عاد عدد من النشطاء الحقوقيين، تزامنا مع الزيارة الأسبوعية التي تنظمها عائلات معتقلي "حراك الريف"، للاحتجاج أمام السجن المحلي عين السبع بالدار البيضاء، للمطالبة بالإفراج السريع عنهم. وبدت الوقفة الاحتجاجية التي دعت لها "تنسيقية لجنة دعم حراك الريف بالرباط"، اليوم الأربعاء أمام سجن "عكاشة" بالدار البيضاء، "محتشمة"؛ فيما غابت عنها الوجوه الحقوقية المعروفة التي كانت تحضر الوقفات السابقة، إذ أشارت مصادر هسبريس إلى أن "البعض يحضر محاكمة المعطي منجيب بالرباط، بينما آخرون يحضرون جنازة والد الملياردير كريم التازي، المنتمي إلى صفوف الحزب الاشتراكي الموحد". وعادت الوقفة لتعرف توهجا بعد نزول عائلات معتقلي "حراك الريف" من حافلة تقلهم، لترفع شعارات قوية مطالبة بالإفراج عن المتابعين؛ من قبيل "إضرابات طعامية.. في سبيل الحرية" و"قتلونا عدمونا.. أولاد الشعب يخلفونا"و"الوقفات هاهي .. والعدالة فيناهي"، مستعملين أوعية مطبخية خلال ترديدها أمام أنظار العناصر الأمنية التي كانت تراقب الوضع. وقال محمد أفرفار، ممثل لجنة "دعم الحراك عن تنسيقية الرباط"، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: "هذه الوقفة رسالة من أجل إطلاق سراح المعتقلين، وتندرج ضمن سلسلة أشكال نضالية نعكف على تنظيمها"، بتعبيره. وأضاف المتحدث نفسه أن المحتجين يؤكدون، من خلال وقفتهم، أنهم "يقولون كفى من الحُكْرَة؛ والاعتقالات التعسفية"، وزاد: "نؤمن بأن المحاكمات سياسية وتنتفي فيها شروط المحاكمة العادلة.. وقفتنا للضغط على الدولة من أجل التراجع عن السياسة القمعية التي تنهجها في حق المعتقلين والأسر التي تعاني أسبوعيا"، على حد قوله. وبخصوص وضعية المعتقلين المضربين عن الطعام، البالغ عددهم 35 من أصل 49، قال محمد أحمجيق بصفته شقيق أحد المعتقلين: "أكاد أجزم بأن الوضع خطير بالنسبة للمعتقلين، ومع ذلك يوهموننا ويبذلون جهدا في التواصل معنا ويؤكدون أنهم بخير رأفة بنا". وطالب أحمجيق، في تصريحه لهسبريس، الهيئات الحقوقية والدول،ة وكل من له صلة بالملف، ب"التدخل فورا لإنقاذ حياة هؤلاء الشباب المعتقلين المضربين الذين ليس من العدل تواجدهم بالسجن". ولم تخف والدة المعتقل محمد جلول الوضع المزري الذي يعيشه ابنها بعد دخوله في إضراب عن الطعام، إذ أكدت أنه "لم يعد قادرا على الحركة والوقوف"، مشيرة إلى أنه "سرعان ما يسقط، ناهيك عن انخفاض وزنه بشكل مهول"، وفق تصريحها. جدير بالذكر أن مندوبية السجون نفت، في بلاغ سابق صادر عنها، نقل معتقلين إلى المستشفى مساء أمس الثلاثاء بسبب تدهور صحتهما، بينما تشبثت أم جلول بأنه "جرى نقل ابنها إلى المشفى فعلا، قبل أن يتم إرجاعه إلى السجن".