تمكن الثوار الليبيون اليوم الثلاثاء 23 غشت، من الدخول إلى منطقة باب العزيزية، من جهة باب سوق الثلاثاء بطرابلس، وذلك بعد معارك طاحنة بينهم وبين كتائب معمر القذافي، التي تحاول الدفاع عن معقله. وتستخدم في المعارك الأسلحة المتوسطة والثقيلة وقذائف الآر بي جي". وأفادت رويترز" أنه شوهد دخان رمادي اللون يتصاعد فوق المنطقة وتدوي أصوات إطلاق نيران من آن لآخر. في السياق ذاته، قالت قناة الجزيرة: إن الثوار يدخلون البوابة الأولى في معسكر باب مشيرة إلى أن اشتباكات بين الثوار والكتائب تدور في أحياء بطرابلس فيما تحلق طائرات الناتو فوق المدينة. وكانت قناة "الجزيرة" قد نقلت عن مراسلها أن آلاف الثوار الليبيين أحاطوا اليوم باب العزيزية، مقر إقامة العقيد معمر القذافي المحصن، استعدادا لهجوم شامل ينهي المقاومة التي تبديها بقايا النظام في العاصمة طرابلس. وقالت القناة: إن آلاف الثوار من الجبل الغربي ومصراتة ومن طرابلس ومدن أخرى تقدموا على متن مئات السيارات، وباتوا على مسافة مئات الأمتار من المجمع الذي يعتقد أن القذافي وأبناءه ومئات أو ربما آلاف المقاتلين يتحصنون داخله. وأوضحت، أن الثوار الذين استقدموا أسلحة ثقيلة أحاطوا بمجمع القذافي ولكن ليس من كل الجهات باعتبار أنه يمتد على ستة هكتارات، ويصعب تطويقه بالكامل. في غضون ذلك، أكد حلف شمال الأطلسي "ناتو" أن غارته تساهم في شل قوات القذافي، التي قالت إنها على طريق الهزيمة. وأشار المتحدث باسم شن الحلف غارات في طرابلس، التي قال إنها تشهد أنها تشهد حرب شوارع، معترفا أنه ليس من الحكمة التورط فيها بشكل مباشر، وإنما من خلال استهداف قوات القذافي، جواً. وعلى صعيد آخر أفادت صحيفة "ديلي تليجراف" اليوم الثلاثاء، أن طائرات تجسس واستطلاع تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني ومنظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) تمشّط ليبيا بحثًا عن العقيد معمر القذفي، وسط مخاوف من أنه يستعد للفرار خارج البلاد. وقالت الصحيفة: إن طائرة استطلاع من طراز (أواكس) تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني تراقب جميع الطائرات المدنية التي تغادر طرابلس ومدنًا ليبية أخرى لمنع محاولة القذافي الهرب عن طريق الجو، فيما تقوم طائرة تجسس أمريكية من طراز (رايفت) برصد جميع الاتصالات عن طريق الهاتف النقال أو عبر الأقمار الاصطناعية. وأضافت: "سلاح الجو الملكي البريطاني سيستخدم أيضًا طائرة استطلاع مزودة برادار متطور من طراز (أستور) لمراقبة قوافل السيارات المتجهة إلى الصحراء في ليبيا، بعد اعتراف مصادر استخباراتية أن القذافي كان ذكيًا للغاية بتجنب استخدام الهواتف كي لا يتم تحديد موقعه". وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، وخلال الاجتماع الذي عقده مجلس الأمن القومي بحكومته، طلب من الجيش استخدام جميع تقنيات التجسس والاستطلاع المتوفرة لديه للبحث عن العقيد الليبي. ونقلت عن مصدر بالحكومة البريطانية: "لا نعرف متى يمكننا العثور على القذافي، ولكن على الجميع أن يطمئنوا لأن كل عين تبحث عنه الآن". وقالت الصحيفة: إن جنوب إفريقيا، وعلى الرغم من النفي الرسمي، وافقت على لعب دور بالتفاوض على إستراتيجية لخروج القذافي من ليبيا، ووضعت طائرة تابعة لسلاحها الجوي على أهبة الاستعداد في تونس، وأبدت -وفقًا لمصدر- استعدادها لتأمين خروج آمن له من المنطقة إذا ما قرر مغادرة ليبيا.