من أجل العلاج بفيتامين "سي"، بعدما قيل لهما إنه يشفي من السرطان، وكلفتهما الرحلة خارج بلدهما للذهاب إلى العيادة كل ما ادخراه في حياتهما ولم تعد عليهما بأية فائدة". وقالت إيلين إن ثمة اعتقاد خاطئ بأن كبار السن هم من يصابون بالسرطان فقط لأنه شائع بين كبار السن. وأضافت أن نصف حالات الإصابة بالسرطان في بريطانيا سنويا تشمل من يتجاوزن سن 70 عاما، "والسبب في ذلك أنه بمرور الوقت تتلف خلايا أجسامنا وهذا التلف ينتج عنه السرطان، لكن الإحصاءات رصدت زيادة إصابة الشباب في العقود الأخيرة". وذكرتت إيلين إن المرضى يعتقدون أن أسماك القرش لا تصاب بالسرطان لذا يستخدمون غضاريفها لمكافحة المرض أو الشفاء منه، لكن تشير دراسات إلى أنه لا يوجد أي دليل يدعم ذلك ولم يثبت حتى على فئران المختبرات. ووفق إيلين فقد "كانت حقن القهوة الشرجية شائعة لفترة. وظهرت مواقع تروج لإمكانية إجراء تغيير في الأمعاء يمكنه الشفاء من السرطان". وذكر معهد بحوث السرطان البريطاني أن "حقن القهوة الشرجية ذات صلة كبيرة بالإصابة بعدوى الأمراض الخطيرة والإسهال والإمساك والتهاب القولون أو حتى الوفاة". وأضافت إيلين أن الأسطورة تدفع الناس إلى السفر مسافات طويلة للاستعانة بعيادات متخصصة "تتكلف أموالا كثيرة". *وكالة أنباء الأناضول