نظم حقوقيون وحقوقيات، مساء اليوم الأحد قرب محطة القطار الرباطالمدينة، وقفة رمزية بمناسبة يوم المختطف 29 أكتوبر، الذي يصادف الذكرى 52 لاختطاف المهدي بنبركة يوم 29 أكتوبر 1965، والذكرى 45 لاختطاف الحسين المانوزي يوم 29 أكتوبر 1972. وردد المحتجون شعارات تطالب بكشف الحقيقة بخصوص مجهولي المصير بالمغرب، وأوقدوا شموعاً ورفعوا صوراً ولائحة لمفقودين خلال ما يعرف ب"فترة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان" لازالت عائلاتهم تجهل مصيرهم رغم مرور عقود من الزمن. وقال مصطفى المانوزي، رئيس المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف شقيق المختطف الحسين المانوزي، في تصريح لهسبريس، إن "هذه الوقفة السنوية التقليدية تنظم بمناسبة اليوم الوطني للمختطف لنعيد التذكير بمطالبنا، خاصة مطلب الحقيقة". وأضاف المانوزي أن الوقفة "تطالب بحقيقة وملابسات اغتيال بنبركة والمانوزي. نحن في حاجة للكشف عن الحقيقة، خاصة أن فرنسا أبدت استعداداً للكشف عن أرشيفها، ما يعني أنه على المستوى المخابراتي سيكون هناك تبادل للوثائق بين الدولتين". ويرى المانوزي أنه "بدون حقيقة وطنية لا يمكن تحقيق لا تنمية ولا ديمقراطية"، مؤكداً أن "هناك رغبة داخل الدولة لحل الملف، لكن هناك جهات لا تريد ذلك. يوجد جلادون مفترضون؛ لذلك يصعب الكشف عن الجديد في هذا الملف، وتحقيق تقدم فيه". وبحسب المحامي المانوزي، فإن مجهولي المصير في المغرب يصل عددهم إلى 66 حالة، لكن المجلس الوطني لحقوق الإنسان كان قد أشار سابقاً إلى أن هناك سبع حالات عالقة لم تكشف بخصوصها الحقيقة، كما كان مرتقباً أن يصدر تقرير بخصوص هذا الأمر نهاية السنة الماضية. وفي رسالة لعائلة المهدي بنبركة، تليت خلال الوقفة، تم التأكيد على "ضرورة النضال من أجل المطالبة بالكشف عن الحقيقة في ملفات الاختطاف". وانتقدت الرسالة ما اعتبرته "تواطؤ الدولتين المغربية والفرنسية في ملف اختطاف المهدي بن بركة". كما لفتت الرسالة إلى مستجدات الساحة السياسية المغربية، خصوصاً حراك الريف، وأشارت إلى "وفاة العشعاشي، أحد الجلادين المذكورين في ملف المهدي بن بركة، حاملاً معه جزءً من الحقيقة حول هذا الملف الذي عمر طويلاً"، بتعبير رسالة عائلة المهدي بن بركة. وتطالب عائلات مجهولي المصير بالمغرب بنشر اللوائح الكاملة لضحايا الاختفاء القسري، مع رد الاعتبار للضحايا وعائلاتهم؛ وذلك ب"كشف التحاليل الجينية لتسوية قضية الرفات وتأهيل المدافن"، و"الحفاظ الإيجابي على ذاكرة الاختفاء القسري من خلال التحفظ على مراكز الاعتقال والمدافن الفردية والجماعية وتحويلها إلى أماكن للذاكرة". وكان عبد الرحمن اليوسفي، رفيق درب بن بركة، قد نظم في أكتوبر من عام 2015، ندوة دولية حضرتها عدة شخصيات للحديث عن مكانة بن بركة في التاريخ المعاصر، وعرفت تلاوة رسالة ملكية اعتبرت بن بركة "رجل سلم، وكان قريبًا من العائلة الملكية، وأن مرحلة ما بعد الاستقلال كانت مشحونة بشتى التقلبات والصراعات حول ما كان ينبغي أن يكون عليه مسار المغرب المستقل". ودعا اليوسفي خلال تلك الندوة، التي كانت حدثاً سياسياً كبيراً آنذاك، الدولة المغربية والدول التي "شاركت في الجريمة أو وقعت تحت ترابها أن تكشف عن الحقيقة التي تعرفها عن قضية المهدي بنبركة من أجل الحقيقة في حد ذاتها، ومن أجل وضع حد لجنازة تستمر 50 سنة". كما تطالب منظمة العفو الدولية (أمنستي)، في كل مناسبة، السلطات المغربية والفرنسية "ببذل المزيد من الجهود من أجل التحقيق بشكل شامل في اختطاف بن بركة؛ وذلك برفع السرية عن المعلومات التي تتوفر لديهما حول هذه القضية"، وتدعو المغرب إلى "إبداء المطلوب مع التحقيقات الفرنسية الجارية حاليًا بغية كشف الحقيقة كاملة".