اهتمت الصحف الصادرة ببلدان أمريكا الشمالية، على الخصوص، بظهور مؤشرات جديدة عن تدخل روسي محتمل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لسنة 2016، وبالانتقادات الموجهة لإدارة دونالد ترامب في التعامل مع الوضع في بورتوريكو في أعقاب الإعصار المدمر الذي اجتاح الجزيرة مؤخرا، وبالجدل الذي أثاره الإصلاح الضريبي في كندا، ومنع المرشح السابق للرئاسيات ببنما، خوسي دومينغو أرياس، من مغادرة البلاد على خلفية اتهامات بالفساد، فضلا عن جهود إعادة الإعمار في المكسيك عقب الزلزالين اللذين شهدتهما البلاد خلال الشهر الجاري. فقد أوردت صحيفة "واشنطن بوست" أن موقع "تويتر" للرسائل القصيرة ذكر أن شبكة "راشا توداي-آر تي" الروسية، التي تتهمها واشنطن بأنها عملت من أجل التأثير على الانتخابات الرئاسية الأمريكية لسنة 2016، قامت بتمويل حوالي 1823 تغريدة ترويجية العام الماضي. وأشارت إلى أن موقع "تويتر" كتب على مدونته الرسمية أن الحسابات الثلاثة للشبكة الإعلامية الروسية "روجت 1823 تغريدة كانت تستهدف بالتأكيد أو على الأرجح الأوساط الأمريكية"، موضحة أن "هذه الحملات كانت تستهدف مستخدمين مشتركين بحسابات وسائل إعلام تقليدية وتبرز التغريدات المتعلقة بالأحداث الراهنة". وذكرت صحيفة "لوس انجلس تايمز" أن كشف "تويتر" عن هذه المعطيات، والذي يأتي بعد خطوة مماثلة اقدم عليها " فايسبوك"، جاء ردا على الانتقادات المتزايدة الموجهة الى الشركة من قبل اعضاء الكونغرس الذين عبروا عن "استيائهم من عدم تقديم تفاصيل حول كيفية استخدام موسكو لمنصاتها، على ما يبدو من أجل مساعدة ترامب والإضرار بمنافسته خلال الانتخابات الرئاسية هيلاري كلينتون". وقالت الصحيفة، نقلا عن مركز التفكير الامريكي "التحالف من أجل ضمان الديمقراطية"، إن التغريدات التي مصدرها روسيا استمرت في الترويج لمواضيع تعزز الانقسام منذ انتخابات 2016. وأشار المركز إلى أن متابعته ل600 حساب بتويتر تتعلق بروسيا أظهرت أن 25 في المائة من المواضيع التي روجت لها هذه الحسابات خلال الأسبوع الأخير كانت ذات مضمون مناهض بقوة للولايات المتحدة وحوالي 15 في المائة منها انتقدت كلينتون. وبخصوص الوضع في بورتوريكو في أعقاب إعصار "ماريا" المدمر، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن إدارة ترامب كثفت مساعدتها لهذه المنطقة بعد أكثر من أسبوع من العاصفة، من خلال تعيين جنرال للتنسيق مع الوكالات، كما وعدت بمد الجزيرة بكل ما تحتاجه لتجنب المقارنات مع كيفية التعاطي مع إعصار كاترينا قبل أكثر من عقد من الزمن. من جانبها، رصدت صحيفة "واشنطن بوست'' انتقادات مسؤولي البعثة الإنسانية الأمريكية التي أرسلت إلى هايتي بعد زلزال سنة 2010، الذين أعربوا عن استيائهم إزاء البطء في الاستجابة الفيدرالية الأولية لكارثة إعصار "ماريا" في بورتوريكو. وبكندا، أوردت يومية "لو دروا" أن وزير المالية الكندي، بيل مورنو، صرح أن الحكومة الفيدرالية لن تتراجع عن إصلاحها الضريبي، ولكنها منفتحة على المقترحات الرامية لتحسينه. وأشارت الصحيفة الى أن الوزير دافع عن الإصلاح أمام لجنة المالية بالبرلمان، ما أثار بعض النقاشات الحادة مع النائب والناطق باسم الحزب المحافظ للشؤون المالية، بيير بويليفر، مبرزة أن الإصلاح الضريبي المعلن في يوليوز الماضي لا يزال يثير الجدل. وأوضحت اليومية أن الوزير مورنو يسعى لمنع إحداث شركات خاصة بهدف توفير الضرائب من خلال مشروعه الإصلاحي، مشيرة إلى أن المحافظين يتهمون حكومة جوستين ترودو بالاستهداف غير العادل لأصحاب المقاولات الصغرى والمتوسطة، والمزارعين والأطباء. وأكدت الصحيفة أن مورنو جدد التأكيد على أن حكومة أوتاوا ترغب في إحداث نظام ضريبي أكثر إنصافا للطبقة الوسطى من خلال إنهاء الامتيازات الضريبية التي تستفيد منها مجموعة صغيرة من الأثرياء، مضيفا أن أوتاوا تسعى لنظام ضريبي يشجع المقاولات على الاستثمار. من جانبها كتب "لا بريس" أن شركة صناعة الطائرات الكندية بومبارديي لن تتفاجأ بقرار وزارة التجارة الأمريكية فرض ضرائب جديدة على طائراتها من طراز "سيريز" الأسبوع المقبل، مشيرا إلى أن الشركة الكندية وبعد الرسوم التعويضية الأولية بحوالي 220 في المائة التي فرضتها السلطات الأمريكية، مستعدة لأن تتعرض لرسوم "سخيفة" لمكافحة الإغراق. وفي بنما، اهتمت يومية "إل سيغلو" بقرار المحكمة العليا منع المرشح السابق للرئاسيات، خوسي دومينغو أرياس، عن حزب التغيير الديمقراطي، من مغادرة البلاد، بعد توقيفه مؤخرا على خلفية اتهامات بالحصول على تبرعات لتمويل حملته لرئاسيات 2014 من شركة "أوديبريشت" البرازيلية العملاقة للبناء، التي تورطت في فضائح فساد في البرازيل وفي الخارج، تمثلت في دفع رشاوى لمسؤولين وسياسيين محليين مقابل مساعدتها على الظفر بصفقات مشاريع بهذه البلدان. وأشارت الصحيفة إلى أن أرياس تم توقيفه بأمر من مكتب المدعي العام لمكافحة الفساد في 29 غشت الماضي بمطار توكومين الدولي بالعاصمة البنمية، حينما كان يهم بمغادرة البلاد وتم نقله في السادس من الشهر الجاري إلى سجن محلي، قبل أن تقرر المحكمة العليا بالبلاد متابعته في حالة سراح ومنعه من مغادرة التراب الوطني، مضيفة أن السياسي البنمي مطالب بالتوقيع، في الثلاثين من كل شهر على محضر تواجده بالبلاد. من جانبها، توقفت صحيفة "لاإستريا" عند استئناف شركة الخطوط الجوية البنمية "كوبا إيرلاينز" لرحلاتها نحو بويرتو ريكو، بعد تعليقها مؤخرا بسبب مرور اعصار المدمر "ماريا" من هذه الجزيرة بمنطقة الكاريبي، حيث خلف مصرع ما لا يقل عن 16 شخصا وخسائر مادية كبيرة. وذكرت اليومية أن الناقل البنمي كان حمل خلال الأسبوع الجاري حوالي 10 أطنان من المواد الغذائية ومياه الشرب إلى بويرتوريكو، تم جمعها خلال حملة قادها المغني البنمي عمر الفانو. وفي موضوع آخر، ذكرت الصحيفة ذاتها أن النائب العام الأمريكي جيف سيسيونس استقبل المدعية العامة البنمية، كينيا بورسل، في اجتماع يروم تعزيز التعاون بين بنما والولايات المتحدة في مجال مكافحة الجريمة المنظمة والفساد وغسل الأموال، مشيرة إلى أن هذا اللقاء يأتي بعد ايام قليلة من إعلان بورسل عن تفكيك شبكة وطنية لتهريب المخدرات تنشط بالتعاون مع تجار كولومبيين للمخدرات. وبالمكسيك، اهتمت يومية "إل أونيبيرسال" بالمبادرات الرامية إلى إعادة الإعمار في أعقاب الزلزالين اللذين وقعا في 7و 19 شتنبر الجاري، مشيرة إلى أن مديرة منظمة اليونسكو بالمكسيك، نوريا سانز مايورغا، أعلنت أن المنظمة ستسهم، في إطار خطة عملها بالبلد الأمريكي الشمالي، في إعادة إعمار المناطق المتضررة من خلال فريق من الأخصائيين الذين سيشاركون في تحديد المباني التي تتطلب تدخلا عاجلا. من جانبها، كتبت "لاخورنادا" أن الرئيس إنريكي بينيا نييتو وقع مرسوما لإحداث ثلاث مناطق اقتصادية بجنوب شرق البلاد من أجل جذب المزيد من الرساميل المحلية والأجنبية، وتسريع وتيرة تنمية المناطق المتضررة، والحد من مستويات الفقر والتفاوتات في هذه المناطق. وبخصوص نفس الموضوع، كتبت "إل فينانسييرو" أن "المناطق الاقتصادية الثلاث تنتظر استثمارات بنحو 3ر5 مليار دولار"، مضيفة أن نحو 50 شركة أكدت التزامها بالاستثمار في هذه المناطق المتضررة من الزلزالين الأخيرين. وتطرقت صحيفة "ميلينيو"، من جانبها، للأزمة السياسية الفنزويلية، مشيرة إلى أن المعارضة أبدت استعدادها لاستئناف الحوار مع حكومة الرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو، إذا قامت هذه الأخيرة بإزالة "العقبات" التي دفعتها إلى الغياب عن الاجتماع الاخير في جمهورية الدومينيكان.