أصبحت العشرات من تلميذات السلك الإعدادي والثانوي، المنحدرات من جماعات كل من النِّحِت وتِصْفان ووالقاضي بدائرة إغرم ضواحي تارودنت، مُهدّدات بالانقطاع عن مواصلة مسارهنّ الدراسي، نتيجة وصول الطاقة الاستيعابية للقسم الداخلي بالثانوية الوحيدة "الأرك" بمركز إغرم إلى مستوى الإشباع، اعتبارا لكون تلاميذ 17 جماعة يفِدون على هذه المؤسسة، فضلا عن غياب دار للطالبة لإيواء هؤلاء التلميذات. محمد النافعي، رئيس جمعية النِّحتْ لدعم التمدرس، أورد أن "العشرات من التلميذات القرويات بمنطقة "إداوزدُّوت"، والمُلتحقات حديثا بالسلك الإعدادي، يُواجهن شبح الهدر المدرسي؛ وهو الواقع الذي استبقته جمعيات المجتمع المدني ومختلف الفاعلين والمُحسنين، منذ خمس سنوات، بالتكفّل بإداء منح مقابل إيوائهنّ بالقسم الداخلي". وأوضح المتحدّث، ضمن تصريح لجريدة هسبريس، أنه ومع بداية كل موسم دراسي جديد، "تجد أُسر التلميذات نفسها أمام انعدام رؤية واضحة لتجاوز مشكلها، وتتم مواجهتهنّ بوصول الطاقة الاستيعابية للقسم الداخلي بثانوية "الأرك" إلى حدّها، فتعيش هذه الأسر الويلات، أمام رغبة جامحة لفلذات أكبادها في التمدرس، وغياب مؤسسة تأويهن، ولانعدام أية إمكانية للتنقل اليومي صوب مداشرهنّ، لعامل البُعد". وأضاف رئيس جمعية النّحِتْ لدعم التمدرس أن السنة الماضية تمّت تهيئة وتجهيز سكنية وظيفية داخل المؤسسة، استطاعت حلّ إشكالية إيواء التلميذات؛ "لكن الموسم الدراسي الحالي، واجهت التلميذات السابقات والملتحقات هذه السنة بالسلك الإعدادي لأول مرّة المشاكل ذاتها، بالرغم من أنّنا مستعدون لأداء قيمة المنح من أجل قبول التحاقهن بالداخلية". وفي معرض رده على هذا الوضع، أوضح إبراهيم إضرضار، المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بتارودانت، أن الأولوية تُعطى للتلاميذ والتلميذات الممنوحات، "حيث بلغ عدد المُقيمين بالقسم الداخلي بهذه المؤسسة أزيد من 500 تلميذة وتلميذ، وستتم معالجة طلبات التلميذات غير الممنوحات بأداء المنحة عندما تستقرّ الوضعية، وتحديد لائحة غير المُلتحقين، كما أن دارا للطالب تم تدشينها السنة الماضية واثنتين في طور الإنجاز".