تناولت الصحف العربية الصادرة، اليوم السبت، مواضيع اقتصادية وسياسية واجتماعية متنوعة، أبرزها الحرب ضد الإرهاب، ونتائج الإصلاح الاقتصادي في مصر، وتفاعلات الأزمة الخليجية، وتطورات القضية الفلسطينية. ففي مصر، كتبت يومية (الجمهورية)، أن مصر ، " ترفض التشدد والتطرف والإرهاب، ولا تتوانى عن حمل راية المواجهة لصالح الحق والاستقرار والسلام للبشرية جمعاء، ولعل هذا ما تؤكده الحرب التي تخوضها ضد الإرهاب الأسود الذي حاول النيل من استقرارها وأبنائها وجهود تنميتها، واختار للمؤامرة جزءا من أرض سيناء" ، مؤكدة أن " المؤامرة سقطت والنصر قادم والعالم كله تلقى درس التصدي والمواجهة في شجاعة مصر وقرارها وقيادتها(...) " . وتناولت (أخبار اليوم) من جهتها موضوع الإصلاح الاقتصادي في مصر، ونشرت مقالا للكاتب أحمد هاشم، أشار فيه إلى أن شهادات الثقة الدولية في الاقتصاد المصري تتوالى لتؤكد نجاح برنامج الإصلاح الاقتصادي الاجتماعي الذي تنفذه الحكومة، والذي بدأ بتحرير سعر صرف العملات الأجنبية وإجراءات ترشيد الدعم والتوسع في المشاريع التنموية الكبرى. وأضاف أن صندوق النقد الدولي قد أكد أن السلطات المصرية شرعت في برنامج إصلاح طموح واتخذت إجراءات حاسمة تهدف إلى استعادة الاستقرار الاقتصادي الكلي وإعادة المالية العامة إلى مستوى قابل للاستمرار، وفي نفس الوقت سعت السلطات إلى حماية محدودي الدخل من خلال تعزيز إجراءات الحماية الاجتماعية. كما اهتمت يومية (الأهرام) بالموضوع ذاته، وكتبت في افتتاحيتها أن "التعاون والشراكة بين (مؤسسة ) الإنتاج الحربي وعدد من البنوك المصرية وعلى رأسها البنك المركزي، يمثل خطوة إيجابية على الطريق الصحيح للنهوض بالاقتصاد المصري ودفع عملية التنمية من خلال تمويل عدد من المشاريع القومية العملاقة تمويلا محليا والعمل على تقوية التصنيع المحلي الحقيقي بهدف تحويل الاقتصاد المصري إلى اقتصاد تصديري، وذلك من أجل تحقيق التنمية المستدامة والاستقرار المالي وحماية الاقتصاد المصري من الصدمات". من ناحية أخرى، وبخصوص تفاعلات الأزمة الخليجية، نشرت (الجمهورية) مقالا للكاتب السيد البابلي، قال فيه "إننا نستمر مع الأزمة القطرية التي ستطول، ولن يكون هناك حل قريب لها قبل انعقاد القمة الخليجية في دجنبر القادم ولا بعدها، ودولة الكويت هي وحدها من يرى أن هناك أملا في نجاح الوساطة وتقول إن دورها كوسيط في الأزمة لم ينته، وتنظر إلى الأزمة على أنها خلافات بين "أشقاء". وأضاف الكاتب، أن الكويت ما زالت تتعامل في هذه القضية على أنها مجرد خلاف في وجهات النظر، وأنه خلاف مؤسف يمكن تداركه بجلسة أو جلستين من الحوار والكلمات الطيبة، مشيرا إلى أنه إذا كان هناك حديث عن الوساطة فإنه يجب أن يبدأ بتحديد المشكلة ومسؤولية أطراف الخلاف دون أن تتحول الوساطة إلى وسيلة لاستهلاك الوقت. وفي الشأن الفلسطيني، نشرت (الأهرام) مقالا للكاتب عبدالعليم محمد، أبرز فيه أن إعلان حركة "حماس" من القاهرة بحل اللجنة الإدارية التي تدير قطاع غزة وقبولها قدوم حكومة الوفاق الوطني لتسلم مهامها في القطاع، شكل نقلة نوعية في طريق إنهاء الانقسام والخروج من النفق المظلم الذي دخلت فيه القضية الفلسطينية واستجابة لنداء الشعب الفلسطيني عندما رفع شعار "الشعب يريد إنهاء الانقسام". وسجل الكاتب، أن جهود مصر في الوصول إلى هذه النقطة واضحة للعيان، حيث وضعت القاهرة نصب أعينها مهمة إنهاء الانقسام وجسر الهوة بين الفريقين الفلسطينيين، وأن إنجاز هذه المهمة هو حجر الزاوية في اتجاه استئناف عملية السلام وفق مرجعياتها الدولية، مضيفا أن مصر حرصت خلال العامين الماضيين على التواصل والحوار مع كل الأطراف مثقفين وإعلاميين ورجال أعمال فلسطينيين من غزة ومن خارجها بهدف تمهيد الأرض للانطلاق نحو المصالحة. وبالأردن، تناولت صحيفة (الغد) أزمة كردستان، مشيرة إلى أن الحكومة العراقية، تدرس مع إيران وتركيا آلية السيطرة على المنافذ البرية لإقليم كردستان بعد الأزمة التي تسبب فيها الاستفتاء على استقلال الإقليم، فيما دخل مساء أمس حظر الرحلات الدولية الذي فرضته سلطات بغداد من وإلى مطاري إقليم كردستان (أربيل والسليمانية) حيز التنفيذ لأجل غير مسمى. وأشارت الصحيفة إلى أن الأنباء تضاربت حول السيطرة على المنافذ الحدودية البرية التي يرتبط بها الإقليم مع إيران وتركيا وسورية، مضيفة أنه بعد فشل المباحثات ليلة أمس، أعلنت سلطة الإقليم رفضها تسليم المنافذ. وفي موضوع آخر، أشارت صحيفة (الرأي) إلى إعلان وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" حصولها على تعهدات بدعم مالي، في اجتماع وزاري استضافته منظمة التعاون الإسلامي مؤخرا في نيويورك، تخفض العجز في موازنتها بنحو 77 مليون دولار. ونقلت عن بيان (الأونروا) أن الدبلوماسيين والمانحين المشاركين في الاجتماع أعربوا عن دعمهم القوي للوكالة ولمهام ولايتها، مشيرة إلى أن اجتماع المنظمة جاء بعد ستة أشهر من المشاورات غير المسبوقة للدول الأعضاء ومن صدور التقرير العام الذي قدمه الأمين العام حول وضع "أونروا" على أرضية مالية مستدامة وقابلة للتوقع. وعلى الصعيد المحلي، ذكرت صحيفة (الدستور) أن الهيئة المستقلة للانتخاب، كشفت أن محاكم الاستئناف في المملكة انتهت بشكل نهائي من النظر في كافة الطعون المقدمة ضد نتائج انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة، والتي كان عددها 16 طعنا. ونقلت الصحيفة عن مستشار مجلس مفوضي الهيئة مدير الدائرة القانوية محمد القطاونة، قوله إن المحاكم لم تقبل أي طعن قدم في نتائج انتخابات مجالس المحافظات (اللامركزية) وردتها بالكامل، وأيدت قرارات الهيئة وقبلت بها كافة. وفي قطر، توقفت (الوطن) و(الشرق)، في افتتاحيتيهما، عند أنشطة الوفد الدائم لدولة قطر لدى الأممالمتحدةبنيويورك، على هامش أعمال الدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، خاصة تلك المتعلقة بشرح "تداعيات الأزمة الخليجية في بعدها الإنساني". وفي هذا الصدد، كتبت (الشرق) أن الأزمة الخليجية في إطار هذا البعد "كشفت ضرورة عدم زج الشعوب في الأزمات السياسية، وفصل الأزمة السياسية عن الملف الحقوقي والإنساني". ومن جهتها، تناولت (الراية)، في افتتاحيتها، أهم ما جاء في مؤتمر صحفي أمس بالدوحة من تصريحات للجنة التحقيق البرلمانية البريطانية، الموفدة من قبل البرلمان البريطاني في سياق الأزمة الخليجية الراهنة، من ذلك دعوتها الى "رفع إجراءات المقاطعة"، لافتة الانتباه الى أن زيارة هذه اللجنة تتزامن مع إعلان رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان علي بن صميخ المري عن زيارة متوقعة في نفس الموضوع لبعثة دولية موفدة من قبل المفوضية السامية لحقوق الإنسان. وفي سياق متصل، ثمنت الصحيفة الجهود الدبلوماسية التي بذلها المسؤولون القطريون في أشغال وعلى هامش الدورة 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة، للتعريف بظروف وتداعيات الأزمة الخليجية الراهنة. وفي السعودية، لا زال قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة يستأثر باهتمام الصحف المحلية، وشدد مقال في يومية (عكاظ) أن هذا الموضوع ظل "الملف الأكثر تعقيدا في المجتمع السعودي، وازداد تعقيده بعد محاولات القيادة التي حدثت العام 1990، قبل أن يتحول الملف إلى قضية صراع بين التيارات الفكرية في وقت كانت الصحوة تنظر إليه على أنه مكسبها الأبرز". وأضاف كاتب المقال أن القيادة السعودية كان لها "موقفها التاريخي الذي انطلق من معطيات ثقافية واجتماعية وتنموية واسعة تؤكد أن الواقع الحالي الآن هو الأنسب لإنهاء كل ذلك الصراع"، مؤكدا أنه "لم ينتصر تيار على آخر، بل انتصرت إدارة إحقاق المدنية وترسيخها وتوطيد قيم الحقوق والمساواة حين التقت الرؤية والإرادة السياسية بالوعي الاجتماعي المتنامي ليتم التخلص الآن من كل الملفات المزعجة والمؤثرة في السلم الاجتماعي". ومن زاوية أخرى، أكد مقال في يومية (الرياض) أنه "بعد الانخفاض الحاد الذي طرأ على أسعار النفط خلال السنوات الثلاث الماضية، كان واضحا أن الترف القائم على عائدات من مصدر ناضب لن يستمر إلى ما لا نهاية. ومن هذا المنطلق جاءت رؤية المملكة 2030 كمحاولة جريئة لمعالجة ما عجزت عنه كل خطط التنمية السابقة". وبرأي كاتب المقال، فإن السماح بقيادة المرأة للسيارة "من شأنه أن يرفع السقف الاقتصادي إلى درجات أعلى، ذلك أن تدني السقف الاجتماعي يجعل معه من غير الممكن الارتقاء بالسقف الاقتصادي. وبالتالي فإن هذا القرار يحمل بين ثناياه ابعاد اجتماعية كبيرة من شأنها بكل تأكيد المساهمة في تحقيق الرؤية المستقبلية للمملكة". وفي شأن آخر، قالت صحيفة (الوطن الآن) إن "مواصلة قوات النظام السوري بدعم من روسياوإيران خرق اتفاقات خفض التصعيد التي أقرتها اجتماعات (أستانة) ووصفتها الأممالمتحدة بأنها خطوة نحو حل سياسي شامل بالبلاد، هدفه هو إجبار فصائل المعارضة المسلحة على القبول بوجود نظام الأسد في المرحلة المقبلة، وذلك كنوع من الضغوطات لتغيير رؤيتها السياسية". ولفتت الصحيفة الانتباه إلى أن "التطورات في سورية تبقى مرتبطة ارتباطا وثيقا بالأحداث التي يعيشها العراق وإصرار إقليم كردستان على إجراء استفتاء لانفصال الإقليم عن الدولة، حيث اتهمت أربيل أول أمس نظام الأسد وطهران وأنقرة بجرها إلى حرب مفتوحة مع حكومة بغداد، وهو الأمر الذي يستبعده محللون نظرا لاستحالة فتح حرب جديدة تزامنا مع هزيمة تنظيم (داعش) المتشدد". وفي لبنان تناولت الصحف مواضيع تهم النازحين السوريين، وإيجاد صيغة قانونية ودستورية لقانون الضرائب الذي أبطله المجلس الدستوري، والاتفاق النووي الإيراني. وفي هذا الصدد أوردت يومية (الديار) نقلا عن مصدر من تيار "8 آذار" أن ملف النازحين السوريين سيحتل المرتبة الأولى من بين الملفات المطروحة في البلد لأن حله يأتي في أولويات القصر الجمهوري والتيار الوطني الحر والقوى السياسية الأخرى مهما واجهت من اعتراضات من هنا أو هناك. وأضافت الصحيفة أن قرار العودة الطوعية للنازحين السوريين اتخذه النازحون بأنفسهم حيث بدأت قوافل العودة إلى الديار منذ أسابيع، مؤكدة أن تعامي بعض وسائل الإعلام على هذه العودة الطوعية فيه خدمة للدول الرافضة لهذه العودة. وفي موضوع آخر، كتبت يومية (المستقبل) أن جلسة مجلس الوزراء اللبناني التي انعقدت أمس برئاسة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، ترجمت ما تم الاتفاق عليه في جلسة بعبدا لجهة إيجاد صيغة قانونية ودستورية لقانون الضرائب الذي أبطله المجلس الدستوري والمكمل لقانون سلسلة الرتب والرواتب(الزيادة في الأجور)، متوجة بذلك اتصالات حثيثة ومقاربات عدة وأربع جلسات وزارية.