اهتمت الصحف المغاربية الصادرة اليوم الثلاثاء، على الخصوص، بتداعيات تأجيل الانتخابات البلدية في تونس والحديث الذي أجراه الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي مع التلفزة الوطنية التونسية، والحجج التي قدمها الوزير الأول الجزائري أحمد أويحيى لتبرير التمويل غير التقليدي لعجز الميزانية، وحرب الخلافة على منصب رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية في موريتانيا. وهكذا، سجلت صحيفة "المغرب" التونسية في افتتاحيتها بخصوص موضوع تأجيل الانتخابات البلدية، أن ما انتهى إليه اجتماع الهيئة العليا المستقلة للانتخابات مع بقية الأحزاب وممثلي الرئاسة ومجلس نواب الشعب والحكومة، "يضاعف التوقع بتعطل مسار الإعداد لهذا الاستحقاق، ويمثل مؤشرا له دلالاته لباقي مشوار المشاورات التي قد تزداد تمططا، لعدم جاهزية كل الأطراف السياسية". واعتبر كاتب الافتتاحية أن "التأجيل الذي فرضه "الخوف" من الاستحقاقات القادمة وعدم الثقة في القدرات الذاتية من جانب، والرهبة من تحمل مسؤولية الحقبة المقبلة في مستقبل البلاد من جانب آخر، كان مرة أخرى نتيجة التسرع فأساء بذلك لسمعة التجربة التونسية في مجال تنظيم الانتخابات". ومن جهتها أبرزت صحيفة "الصريح" تأكيد رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بالنيابة أنور بن حسن أن تحديد موعد ثان للانتخابات البلدية أمر معقد تتداخل فيه عدة أطراف باعتباره شأن دولة، مشيرا إلى أن الهيئة تعتبر أنه كلما تم الابتعاد عن موعد 17 دجنبر كلما تم تعقيد الانتخابات أكثر. وأضافت الصحيفة أن أنور بن حسن اعتبر أن المزيد من التأجيل يخلق تراكما في المواعيد الانتخابية، داعيا إلى دعم مقترح الهيئة (أي أجراء الانتخابات في 25 مارس 2018) برزنامة واضحة. وسجلت صحيفة "الصباح" من جانبها أن مواقف الأحزاب متباينة بشأن موضوع تأجيل الانتخابات بين من تساءل عن أسباب التأجيل وبين من يتمسك بتاريخ 17 دجنبر القادم وبين من وجه اللوم للهيئة العليا المستقلة للانتخابات. ولاحظت الصحيفة أن أمس الاثنين 18 شتنبر كان هو تاريخ الأجل الأقصى لصدور الأمر الرئاسي المتعلق بدعوة الناخبين للانتخابات البلدية. ومن جهتها تطرقت صحيفة "لابريس" إلى التكاليف الإضافية التي ستنجم عن تأجيل الانتخابات البلدية، مشيرة إلى أن اللجنة العليا المستقلة للانتخابات ستواصل عملية التسجيل في اللوائح الانتخابية وستكون بحاجة إلى خمسة ملايين دينار من أجل استكمال تلك اللوائح. وتساءلت الصحيفة عن المبالغ التي ستكلفها عملية التأجيل لميزانية الدولة مع العلم أن 2500 عون تمت تعبئتهم في شهري يونيو ويوليوز وكلفوا الخزينة العامة 5 ملايين دينار تونسي من أجل نتيجة متواضعة جدا، حيث جرى تسجيل 500 ألف ناخب جديد من ضمن ثلاثة ملايين و500 ألف مواطن يتعين تسجيلهم. ومن جهتها عادت صحيفة "لوتون" إلى الجدل الذي أثاره موضوع المصادقة على قانون المصالحة الإدارية، الذي أثار غضب معظم أحزاب المعارضة، التي تعتزم الطعن في دستورية القانون المذكور. ومن هجتها اهتمت صحيفة "الشروق" التونسية بالحديث الذي أجراه الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي مع التلفزة الوطنية التونسية، حيث شدد على أهمية التوافق في التجربة السياسية التونسية، معتبرا أنها "تجربة ناجحة والعالم يشهد بذلك". كما أكد أنه "بفضل تجربة الوفاق تمكنا من التوصل إلى توافقات جنبتنا وضعيات ومآلات صعبة". وأضافت الصحيفة أن الرئيس التونسي شدد أيضا على أهمية مواصلة سياسة التوافق ليس بين حركة "النهضة" و"نداء تونس" فقط، بل بين كل الأحزاب والأطراف الوطنية. كما أشارت إلى أن الرئيس السبسي أبرز بخصوص الوضع الأمني أنه تم كسب الجزء الأكبر من المعركة على الإرهاب، مشيرا في نفس الوقت إلى أن الخطر ما يزال قائما. وفي الجزائر واصلت الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء التعليق على الحجج التي قدمها الوزير الأول أحمد أويحيى لتبرير التمويل غير التقليدي لعجز الميزانية، معبرة عن استيائها إزاء الفراغ المسجل على مستوى الجمعية الشعبية الوطنية لمناقشة مخطط عمل الحكومة. وبهذا الصدد، اعتبرت صحيفة (لوجور دالجيري) أن هذا الاختيار يأتي في سياق اقتصادي وسياسي صعب جدا من شأنه أن يؤدي إلى تسارع وتيرة ارتفاع الأسعار، الأمر الذي قد لا تتمكن الحكومة من التعاطي معه. وفي معرض اعترافه بالفراغ المسجل على مستوى الجمعية الشعبية الوطنية لمناقشة مخطط عمل الحكومة، قال سعيد الأخضري رئيس الفريق البرلماني لجبهة التحرير الوطني بخصوص وجود فرق محتمل مع مخطط عمل الحكومة الذي قدمه الوزير الأول السابق عبد المجيد تبون والذي صادقت عليه غرفتا البرلمان في يونيو الماضي، أنه "ليس هناك فرق كبير على اعتبار أن الأمر يتعلق بمخطط عمل من أجل تطبيق برنامج رئيس الجمهورية". واعتبر أن "اللجوء إلى طبع الأوراق النقدية ليس اختراعا جزائريا، ولكنه البديل الوحيد للاستدانة الخارجية". وفي السياق ذاته، كتبت صحيفتا (الشروق) و(ليكسبريسيون) أن هناك ضعفا على مستوى مناقشة البرلمان لمخطط عمل حكومة أويحيى ، مسجلتين أنه في الوقت الذي كان ينتظر فيه الجميع مناقشة محتدمة بين نواب التحالف الحكومي ونواب المعارضة ، فإن لا شيء طبع المناقشات خلال اليوم الثاني المخصص لتدارس هذا المخطط "وكأن الأمر يتعلق بمجرد مشروع قانون وليس مخطط عمل الحكومة في لحظات الأزمة هذه" وذلك بحسب ما كتبت (ليكسبريسيون) تحت عنوان " النواب تنقصهم الفعالية". من جهته، اعتبر الموقع الالكتروني (كل شيء عن الجزائر) أن الحكومة ستلجأ إلى طبع الأوراق النقدية لتمويل سياسة اجتماعية مكلفة ، مع الاحتفاظ بنمط تسيير الدولة في مستواه الحالي ف"أويحيى لم يفصح في أية لحظة عن الكيفية التي ستعتمدها الخزينة لتسديد مستحقات بنك الجزائر وخاصة متى سيتم ذلك". وعلى صعيد آخر، تطرقت الصحف الجزائرية إلى اكتشاف مخبئ للأسلحة بولاية جيجيل ، يحتوي، بالخصوص، على قاذفة صواريخ من نوع (إر بي جي 7) ورشاشات وكميات كبيرة من المواد الكيماوية التي تدخل في صناعة المتفجرات وبنادق نصف آلية وبنادق نصف آلية من نوع سيمونوف. وفي موريتانيا، اهتمت الصحف بحرب الخلافة على منصب رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية " تواصل " ذو التوجه الاسلامي، متسائلة عما إذا كان التنافس بين عدة قادة في الحزب سيدفع إلى اختيار سيدة لرئاسته. وكتبت أن المؤتمر الثاني للحزب ينعقد وسط "تذمر أغلب الفاعلين في الحزب خاصة المنحدرين من المناطق الشرقية بموريتانيا، مشيرة إلى أن أوجها سياسية في الحزب تتنافس لخلافة محمد جميل منصور المنتهية ولايته، والذي لا يسمح له النظام الداخلي للحزب بالترشح لولاية أخرى. ونقلت عن مراقبين قولهم إن عضو مجلس الشيوخ المنحل ياي انضو تحظى بتأييد واسع داخل الحزب بسبب الخلافات الجهوية التي تهدد مؤتمره الثاني، مضيفة أنها المرة الأولى التي تنافس فيها سيدة بقوة على رئاسة الحزب.