سارع علي العسري، المستشار البرلماني عن حزب العدالة والتنمية عن جهة فاسمكناس، إلى التعليق على بلاغ سفارة الرياض بالرباط، التي ردت فيه على تصريحاته المنتقدة لبعض الإجراءات المتبعة في أداء مناسك الحج، بقوله: "هل هي إجراءات معمول بها منذ عشرات السنين أم مزاعم وادعاءات؟ علما أني، بكل موضوعية وإنصاف، أشدت ونوهت بكل ما هو إيجابي وانتقدت بموضوعية كل ما هو سلبي". واستغرب المستشار البرلماني ذاته، من خلال تدوينة له بصفحته على "فيسبوك"، وهو يرد على بلاغ سفارة المملكة العربية السعودية بالرباط، احتكار السعودية لشؤون الحج، معبرا عن ذلك بقوله: "اعتبار الحج والحرمين شأنا داخليا محضا للسعودية، وليس ملكا لكل المسلمين، فإنه العجب العجاب!!". وعاد العسري، بعد كتابة تدوينته هاته، إلى إصدار "بيان توضيحي" حول ما كتبه عن موسم الحج، موردا فيه: "ما كتبته كان بصفتي الشخصية كمسلم أدى مناسك الحج، لا علاقة له لا بالانتماء الحزبي ولا بالصفة البرلمانية، ناهيك أن ينسب للدولة، أو تتحمل مسؤوليته". وزاد المتحدث قائلا "لا يخفى أن بلدنا المغرب يرتبط بعلاقة قوية بالمملكة السعودية، وأنا كمواطن أقدّر مصالح وطني، أعتز بهذه العلاقة وأثمنها وأحرص على استمرارها وتقويتها". وأضاف العسري في بيانه: "ما عبرت عنه هو من صميم النصح الذي يجب أن يسود بين المسلمين جميعا، حكاما ومحكومين، وهو أمر يتجاوز الحدود الوطنية الضيقة، لذا بقدر ما نوهت بالمجهودات العظيمة التي تبذلها السلطات السعودية، خصوصا على مستوى البنيات والتجهيزات الأساسية والوسائل اللوجستيكية، نبهت لما اعتبرته وأعتبره عيوبا وشوائب يمكن للسلطات السعودية تداركها دون أن يعيبها الأمر في شيء". واعتبر العسري أن إضافة عبارة "غير مرخص له بالعمل" للتأشيرة "أمرا لا داعي له"، و"كان يمكن الاكتفاء بعبارة: تأشيرة خاصة بالحج، مثلا"، مردفا: "كما أن حجز الجوازات إجراء غير لائق، وإلا فليفترض الأشقاء السعوديون أن يطبق عليهم في أي بلد بالعالم"، قبل أن يكمل بأن "شحن الحجاج في الحافلات لساعات متواصلة ودون السماح لهم بالنزول، ولو للصلاة، أمر غير لائق لا بالمقام ولا بالعلاقة الإسلامية الأخوية، كما وقع لنا في باب المسجد النبوي". وأضاف العسري في بيانه: "يبقى من حقي كأي مسلم أن أتمنى أن تكون السعودية برمزيتها كأرض للحرمين الشريفين فوق الوطنية الضيقة، وأن تسمو فوقها، وأن تكون ملجأ آمنا لكل مسلم كما وصفها ربنا في كتابه، وكما كانت مكة حتى قبل البعثة، فيما اشتهر بوثيقة حلف الفضول". يذكر أن المستشار البرلماني علي العسري كان قد بادر، بمجرد عودته من أداء مناسك الحج، بتوجيه انتقادات لاذعة إلى سلطات الرياض، في تدوينة له على صفحته ب "فيسبوك"، عنونها ب: "للأسف كل حاج(ة) عند السعوديين هو مشروع مهاجر سري!"، موردا فيها أن سلطات السعودية "تصر على إضافة العبارة المستفزة: غير مرخص له بالعمل، إلى التأشيرة على الجوازات، بما فيها الجوازات الدبلوماسية"، واصفا ذلك بكونه "أكبر استفزاز وإهانة واحتقار وإذلال لكل حجاج بيت الله الحرام". وكان بلاغ لسفارة الرياض بالرباط قد وصف انتقادات العسري لبعض الإجراءات المتبعة في تنظيم الحجيج بكونها "مزاعم وافتراءات لا يمكن لعاقل تصديقها"، وأن "الأمر مدعاة للسخرية حين انبرى من يفترض فيه احترام القوانين إلى الطعن في بعض الإجراءات التي تنظم الحج، مثل التأشيرة وتنظيمات الطوافة".