اختار زعماء أحزاب الأغلبية الحكومية، في لقاء نظم اليوم الاثنين لتقديم حصيلة الأربعة الأشهر، الإشادة بسعد الدين العثماني، الذي عوّض عبد الإله بنكيران، زميله في حزب العدالة والتنمية، في منصب رئاسة الحكومة، والثناء كثيراً على تدبيره للشأن التنفيذي في المرحلة السابقة؛ لكن سليمان العمراني، نائب أمين عام "البيجيدي"، الذي كان حاضراً في اللقاء سالف الذكر، اختار أن يلوذ بالصمت ولم يلق أي كلمة. وفي الوقت الذي ألقى زعماء الأغلبية كلماتهم، للحديث عن حصيلة الحكومة بعد 120 يوماً، لم تُمنح الكلمة لممثل حزب العدالة والتنمية الذي كان حاضراً، حيث جرى الاكتفاء بكلمات لكل من عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار؛ وإدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي؛ ومحمد ساجد، الأمين العام لحزب الاتحاد الدستوري؛ وعبد الواحد سهيل، الذي مثّل عن التقدم والاشتراكية؛ وامحند لعنصر، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية. واعتبر أخنوش، في كلمة باسم التجمع الوطني للأحرار في هذا اللقاء الذي حضره وزراء الحكومة وبرلمانيو الأغلبية، أن "الحكومة اشتغلت بجدية وكانت متماسكة في عملها"، وأضاف قائلاً: "ان هناك نقاش جدي وحاد في كثير من الاجتماعات، وكان ذلك في إطار رؤية واضحة واحترام للمؤسسات، ونفتخر بالعمل مع السيد رئيس الحكومة". وأضاف أخنوش أن ال120 يوماً من عمر الحكومة عرفت استثمارات وخلق فرص شغل، وأثنى المتحدث على العثماني لكونه اتخذ عدداً من القرارات الصائبة بشكل سريع وفي الوقت المناسب، مؤكداً أن اجتماعات الأغلبية كانت تمر في جو إيجابي عكس ما كان يقال. من جهته، اعتبر امحند لعنصر، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، أن الحديث عن حصيلة الحكومة شيء إيجابي، وأضاف قائلاً: "في السابق، كنا نعاني؛ لأن البعض كان يعرض فقط حصيلة وزرائه، واليوم لم نسمع حصيلة هذا الوزير أو ذلك، بل حصيلة الحكومة.. وهذا يدل على نجاح تحالف الأغلبية". وأكد شيخ الحركيين أن حزب "السنبلة" مرتاح لما تم الوصول إليه في الحكومة؛ لكن قال إن هناك الكثير من الانتظارات. من جهته، اختار إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، طريقته مخالفة للتعبير عن رضاه، حيث قال: "أعيش هذه اللحظة بتأثر بالغ، ونحن في الاتحاد الاشتراكي نهنئ السيد الرئيس على إدارته وتدبيره لهذه المدة، ونحن مرتاحون للعمل معه، ولن نتنصل من أي قرار حكومي بدعوى عدم إشرافنا على قطاع ما". وأضاف لشكر أن الحكومة عالجت عدداً من القضايا في الأربعة أشهر الماضية؛ منها عملية عبور والعطلة والتخييم والدخول المدرسي. كما دبرت السلطة التنفيذية، حسب لشكر، الانتخابات الجزئية في عدد من الأقاليم دون ورود أي اعتراضات من لدن الأحزاب كما كان يحدث سابقاً. لكن لشكر أكد على ضرورة العمل على الاهتمام بالحوار الاجتماعي، حيث أشار إلى أنه لم يرق بعد إلى ما كان يأمله حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وأكد على ضرورة إيلاء الأهمية لتحسين القدرة الشرائية للمغاربة. وعبّر محمد ساجد، الأمين العام لحزب الاتحاد الدستوري، عن فخره بهذا اللقاء، معتبراً إياه رسالة قوية تدل على انسجام الأغلبية، وأثنى هو الآخر على سعد الدين العثماني على "موقفه الثابت لأنه وضع مصلحة البلاد فوق مصلحة أي مؤسسة أخرى"، وأضاف قائلاً: "نحن اليوم هنا لكي نعمل، وليس للمصالح الحزبية الضيقة". أما عبد الواحد سهيل، الذي ناب عن نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية في حضور هذا اللقاء، فاختار الحديث عن تاريخ الحزب، الذي جاء حسبه من أجل استكمال استقلال المغرب والمساهمة في بنائه الديمقراطي. واعتبر الوزير السابق والقيادي في حزب "الكتاب" أن مدة 120 يوماً لا تمثل شيئاً في حياة حكومة وحياة الشعوب، كما أثنى على مبادرة لمّ شمل كل مكونات الأغلبية من وزراء وبرلمانيين.