في بوح أعاد متابعي هسبريس إلى بدايات الصحافة المغربية، روى مصطفى العلوي، قيدوم الصحافيين المغاربة، بعض التفاصيل المثيرة في حياته المهنية، وخصوصا تلك التي كانت تربطه بولي العهد آنذاك، مولاي الحسن، نهاية خمسينيات القرن الماضي؛ وذلك عند حلوله ضيفا على مركز هسبريس للدراسات والإعلام، ضمن برنامج "نوستالجيا"، للحديث عن علاقة الإعلامي بالسياسي في التاريخ المغربي الراهن. العلوي، الذي استضافته هسبريس بمقرها المركزي بالرباط، أمس الأربعاء، حكى أن أول تدريب في الصحافة كان بمنحة فرنسية، كما كانت مجلة مشاهد أول تجربة إعلامية له، مشيرا إلى أن المجلة لقيت إقبالا كبيرا في المغرب، خصوصا سنة 1958، بعد تغطية ثورة الريف. وضمن تفاصيل مثيرة عن ثورة الريف، قال صاحب كتابيْ "مذكرات صحافي وثلاثة ملوك"، و"الحسن الثاني الملك المظلوم، إن الدكتور عبد الكريم الخطيب، مؤسس حزب العدالة والتنمية، هو من سهل مأموريته المهنية في تغطية ثورة الريف، معتبرا إياه قطبا في هذه الثورة لأنه كان متعاطفا مع قائدها مسعود أقجيج، الذي كان زعيما للثوار. وأضاف العلوي في هذا الاتجاه أن الدكتور الخطيب كان على اتصال بجيش التحرير، وبعد الاستقلال لم يكن بعيدا عن ثورة الريف، وزاد: "أرسلني إلى ثوار الريف، وحضرت معركة مع أقجيج في بني حذيفة، ووقعت معركة توفي فيها فرنسي، توجهنا بعدها إلى الحسيمة، ودخلنا دارا قيل لنا إنها لأمزيان، حيث وجدت منشورات تساند الثورة". "مباشرة بعد عودتي إلى الرباط تم استدعائي من طرف الأمن لاستجوابي عن تغطية ثورة الريف، لكني أنكرت ذلك، وقلت إنني كنت في العين الحمراء أمارس رياضة السباحة"، يقول العلوي، مضيفا: "مباشرة بعد ذلك تم استدعائي من طرف ولي العهد الأمير مولاي الحسن، في مراكش، وجلست معه ثلاث ساعات، وتكاشفنا، وكان هو من وجهني صحافيا". العلوي، وهو يروي تفاصيل مجالسته ولي العهد آنذاك (الحسن الثاني) كشف أنه "كان يعرف الأمير من قبل، لأنه كان يستقبل الصحافيين كل يوم على الساعة الخامسة مساء"، موردا: "خاطبني خلال جلستنا بالقول: ضحكت على الأمن، فهل تحكي لي ما وقع أو أحكي لك؟ قلت له احك لي، فحكى لي الرحلة إلى الريف بتفاصيلها، وكأنه كان حاضرا معنا". وفِي هذا السياق أورد العلوي: "الأمير مولاي الحسن قال لي إذا أردت النجاح في الصحافة فلا تكشف مصادرك، وبالنسبة للأمن قال لي: عليهم القيام بدورهم"، وزاد: "بعد ذلك أرسلني الأمير مولاي الحسن إلى الحسمية، وأكد علي أن أكون مع الجيش الملكي، وقمت تحت رعايته بالتوجه إلى الريف"، وأردف: "بعدما أرسلني الملك إلى الريف أعددت عددا خاصا، لكن تم حجز مجلة مشاهد بدعوى أنه لا يمكن أن تنشر".