خيمت أزمة حراك الريف، التي دامت أشهرا، على لقاء نظمه حزب الأصالة والمعاصرة، مساء يوم الأحد بمقر جهة الدارالبيضاءسطات، لمناقشة الوضع السياسي الراهن. وأكد سليمان التجريني، عضو المجلس الوطني لمنظمة شباب الأصالة والمعاصرة، في الندوة التي نظمت تحت شعار "الوضع السياسي الراهن بالمغرب: تجليات الأزمة ومدخلات التغيير"، أن "الوضع في الريف متأزم جدا، ولا هدوء بالمنطقة، أما الأحزاب السياسية والجمعيات وغيرها فليست بقادرة على التحكم في الناس لعدم الخروج والاحتجاج". وأوضح التجريني أن المنطقة في الريف تعيش "غليانا صامتا وخطيرا جدا، وفي أي لحظة يمكن أن يتحول إلى بركان ويزحف على الكل"، مضيفا أن "الوضع مأساوي ومن يقول غير ذلك فهو يكذب". وأكد عضو "البام" أن خروج الساكنة للاحتجاج من أجل مطالب اجتماعية أمر عادي، مفسرا ذلك بأن "من يريد الجامعة فلا وجود لها، ومن يبحث عن دواء فلا وجود له، وللتنقل إلى تازة تلزمك 4 ساعات في مسافة قصيرة جدا بالنظر لانعدام البنية التحتية". وأوضح ابن منطقة الريف، في مداخلته، أن المنطقة تعرف ما يسمى بالاقتصاد التضامني، مشيرا إلى أن هناك عائلات لها أفراد يعيشون في الخارج ويعملون على إعالة البقية. واتهم المتحدث نفسه الدولة بالإجهاز على كل المكاسب في الريف بعد الاستقلال، التي كانت قد أنشأها الاستعمار، وتم جعل المنطقة سياحية. ولتجاوز الوضع السياسي الراهن بالمنطقة، دعا التجريني الأحزاب السياسية إلى العمل على خلخلة التفكير لدى السكان حول نظرتهم للأحزاب، لأن هذه الأخيرة تتعامل مع الريف بمنطق انتخابي فقط، وهو الأمر الذي يجعل المواطنين يتهمون كل من انخرط في الأحزاب بأنه خائن للقضية الريفية، يضيف التجريني. وحمل بعض المتدخلين مسؤولية أحداث الريف إلى قيادة "البام" بالجهة بالنظر إلى كون الحزب يقود عددا من الجماعات ومجلس الجهة، وبالتالي فإن التنظيم السياسي جزء من المشكلة التي قد تعصف باستقرار المغرب ككل، وطالبوا المسؤولين بالمنطقة بتقديم استقالاتهم لنزع فتيل الأزمة طالما أنهم لم يستطيعوا تطبيق البرنامج الذي روجوا له خلال الاستحقاقات الانتخابية. من جهته، اعتبر هشام عيرود، عضو المكتب التنفيذي لمنظمة شباب الأصالة والمعاصرة، أن المشهد السياسي الذي يعيشه المغرب عوض أن يكون حلاً أصبح جزءا من المشكل، مشيرا في هذا السياق إلى اعتماد الأحزاب السياسية على نفس الوجوه، مما جعل الانتخابات الأخيرة تعرف ضعفا في المشاركة. أما جمال مكماني، رئيس قطب التنظيم بالحزب، فقد أكد على أن المشهد السياسي يعيش متغيرات إلى جانب النفور والاضطراب، ناهيك عن بعض الأمور المرتبطة بما هو سلبي. وأشار مكماني إلى أن "حزب الأصالة والمعاصرة هو اليوم بصحة وعافية، رغم ما يقال ويكتب عنه، وكل هذا دليل على أنه يحتل موقعا متميزا داخل المشهد السياسي".