فجأة تحول الحب والوعد بالزواج إلى مصدر للألم والمعاناة، لتصبح أما غصبا عنها، وتهجر منزل أسرتها خوفا من الفضيحة..مونية شابة في العشرينات من عمرها، وجدت نفسها بين عشية وضحاها تبيت في العراء، تفترش الأرض وتلتحف السماء، رفقة رضيعة لم يتجاوز عمرها ثلاثة أشهر. تروي مونية وهي تتحدث إلى هسبريس أنها دخلت في علاقة مع أحد الأشخاص ضواحي مدينة آسفي، ووعدها بالتقدم لخطبتها والزواج بها. حتى هنا تبقى الأمور عادية، لكن الشابة وجدت نفسها حاملا بعد دخولها في علاقة جنسية مع زوج المستقبل! "كنت أتابع دراستي في السنة الثالثة إعدادي حين تعرفت عليه بالمدينة، فدخلنا في علاقة عاطفية"، تقول المتحدثة وهي تمسك بين يديها رضيعة، ثم تردف: "بعد مدة غرر بي، إذ وعدني بالتقدم لخطبتي ومن ثم الزواج". وتضيف هذه الشابة التي لم تتمتع بطفولتها ولم تكمل دراستها: "تطورت علاقتنا أكثر بعد ذلك إلى أن تبين أني حامل منه، لكنه رفض الاعتراف بذلك والزواج بي، لأجد نفسي مضطرة للهروب من المنزل". بحرقة تتحدث إلينا مونية قائلة: "غادرت المنزل خشية ردة فعل إخوتي، الذين لن يقبلوا بهذا الأمر"، ثم تضيف: "حللت بالدار البيضاء تاركة خلفي أسرتي التي لا تعلم شيئا عن كل ما جرى". معاناة هذه الفتاة وهي في ريعان شبابها لم تقتصر على هذا فحسب، إذ لم تجد سندا لها بهذه المدينة "الغول"، فأضحت لقمة سائغة، خاصة أنها تعيش في الشارع. "تعرضت للاعتداء في مناسبات عدة.. بعض العناصر يحاولون الاعتداء عليّ جنسيا، لكن لحسن الحظ لم يتم ذلك"، تقول مونية، ثم تتابع: "منذ أن أنجبت لم أعد أتعرض لأي اعتداء لأنهم يرون طفلة في يدي". تعيش هذه الأم على بعض المساعدات من طرف المواطنين بالقرب من محطة أولاد زيان بالدار البيضاء، تعيل بها نفسها وطفلتها، أما للمبيت فقد باتت تدفع عشرة دراهم كل ليلة للحصول على غطاء لها ولابنتها الصغيرة. لا تطلب مونية شيئا سوى المساعدة على تربية ابنتها والعودة إلى أسرتها التي افتقدتها، أما حلمها بأن تصير طبيبة تساعد المرضى وتعالجهم فكان صرحا من خيال فهوى.