برر الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، تدخل الجيش عندما كان على رأسه للإطاحة بالرئيس محمد مرسي من السلطة بالإيديولوجية الخطيرة لجماعة "الإخوان المسلمين"، مؤكدا أنها تفضي إلى الفكر الجهادي. وأكد السيسي، في مقابلة مع صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية، أن "أيديولوجية الإخوان المسلمين خطيرة"، وزاد: "ليس لديهم الحد الأدنى من التسامح الديني أو السياسي..الجهادي هو فرد من الإخوان في مرحلة متطرفة"، معتبرا أن "الإخوان يدعون إلى الإسلام من أجل احتكار السلطة السياسية والاقتصادية". وعقد السيسي مقارنة بين "الإخوان المسلمين" وجماعات أخرى مثل "القاعدة والدولة الإسلامية وبوكو حرام"؛ لأنها "تنتهج الفكر القاتل نفسه وتسعى إلى تدمير العالم بأسره وليس فقط العالم العربي"، وفق تعبيره. وأوضح الرئيس المصري أن "حقوق الإنسان عالمية واحترامها يمثل أمرا أساسيا؛ وذلك يسمح بمواجهة أفضل للإرهاب"، لكنه ذكر أن "أولويته" تتمثل في "أن يعيش المصريون بشكل أفضل". وتابع السيسي: "الحقوق الاقتصادية والاجتماعية هي أساس الحياة الكريمة، وهدفي الأساسي يتمثل في السماح بأن يحصل المواطنون على مسكن لائق وخدمات صحية وتعليم ذي جودة". وأكد السيسي أن بلاده "تريد تحقيق التوازن الضروري بين حقوق وواجبات المواطنين من جانب، وتحديات الأمن في الحرب على الإرهاب من جانب آخر". وحذر الرئيس المصري من الأوضاع الراهنة في ليبيا، مشيرا إلى أن "الجهاديين سيفرون من سوريا والعراق" وسيحاولون التمركز في ليبيا، ومن هناك "سيعدون ضربات" ضد بلاده وأوروبا، واستطرد: "لذلك ينبغي على دول العالم التعاون أكثر في الحرب على الجهاديين"، مؤكدا أن مصر ستسعى إلى إيجاد حل للأزمة الراهنة في ليبيا، التي تشاطرها حدودا ممتدة ل1200 كلم. وحول النزاع بين إسرائيل وفلسطين، أعرب السيسي عن سعادته بالمساهمة في التوصل إلى اتفاق بين حركتي فتح وحماس من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية، ما سيساهم في حل النزاع بإقامة دولتين. وأعرب السيسي أيضا عن دعمه للمبادرة الفرنسية لتشكيل مجموعة اتصال تشارك فيها الأطراف الفاعلة في سوريا، دون المطالبة برحيل الرئيس بشار الأسد بهدف البحث عن حل سياسي للنزاع الدائر في البلد العربي. واجتمع الرئيس المصري اليوم للمرة الأولى مع نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في قصر الإليزيه لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك بين الجانبين. وأعلن قصر الإليزيه، الخميس الماضي، أن السيسي سيبدأ زيارة إلى فرنسا، يناقش خلالها في أول لقاء له مع نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون "المصالح المشتركة كالأزمات الإقليمية، ومكافحة الإرهاب، وأوضاع حقوق الإنسان (في مصر) التي توليها فرنسا اهتمامًا خاصًا". وتعد زيارة السيسي هي الثالثة إلى فرنسا منذ توليه الحكم، إذ زارها في نونبر 2014 لبحث العلاقات بين البلدين، وفي 2015 لحضور مؤتمر قمة الأممالمتحدة لتغيّر المناخ؛ والتقى خلال الزيارتين الرئيس السابق فرانسوا هولاند.