اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم السبت بعدة مواضيع، أبرزها إعلان الرئيس الأمريكي عن استراتيجية جديدة حيال إيران، ونتائج انتخابات مدير عام جديد لمنظمة ( اليونسكو )، وإعلان حالة الطوارئ بمصر لمدة ثلاثة أشهر أخرى، وجهود مصر لتحقيق المصالحة الفلسطينية. ففي مصر، أجمعت الصحف على تناول موضوع التصويت على مدير عام جديد لمنظمة الأممالمتحدة للعلوم والتربية والثقافة ( اليونسكو )، وركزت بهذا الخصوص على بيان وزارة الخارجية المصرية التي أكدت فيه أن مرشحة مصر للمنصب "أظهرت منذ إعلان ترشحها قدرات ومهارات رفيعة، عكست ما تتمتع به من خبرات سياسية ودبلوماسية متراكمة، وهو ما ظهر جليا خلال جلسة الاستماع التي عقدها المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو مع الوزيرة خطاب في أبريل الماضي". وأضافت أن "الأداء المشرف " للمرشحة المصرية خلال العملية الانتخابية، و"الذي اتسم بالإقدام والمثابرة حتى الجولة قبل الأخيرة من عملية التصويت، كان علامة بارزة في تاريخ انتخابات اليونسكو". ومن جهة أخرى، نشرت (الأهرم) مقالا لأحد كتابها، تناول فيه قرار تمديد حالة الطوارئ في البلاد ، لمدة ثلاثة أشهر، مؤكدا أن القرار "جاء تلبية لضرورات أمنية وتحديات مازالت تتربص بالوطن، وأن أسباب ومسببات الإرهاب مازالت قائمة ومحاولات اختراق حدود مصر لم تتوقف" . وأضاف الكاتب،أنه "لذلك قوبل القرار بالتأييد من الرأي العام وهو ما سيفعله البرلمان أيضا ما دام القانون سوف يستخدم لملاحقة الإرهابيين وحماية أمن المصريين". وبخصوص موضوع المصالحة الفلسطينية، نشرت (أخبار اليوم) مقالا اعتبر كاتبه فيه أن الجولة الأولى من المصالحة بين (فتح) و(حماس)، والتي جرت في قطاع غزة برعاية مصرية،شكلت "خطوة هامة لإنهاء الصراع بين الأشقاء الفلسطينيين والذي استمر عشر سنوات، وحاولت أطراف عربية وإقليمية تغذية هذا الصراع لتحقيق مصالح إقليمية تضر بمصالح الشعب الفلسطيني والأمن القومي المصري والعربي". وأضاف الكاتب أنه "بعد اتصالات مكثفة وجهود غير عادية بين الطرفين، كللت هذه الجهود بالنجاح عندما أدرك الفلسطينيون أن الوقت ليس في صالحهم وأن إسرائيل هي المستفيد الأول من هذا الانشقاق وأنها كثيرا ما أشاعت أنه لا يوجد شريك فلسطيني حقيقي يمكن التفاوض معه، وبهذه المصالحة الهامة سقطت الحجج الإسرائيلية ودخلت السلطة الفلسطينية إلى غزة لأول مرة، والتقى الأشقاء وعادت المياه إلى مجاريها وكان رد فعل هذه المصالحة رائعا في الشارع الفلسطيني". وفي قطر، تصدرت اهتمام الصحف المحلية نتيجة منافسة الجولة الخامسة والأخيرة على منصب مدير عام منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، الى جانب مواضيع أخرى محلية ودولية . وكتبت صحيفة (الراية)، في مقال لرئيس تحريرها، أن مرشح قطر "خرج من السباق مرفوع الرأس" وأنه "لن يضيره ما حدث، نافس بشرف وظل متصدرا حتى الجولة الأخيرة"، لافتة الى ما "يتمتع به من خبرات تراكمية ثرة، وزارية وأممية". وشدد كاتب المقال على أن اختيار قطر لمرشحها جاء بناء على "ثقتها في قدراته وإمكانياته لانتشال المنظمة مما هي فيه من ضعف وشلل مهني وبيروقراطية أقعدتها عن الاضطلاع بدورها"، مذكرا، في هذا الصدد، بمساهمات قطر دوليا في مجال نشر التعليم من قبيل مبادرة "علم طفلا" و"مؤسسة التعليم فوق الجميع" و"تعليم 7 ملايين طفل محرومين من التعليم". ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (الشرق)، في افتتاحيتها، أن "تصدر المرشح القطري الدكتور حمد بن عبد العزيز الكوراي للجولة الأخيرة في انتخابات رئاسة اليونسكو في حد ذاته انتصار لقطر ولقيمها"، مضيفة أن قطر "فازت عن جدارة في منافستها الشريفة والأخلاقية، ونجحت في إظهار إيمانها المترسخ بالديمقراطية وقيمها". وسجلت الصحيفة الى أن "ترشيح الكواري كان طموحا عربيا وإسلاميا لقطر ورسالة مهمة للعالم لتجسيد قيادة عربية إسلامية للعمل الثقافي العالمي ومحاولة تقديم صورة حضارية عن العرب والمسلمين"، لافتة الى أن رد البعثة القطرية حين قال مندوبها "تحيا مصر وتحيا قطر وتحيا كل الدول العربية" كان "أرقى رد حضاري". وتحت عنوان "الاستحقاقات الغائبة في الترويج لاستئناف عملية السلام"، كتبت صحيفة (الوطن) ، بقلم أحد كتابها، أن المصالحة الفلسطينية "قطعت نصف الطريق وجزئيا أيضا بعد أن ألغت حماس اللجنة الإدارية وعادت حكومة الوفاق إلى غزة" إلا أن ذلك، براي كاتب المقال، وإن كان سيعمل على تخفيف الحصار فإنه "لن يلغيه" لأن "الطرف الرئيس في وجوده هو إسرائيل التي لم ترحب بالطبع بهذه المصالحة في جولتها الجديدة"، مشيرا الى أن العقدة ما تزال مستحكمة عند نقطتين؛ "سلاح المقاومة" الذي لا تريد حماس التخلي عنه الى حين زوال الاحتلال، وموقفها من عملية السلام إذ لم تعلن تخليها عن "اعتراضها الاستراتيجي على الطريقة التي تتم بها العملية". وأضاف أن المشهد الراهن على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي "لا يتضمن أية علامة على حدوث اختراق في عملية السلام يمكن أن يوصف بالفرصة التاريخية"، مستنتجا بأنه في غياب مؤشرات حقيقية من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تبقى هذه الفرصة مجرد باب من "أبواب الأمنيات الطيبة لا أكثر". وفي السعودية، كتبت يومية (عكاظ) أن الاستراتيجية الجديدة للرئيس الأمريكي دونالد ترمب حيال إيران، التي أعلن عنها أمس هي بمثابة رسالة مفادها أن إدارة ترمب "ستسعى بحزم لتغيير سلوك النظام الإيراني الذي يشكل واحدا من أخطر التهديدات لأمن واستقرار المنطقة". وقالت الصحيفة إن "عدم توقيع الرئيس ترامب على التجديد للاتفاق النووي الإيراني وتحويله للكونغرس للدراسة يعتبر خطوة متقدمة، والمطلوب أن تغلق واشنطن جميع الطرق أمام النظام الإيراني للوصول إلى السلاح النووي، وإلغاء الاتفاق النووي الإيراني". وفي موضوع آخر، قالت يومية (الوطن الآن) إن العملية العسكرية التي تخوضها القوات التركية حاليا في إدلب السورية، "عملية غامضة المعالم وتعقد المشهد الإقليمي"، وتأتي فيما "تواجه الحكومة التركية خلال هذه الأيام لحظات عصيبة، لاسيما في ظل هبوط أسعار النفط العالمية، وتدني سعر العملة المحلية، ووجود توترات على عدة جبهات تهدد أمن وسلامة حدودها. وقالت الصحيفة إن التدخل العسكري في إدلب، الذي يأتي عقب انشقاق فصائل بارزة عن (هيئة تحرير الشام) الموالية لتنظيم (القاعدة)، والتي تقول أنقرة إنها تخوض معركة ضدها في الشمال السوري، يندرج في إطار مخطط تركي يسعى إلى تحقيق جملة من الأهداف أبرزها إنهاء الأطماع الكردية، وتطهير الحدود المشتركة، وضمان موطئ قدم في سورية. وفي الشأن المحلي، أبرزت يومية (الجزيرة) مسار تعزيز مكانة المرأة في المجتمع، مشيرة إلى أن المملكة "تمر بمنعطف تاريخي" من حيث تعزيز إدماج المرأة في الاقتصاد، وجعلها جزءا لا يتجزأ في منظومة تنمية الأعمال، إضافة إلى تسهيل الإجراءات الخاصة بدخولها في مجال القطاع الخاص. وأشارت الصحيفة إلى أن عدد صاحبات الأعمال السعوديات يبلغ 30 ألف سيدة، فيما أصبح حجم الاستثمارات النسائية أكثر من 21 في المئة من حجم الاستثمار الكلي للقطاع الخاص، وأكثر من 20 في المئة من الأموال الموظفة في صناديق الاستثمار السعودية المشتركة. وفي لبنان اهتمت الصحف الصادرة اليوم السبت بعدة مواضيع، أبرزها إعلان الرئيس الأمريكي استراتيجية اليت الأبيض حيال إيران، والزيارة المرتقبة للبابا فرانسيس لبنان. وفي هذا الصدد أوردت يومية (الديار) أن "الرئيس الأمريكي تهرب من اتخاذ أي موقف واضح من إيران وضدها، ولم يعلن انسحابه من الاتفاق النووي الإيراني، ولم يصنف الحرس الثوري الإيراني إرهابيا ولم يتطرق في خطابه إلى ملف الحرس الثوري وكل ما فعله أنه حول الموضوع إلى الكونغرس الأمريكي لدراسته وذلك يأخذ وقتا قد يمتد لستين يوما علما أن ترامب لم يخرج في سياق خطابه أمس عن الهجوم العنيف ضد طهران وسياساتها". وأضافت الصحيفة أنه يبدو أن ترامب وجد نفسه وحيدا أمام صلابة الموقف الأوروبي بالحفاظ على الاتفاق النووي، وكذلك الموقفين الروسي والصيني الداعمين للاتفاق فتراجع عن خطواته واكتفى بتهديدات كلامية، حتى أن الرئيس الفرنسي ماكرون اتصل بالرئيس الإيراني روحاني وأبلغه موقف فرنسا بزيادة التنسيق والتعاون مع إيران وهذه نكسة جديدة لسياسة ترامب الخارجية. وفي الموضوع ذاته، كتبت صحيفة (اللواء) أن الرئيس دونالد ترامب وجه أمس ضربة كبرى للاتفاق النووي مع إيران في تحد لقوى عالمية كبرى باختياره عدم التصديق على التزام طهران بالاتفاق، محذرا من أن بلاده قد تنسحب منه بالكامل في نهاية المطاف، مضيفة أن ترامب أعلن أمس "استراتيجية حيال إيران" معتبرا أن طهران "أكبر داعم للإرهاب في العالم". وأشارت اليومية إلى أنه بعد وقت قصير من انتهاء خطاب ترامب، رد الرئيس الإيراني حسن روحاني قائلا إن واشنطن اليوم "هي ضد الشعب الإيراني أكثر من أي يوم مضى". وفي موضوع آخر أوردت يومية (المستقبل) أن تأكيد البابا فرانسيس لرئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أنه سيزور لبنان قريبا، وأن لبنان بالنسبة إليه "هو مثال وقدوة للمنطقة كلها"، أثلج قلوب اللبنانيين. وأوضحت الصحيفة أن أهمية الزيارة تكمن في أنها ستترجم قناعة الفاتيكان الراسخة تلك، بأهمية كون لبنان النموذج المطلوب تعميمه على المنطقة في وقت تشهد هذه المنطقة ذروة الصدامات عرقيا وطائفيا ومذهبيا. وبالأردن، وتحت عنوان "استراتيجية أمريكية جديدة للتعامل مع إيران"، أشارت صحيفة (الرأي) إلى إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس، عن استراتيجية جديدة حيال إيران رفض فيها الإقرار بالتزامها بالاتفاق النووي، ونقلت عن الرئيس قوله إن طهران تعتبر "أكبر داعم للإرهاب في العالم"، معلنا في الوقت ذاته فرض "عقوبات قاسية بحق الحرس الثوري الإيراني". وأوردت الصحيفة ردود فعل عدد من الدول على إعلان ترامب، مشيرة إلى أن روسيا والدول الأوروبية الغربية الكبرى حذرت واشنطن من إلغاء الاتفاق مع إيران في الوقت الذي رفض فيه الرئيس الإيراني حسن روحاني إعادة التفاوض حول الاتفاق، مضيفة أن ترامب بعدم إقراره بالتزام طهران الاتفاق الموقع في يوليوز 2015، يضع الكونغرس في خط المواجهة لمعالجة "العديد من نقاط الضعف العميق في الاتفاق" بحسب قوله. وفي موضوع اتفاق المصالحة الذي تم التوقيع عليه في القاهرة أول أمس بين حركتي فتح وحماس، كتبت صحيفة (الدستور) في مقال أن الاتفاق الجديد عليه أن يكون محطة باتجاه بناء استراتيجية جديدة تقاوم غطرسة الاحتلال بكل وسيلة ممكنة، وتحول السلطة إلى كيان إداري يدار بالتوافق، مع إعادة تشكيل منظمة التحرير لتمثل مرجعا سياسيا للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج. وأضافت أن أضعف الإيمان يدفع للأمل أن يكون الاتفاق محطة في تجاه التصدي لأي محاولات أمريكية لحرف القضية نحو مسارات تضيعها، عبر الحديث عن "حل إقليمي" يكرس الوضع الراهن مع تحسينات طفيفة، "بينما يطلق عملية سياسية بلا أفق، مع تطبيع عربي مع الكيان الصهيوني"، مشيرة إلى أن التعويل الأكبر يبقى على الشارع الفلسطيني الذي يمكن أن يأخذ القرار بنفسه، ويصعد انتفاضته في مواجهة الاحتلال، ليفرض على السلطة والفصائل تغيير المسار نحو برنامج مكلف للاحتلال، وقادر على فرض التراجع عليه. وعلى صعيد آخر، علقت صحيفة (الغد) على قرار انسحاب واشنطن من منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو)، بالقول إن "قرارات المنظمة المنتصرة للقدس، وخصوصا قرارها باعتبار السلطات الإسرائيلية في المدينة المقدسة سلطات احتلال، أزعجت وأغضبت كيان الاحتلال ونصيرته الولاياتالمتحدة التي لم تخف أن قرارها بالانسحاب من المنظمة الدولية هو لما أسمته "انحياز اليونسكو ضد إسرائيل". وأشارت الصحيفة في مقال إلى أن هذه الخطوة الأمريكية المنحازة لإسرائيل وقبلها رفضها انضمام فلسطين ل"اليونسكو" ورفضها كل قرارات هذه المنظمة الدولية بشأن القدسوفلسطين، يدفع المرء للتساؤل حول حيادية واشنطن ودورها في مفاوضات السلام وعملية السلام بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي.