عادت جائزة السيناريو للمهرجان، الذي اختتمت فعالياته السبت الماضي، للفيلم "عداؤو المسافات الطويلة" للمخرجة الإسبانية إيسابيل فرنانديث، وجائزة الإخراج للفيلم "نساء الساعة" للمخرجة المغربية رجاء الصديقي، فيما حصل الفيلم اللبناني "مرسديس" للمخرج هادي زكاك على جائزة لجنة التفرد. وتم، خلال الحفل الاختتامي للمهرجان، المنظم من طرف الجمعية المغربية للدراسات الإعلامية والأفلام الوثائقية، حسب ما أكدته وكالة المغرب العربي للأنباء، تقديم فيلمين وثائقيين من إبداع أطفال استفادوا من ورشات مؤطرة، ويتعلق الأمر بشريط بعنوان "الذاكرة"، الذي يحكي عن هجرة داخلية لمجموعة من الأسر الريفية في عهد الاستعمار الإسباني بحثا عن ظروف عيش أفضل، وشريط بعنوان "ولنا كلمة" ويقدم الأبعاد الاجتماعية لقضية الصحراء المغربية ووجهة نظر الجيل الصاعد حول القضية استنادا إلى مقاطع من خطب جلالة المغفور له الملك الراحل الحسن الثاني وصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وأبرز صهيب الوساني، مدير الدورة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن أهمية المهرجان تكمن في كونه يستمد تصوره من العمق الثقافي والموروث الحضاري للمغرب، الذي يعد بلد الانفتاح والتعددية وتلاقح الأديان والحضارات، كما يستمد إشعاعه من موقع المغرب كصلة وصل بين الثقافة الغربية ونظيرتها الشرقية والعمق الإفريقي المتعدد الألوان والأبعاد . وأضاف أن الهدف الأساسي من تنظيم المهرجان هو تقليص الهوة والفجوة المفاهيمية والثقافية بين الشمال والجنوب، ويتمثل ذلك من خلال اختيار أفلام وثائقية من الجانبين حتى يتحقق التقارب والتفاهم الإنساني ويكون بالإمكان الاطلاع على الحضارات الأخرى. وشارك في هذه الدورة عشرة أفلام عربية وأجنبية، وهي" الذهب الأحمر" لمخرجه الفرنسي فيليب بارون، والفيلم البريطاني" جزيرة ألف كمان" لمخرجه مارك كيدال، و"عداؤو المسافات الطويلة" للإسبانية إيسابيل فرنانديث، و"الملجأ" للمخرج السويسري فرناند ميلغير، وفيلم "مرسيدس" لمخرجه اللبناني هادي زكاك، وفيلم "الأمير عبد القادر"، لمخرجه التونسي أكرم عدواني، وفيلم "إضراب عن الطعام" لمخرجه الفلسطيني أشرف مشهراوي، وفيلم "الجهة اليسرى من الوجه" للمخرج البولوني لوا بولوا توارزي ، فضلا عن الفيلمين المغربيين " نساء الساعة" لمخرجته رجاء الصديقي و"ياسين ذهب إلى سوريا" لمخرجه ياسين الإدريسي. وحسب بلاغ، توصلت "المغربية" بنسخة منه، شهدت الدورة الحالية فقرات متنوعة، ومن أبرزها الندوة العلمية حول موضوع (الأرشيف في الفيلم الوثائقي) بمشاركة نخبة من السينمائيين، ودرس في السينما (ماستر كلاس)، يلقيه المخرج والمحتفى به أحمد المعنوني، ويعرض فيه تجربته السينمائية الوثائقية، وتوقيع كتاب (نظرة حول المسرح بالمغرب في عهد الحماية) وهو من تأليف الجمعية للمخرج والمنتج جمال السويسي، وطاولة مستديرة حول إنتاج وتسويق الفيلم الوثائقي، ومعرض الفنون التشكيلية من توقيع الفنانة المغربية الأصيلة مريم جميل، ومختبر الفيلم الوثائقي الذي يفتح آفاقا واعدة على الإنتاج للشباب بجودة واحترافية وطموح كبير. وترأس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للدورة الكاتب والسيناريست المغربي محمد العروسي، كما ضمت لجنة تحكيم المسابقة الممثلة والمنتجة الفرنسية آني غونزاليث والكاتب والرسام والنحات البولندي كوميك كافياك، فضلا عن المنتج والإعلامي الفلسطيني نبيل العتيبي. وافتتح المهرجان، الذي حضرته دولة بولونيا كضيف شرف، يوم الأربعاء الماضي، بتكريم خاص للمخرجين والكاتبين المغربي والأردني محمد المعنوني وعباس ارناؤوط. وأقيمت الدورة الثالثة للمهرجان الدولي أوروبا الشرق للفيلم الوثائقي بدعم من مؤسسة منتدى أصيلة والمركز السينمائي المغربي ومجلس الجالية المغربية بالخارج والجزيرة الوثائقية وبلدية أصيلة والجماعة ووكالة إنعاش وتنمية الشمال ومجلس جهة طنجةتطوان.