بحضور لفيف من الأكاديميّين والمثقفين المغاربة، عقدت مؤسسة عبد الهادي بوطالب للثقافة والعلم والتنوير الفكري اجتماعا بالرباط، بمناسبة الدخول الثقافي الجديد، قُدّم فيه الأعضاء الجدد للمؤسسة التي تحتفل هذه السنة بالذكرى العاشرة لتأسيسها. مجيد بوطالب، رئيس مؤسسة عبد الهادي بوطالب للثقافة والعلم والتنوير الفكري، ونجل مؤسسها الراحل عبد الهادي بوطالب، المستشار السابق للملك الراحل الحسن الثاني، قال في كلمة بالمناسبة إنّ المؤسسة احتلّت، خلال السنوات العشر الماضية، موقعا متميزا ومرموقا ضمن المشهد الثقافي والجمعوي المغربي. وأردف بوطالب، في تصريح لهسبريس، بأنّ تخليد المؤسسة التي يرأسها لذكراها العاشرة سيكون انطلاقة جديدة لها في المشهد الثقافي والفكري والعلمي بالمغرب، خاصة أنّها اختارت الانفتاح أكثر على الشباب، من خلال شراكات أبرمتها مع كل من جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، وجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، "لنشر فكر المرحوم، الذي جمع بين الثقافة والسياسة، وخلّف خمسين مؤلّفا، وليكون الشباب على وعي بما قدمه رجالات المغرب وما أسدوه للبلد"، بتعبير المتحدث. وقُدّمت خلال الاجتماع حصيلة عمل مؤسسة عبد الهادي بوطالب للثقافة والعلم والتنوير الفكري، خلال السنوات العشر الأولى من عمرها. حصيلة وصفها محمد شوقي، عضو المؤسسة، ب"الإيجابية"، مشيرا إلى أنَّ نشاط المؤسسة الذي لم ينطلق، بشكل فعلي، إلا سنة 2012، بسبب مرض رئيسها السابق، عبد الهادي بوطالب، يتسم بالتنوّع والتعدد، لا من حيث موضوعاته ولا من حيث تنظيمه. ومن المواضيع التي تمحورَت حولها الأنشطة الثقافية والفكرية لمؤسسة عبد الهادي بوطالب للثقافة والعلم والتنوير الفكري حوار الثقافات وقضية المرأة والوضع العربي الراهن على ضوء الربيع العربي، والدين والسياسة والمسألة التعليمية وقانون الصحافة. وبخصوص الموسم الثقافي الجديد، قال محمد شوقي إنّ أعضاء المؤسسة يؤكدون على ضرورة تفعيل جائزة عبد الهادي بوطالب للصحافة، وكذا كرسّيه. كما يجري الإعداد لتنظيم ندوة عملية مع أكاديمية المملكة حول موضوع "أي مستقبل للبحث في العلوم الإسلامية؟". وتهدف هذه الندوة، التي لم يُحدّد تاريخ تنظيمها بعد، إلى الوقوف على المناهج العلمية المقرَّرة في الجامعات الغربية، وخاصة الألمانية، وسيشارك فيها عدد من الباحثين في الجامعات الألمانية والنمساوية. وأكّد محمد شوقي أنَّ الأنشطة التي برمجتْها مؤسسة عبد الهادي بوطالب للثقافة والعلم والتنوير الفكري تروم التعريف بفكر مؤسّسها، والخوض في القضايا التي تستأثر باهتمام الرأي العام، مشيرا إلى أنّ هناك ترابطا بين القضايا التي كانت موضوع تناول ودراسة وبحث من طرف الراحل وبين القضايا المطروحة في مغرب اليوم.