من المنتظر أن يتعزز المجال الصحي في مدينة مراكش بتشييد بنية صحية شاملة، ويتعلق الأمر بمشروع "مدينة مراكش الطبية"، ويعد أول استثمار إماراتي مغربي في المجال الاستشفائي في المغرب. ويستجيب هذا المشروع، الذي يمتد على مساحة تناهز 21 ألف متر مربع والذي خصص له مبلغ إجمالي يقدر بأزيد من 900 مليون درهم، للمعايير الدولية المعمول بها في المجالين الصحي والسياحي. وسيشتمل على تجهيزات تكنولوجية جد متطورة ستوضع رهن إشارة العموم انطلاقا من شهر دجنبر المقبل، حيث من المرتقب أن تقدم المدينة الطبية خدمات لمواطني بلدان خليجية وإفريقية عوض التنقل إلى المستشفيات الأوروبية. على بُعد خمسة كيلومترات من ساحة جامع الفنا، القلب النابض لمدينة مراكش، وتحديدا بالمنطقة السياحية أكدال التابعة لتراب الجماعة الحضرية المشور القصبة، تتعزز المدينة الحمراء بإحداث بنية طبية بمعايير دولية "مدينة مراكش الطبية"، التي تعد أول استثمار إماراتي مغربي في المجال الاستشفائي بالمغرب. ويمثل إحداث "مدينة مراكش الصحية" دفعة قوية جديدة لفائدة مشروع ضخم يمزج بين الحداثة والتنمية المستدامة. وسيوفر هذا المشروع٬ الذي يعد الأول من نوعه في القارة الإفريقية٬ بنيات تحتية ملائمة وفضاء إيكولوجيا يزاوج بين السياحة والتطبيب، إضافة إلى اعتباره من أكبر المشاريع الاستثمارية في قطاع الصحة بمراكش والتي ستضع المدينة الحمراء ضمن الخريطة الدولية في مجال التطبيب السياحي الراقي. ويستجيب هذا المشروع، الذي زارته جريدة هسبريس ووقفت على آخر اللمسات لانطلاقه والذي يمتد على مساحة تناهز 21 ألف متر مربع والذي خصص له مبلغ إجمالي يقدر بأزيد من 900 مليون درهم، للمعايير الدولية المعمول بها في المجالين الصحي والسياحي، حيث سيشتمل على تجهيزات تكنولوجية جد متطورة. ومن أجل ضمان الترابط والتكامل بين المدينة الطبية لمراكش والمنطقة السياحية أكدال، جرى غرس مجموعة من الأشجار والنباتات، بالإضافة إلى إحداث مسبح ليشكل متنفسا إيكولوجيا وإطارا حضريا لمدينة مراكش الطبية. ويأتي إطلاق مشروع "مدينة مراكش الطبية"، الذي تشرف على إنجازه الشركة الإماراتية "تسويق للتطوير والتسويق العقاري" المساهمة في الشركة المغربية "شمال جنوب للاستثمار"، في إطار تلبية دعوة الملك محمد السادس إلى رجال الأعمال الإماراتيين للاستثمار في المغرب والارتقاء بمستوى التعاون الاقتصادي الإماراتي المغربي، حسب الوثيقة المؤسسة للمشروع والتي اطلعت عليها الجريدة. وقد وقفت جريدة هسبريس، خلال زيارتها لهذا الصرح الطبي الكبير الذي يدخل في إطار السياحة الطبية والذي يعكس عمق العلاقات الاقتصادية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية في كافة المجالات، على الأشغال الجارية بمختلف مكونات المشروع، الذي يضم إقامات سكنية طبية لاستقبال المرضى تتكون من 64 شقة، حيث وصلت الأشغال مراحلها الأخيرة. كما تضم المدينة الطبية، التي وضع حجر أساسها في دجنبر 2012، مصحة خاصة تحتوي على 200 سرير وتضم مختلف التخصصات؛ من ضمنها مركز خاص بمعالجة وزرع الأسنان، يقدم فضاء عصريا وتجهيزات متميزة وتدابير العمل مبتكرة تعتمد على تكنولوجيا دقيقة وأكثر حداثة وعلى فريق مهني مؤهل من الأطباء من مختلف التخصصات، بالإضافة إلى مركز متخصص في جراحة العين والجراحة الانكسارية بفضل أجهزة تقنية حديثة تستخدم آخر التكنولوجيا، ومركز لمعالجة المرضى المصابين بالشلل النصفي الذي يتطلب علاجه السفر إلى الخارج. كما يضم المشروع فندقا طبيا مخصصا للسياحة الصحية والإقامة من أجل النقاهة، يتوفر على 40 جناحا طبيا في محيط مميز بين النخيل ونظرة على جبال الأطلس، حيث سيتم تجهيز هذه الأجنحة بأثاث فاخر وحافظ للحرارة ويتوفر على قاعات ذات إضاءة جيدة. وتتواصل الأشغال بالمشروع المغربي الإماراتي لتجهيز كل الأجنحة بآليات طبية من أجل الاستشفاء طويل المدى أو إعادة التكييف، إذ بإمكان الفندق أن يستقبل الأفراد المصاحبين للمرضى المستفيدين من العلاج بالمصحة ويقدم جميع خدمات نظيرة الفنادق الحديثة. ويحتوي الفندق على قاعة للاستقبال والإرشاد ومطاعم ومطبخ أسيوي وإيطالي وفرنسي ومغربي وقاعات لشرب الماء والشاي بالأعشاب والفواكه وشرفات ومسابح وورشات للتنشيط وخزانة وقاعة للأنترنيت، ويتوفر على قاعة للندوات تتسع ل250 مؤتمرا وعلى أربع قاعات للجن الفرعية. وبالنسبة إلى المقيمين بالشقق، فإن الفندق يعرض عليهم الخدمات الخاصة بالفنادق حسب الطلب، وخدمات الصيانة وتقديم الأكل على مدار ساعات اليوم. ويفتح المشروع الجديد، الذي سيوفر 800 فرصة عمل موزعة بين أطباء وممرضين وإداريين ذوي خبرة في الميدان الصحي لاستقبال المرضى المغاربة والأجانب خاصة منهم الأفارقة والعرب، الإمكانية لأسر وذوي المرضى وأصدقائهم للإقامة بجانبهم في خطوة تزاوج بين الخدمات الاستشفائية والإنسانية. وفي لقائه بجريدة هسبريس، صرح فؤاد المنتصر، المدير العام لشركة شمال جنوب للاستثمار، بأن المستشفى يعد امتدادا للتميز المهني الطبي والخبرة الطويلة في مجال خدمات الرعاية الصحية؛ وهو ما سيقلل من حاجة المرضى إلى السفر إلى الخارج لتلقي الرعاية الصحية، إذ بإمكانهم الآن الحصول على هذه الرعاية إلى جانب ذويهم في أرض الوطن، على حد تعبيره. وأشار المسؤول عن تدبير المدينة الصحية إلى الخدمات الراقية التي سيقدمها المستشفى في مجال السياحة الطبية، معربا عن أمله في أن تسهم هذه المؤسسة الاستشفائية في دعم الخدمات الصحية والعلاجية لمختلف المواطنين المغاربة والمرضى من البلدان الخليجية والإفريقية المجاورة وفق أرقى المعايير الطبية. ونوّه المنتصر بالمجهودات التي بذلتها السفارة الإماراتية لإخراج هذا المشروع إلى حيز الوجود، وبالمساعدات التي تلقاها من لدن مختلف السلطات بالمدينة على رأسها ولاية جهة مراكش وبلدية القصبة المشور من خلال تسهيل وتبسيط المساطر الإدارية المعمول بها في مثل هذه المشاريع الاستثمارية. ولفت ممثل الشركة الإماراتية "تسويق للتطوير والتسويق العقاري" إلى أن الأمور تسير جميعها في الاتجاه الصحيح، خصوصا أن المملكة المغربية تشجع الاستثمار في المغرب في جميع الميادين، مبرزا أن المغرب يعد وجهة اقتصادية وحلما للمستثمرين، مبديا استغرابه لظهور بعض الأصوات النشاز لمحاولة عرقلة المشروع الذي سيشكل إضافة نوعية في القطاع الصحي بمراكش خاصة والمغرب على العموم؛ وذلك من خلال ربط الاتصال ببعض الأطباء والمسؤولين من خلال الترويج لوثيقة مزورة بهدف التشويش على المشروع، على حد وصفه. وخلص المنتصر إلى أن الاتفاقيات التي أبرمتها الشركة الإماراتية مع الشركاء المغاربة لا تزال سارية المفعول، وأن جميع المشاريع لا سيما مشروع المدينة الطبية بكل من مدينتي طنجة والداخلة توجد قيد الدراسة.