انطلقت، مساء الثلاثاء بفضاء المركز الثقافي أحمد بوكماخ بطنجة، فعاليات مهرجان أوروبا -الشرق للفيلم الوثائقي، والذي سيستمر إلى غاية يوم السبت المقبل. وفي كلمة له بالمناسبة، قال صهيب الوساني، مدير المهرجان، إن شعار الدورة الخامسة من المهرجان جاء ليبرز رمزيا المعنى الذي من أجله انطلق المهرجان وهو "نوافذ من أجل عيش مشترك"، معتبرا أن هذه الدورة "هي استمرار طبيعي ومثمّن للدورات السابقة بوعي أرسخ ورؤية أوضح وعزم أقوى من خلال برنامج حافل". برنامجٌ فصّل فيه المتحدث موردا أن المهرجان يعرف مشاركة 10 أفلام في المسابقة الرسمية، إضافة إلى 23 فيلما ضمن فقرات المهرجان، و5 ورشات، مع إضافات تتمثل في "تعميق موضوعات الندوات والدرس السينمائي، معارض تزداد ريادة وتنسجم مع فكرة التوثيق، وكذا توقيع كتاب عن المهرجان يثمّن الرأسمال الثقافي المشترك". وبخصوص جديد الدورة، قال الوساني إنه يتمثل في إنشاء مؤسسة أوروبا - الشرق للفيلم الوثائقي، مع إضافة يوم آخر إلى أيام المهرجان. من جانبه، قال محمد البشير العبدلاوي، عمدة مدينة طنجة، في كلمته، إن المهرجان "يسعى إلى حفظ ذاكرة الأمم والشعوب من خلال الفيلم الوثائقي، وهو إذ يراكم في دوراته نسبة باهرة من الإبداع والإمتاع يفاجئنا بإبراز الخصوصية المغربية المتميزة بالتعدد"، وفق تعبيره. كلمة الدكتور مصطفى المرابط، نيابة عن عبد الله بوصوف، رئيس المجلس الأعلى للجالية المغربية المقيمة بالخارج، قال فيها إن استمرار المهرجان "دليل على صمود الجنود الذين يقفون وراء المهرجان؛ فهم يمنحوننا فرصة للاحتفاء بالفيلم الوثائقي والذي هو فرصة لإثارة الإشكالية القائمة بين أوروبا والشرق". وأوضح المرابط أن الصورة أصبحت عنوان العصر والحضارة، وأن "الصور النمطية تحول بين حوار الشعوب، وهي أخطر الجدران التي تحول بين الإنسان وأخيه، فهي قادرة على ترسيخ الصور النمطية أو هدمها وتفتيتها"، مضيفا "نحن نمتلك تقنية الصورة ولا نمتلك ثقافة الصورة". بعد هذه الكلمات، قامت فرقة فرنسية بتقديم عرض فني مزج بين الموسيقى والألوان والخط العربي، في تناسق وأداء متفرّدين انتزعا تصفيقات الجماهير التي حضرت حفل الافتتاح أكثر من مرة. وبعد تقديم مقاطع من الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية ومخرجيها، إضافة إلى لجنة التحكيم، اختتم الحفل الافتتاحي بتكريم الكاتب والناقد خليل الدامون. يذكر أن الدورة الحالية من مهرجان أوروبا -الشرق للفيلم الوثائقي تعرف عددا من الأنشطة التي ستقام على هامشه، تتمثل في معارض فنية ذات ارتباط بما هو وثائقي، إضافة إلى ورشات وندوات تصبّ كلها في موضوع المهرجان.