شارك أنصار حزب "البديل لأجل ألمانيا"، اليميني المتطرف، في احتفالات صاخبة، ببرلين، مساء اليوم الأحد، بتحقيق المركز الثالث في الانتخابات البرلمانية، حسب استطلاعات الخروج. واحتفل المئات، والذين تجمعوا بميدان "الكسندر بلاتز" الشهير، المكان الذي خصصه الحزب للاحتفال، بصيحات النصر، وترديد النشيد الوطني بأصوات عالية، حسب صحيفة "فرانكفورتر الغماينه" الألمانية. وفاز الحزب ب13.5% من الأصوات في الانتخابات البرلمانية، التي أجريت اليوم، ليحتل المركز الثالث خلف الاتحاد المسيحي (يمين وسط) بزعامة المستشارة أنجيلا ميركل ب32.5%، والاشتراكيين الديمقراطيين (يسار وسط) ب20%، حسب استطلاع خروج نشرته شبكة "ايه ار دي" الإعلامية الألمانية عقب إغلاق مراكز الاقتراع أبوابها. وبذلك، حقق الحزب قفزة كبيرة للغاية، بعد 4 سنوات فقط من تأسيسه العام 2013. وكان الحزب المتطرف، الذي يتبع خطاً سياسياً معادياً للاتحاد الأوروبي والمهاجرين والإسلام، قد فشل في تخطي عتبة دخول البرلمان المقدرة ب5% من الأصوات في انتخابات 2013. وعقب إعلان نتائج استطلاع الأصوات، كتبت رئيسة الحزب، فراوكه بيتري، على صفحتها بموقع التدوينات القصيرة "تويتر": "في البداية يتجاهلونك، ثم يسخرون منك، ثم يحاربوك، ثم تفوز.. غاندي (الزعيم الهندي مهاتما غاندي)"، قبل أن تضيف "شكراً". بدوره، قال مدير حملة الحزب ومرشحه الرئيسي، ألكسندر غاولاند، في تصريحات للصحفيين، "لقد دخلنا البوندستاغ (البرلمان)، وسنغير هذه البلاد". لكنه دعا أنصار الحزب إلى الابتعاد عن الاحتفال ب"خطابات صعبة"، مضيفاً: "المعركة لم تنته، يمكنهم أن يسببوا لنا المشاكل"، من دون تفاصيل. غير أنه تابع بالقول: "لكننا سنتحدث داخل البوندستاغ لغة واضحة". وعادة ما يوضع مرددي الشعارات والخطابات اليمينية المعادية للنظام السياسي والديمقراطي تحت رقابة هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية)، بأمر قضائي، وهو ما يخشاه غاولاند فيما يبدو. وأغلقت مراكز الاقتراع، في وت سابق، أبوابها، في الانتخابات، التي يحق ل62 مليون شخص التصويت فيها، من أصل 82 مليوناً، إجمالي تعداد البلاد. وطوال 10 ساعات، أدلى الناخبون الألمان بأصواتهم لانتخاب أعضاء البوندستاغ (البرلمان) ال 630 من بين 4 آلاف و828 مرشحا يمثلون 42 حزبا في البلاد. وحسب القانون الألماني، يجب أن يجتمع البرلمان الجديد خلال 30 يوما من إعلان نتيجة الانتخابات، لكن عملية تشكيل الائتلاف الحاكم قد تستغرق أسابيع، وربما أشهر من المفاوضات بين الأحزاب المختلفة.