يبدو أن الصراع بين المهنيين في مجال النقل بجهة مراكش أسفي لن تنتهي بسبب المنافسة الشرسة بين أصحاب سيارات الأجرة الكبيرة والنقل المزدوج من جهة، والنقل السري الذي يؤدي وظيفة اجتماعية لسكان الجبال بإقليم الحوز من جهة ثانية، ما يخلق صدامات بين هؤلاء تؤدي أحيانا إلى مواجهات تهدد حياة بعضهم. وإذا كانت لإقليم الحوز خصوصيته، باعتباره منطقة جبلية بامتياز يقطنها قرويون لهم ارتباطات قوية بكل من أيت أورير ومدينة تحناوت، فإن مشكلة النقل تفرض نفسها بقوة على المسؤولين لوضع حد لصراع عمّر طويلا بين أصحاب الطاكسيات الكبيرة والنقل السري كطرف أول، والنقل المزدوج كطرف ثاني. وتعتبر نقابة الاتحاد الوطني لسائقي سيارات الأجرة الكبيرة وجمعيات مهنية عدة بإقليم الحوز أن "القطاع يعاني من مشاكل كثيرة استعصى حلها من طرف رجال السلطة ورجال الدرك بالمنطقة، ما جعل الوضع الحالي لا يحتمل، ولا يمكن السكوت عنه"، بحسب تصريح عادل موعاد، مسؤول إقليمي ومحلي بالهيئة النقابية المذكورة، لهسبريس. وسجل موعاد "عدم مبالاة سيارات النقل المزدوج بالقوانين المنظمة لقطاع نقل المسافرين عبر الطرق"، وطالب ب"نهج استراتيجية فعالة لمحاربة النقل السري، الذي يشتغل بالطرق المعبدة وحتى الوطنية منها"، واشتكى قائدي مركز الدرك بأمزميز وقيادة توامة إلى القائد الإقليمي والجهوي، "لأنهما يتجاهلان شكاياتنا بهذا الخصوص"، بحسب تعبيره. ومن الملاحظات التي يسجلها المهنيون على النقل المزدوج "مخالفته للخط المرخص له والزيادة في عدد الركاب، ما يعرض حياتهم للخطر". واستدل موعاد على ذلك ب"رفض كل السائقين التوجه إلى جماعة أيت أحكيم، مجددين مطالبهم بتسريع عمل المؤطر الخاص بطالبي تجديد البطاقة المهنية بالنسبة إلى سائقي عمالة الحوز". ولتسليط الضوء على هذا المشكل المؤرق، الذي يمكن أن يتحول في يوم من الأيام إلى صراع دموي، قامت هسبريس بالاتصال بمصادرها الخاصة التي أوضحت أن "باشا أمزميز لا يمكنه أن يوقف نقلا مزدوجا مرخصا له من طرف الوزارة المكلفة بقطاع النقل"، مضيفة أن "رجال الدرك بالمنطقة يقومون بكل ما في جهدهم لتطبيق القانون على من يخالفه، من جميع الأطراف". وأوضحت المصادر نفسها أن منطقة أمزميز وتوامة شاسعة وجبلية، ورجال الدرك بها يعانون من وعورة التضاريس وقلة الموارد البشرية، ورغم ذلك يتدخلون لفرض القانون إذا ما خالفه أصحاب النقل المزدوج أو سيارات الأجرة الكبيرة أو أصحاب النقل السري. وزادت هذه المصادر أن رجال الدرك بأمزميز وتوامة، وغيرها من المناطق بإقليم الحوز ذي الطبيعة الجبيلية، "لا يمكنهم الوقوف في وجه النقل السري لأنه يؤدي وظيفة اجتماعية لسكان الدواوير التي توجد في عمق وقمم الجبال"، مؤكدة أن هذه الوسيلة هي التي تمكنهم من نقل أمتعتهم وبهائمهم ومرضاهم إلى حدود الطريق الإقليمية أو الوطنية، مشددة على أن "أي نقل سري يستعمل الطرق المعبدة يلقى جزاءه ويطبق عليه القانون".