تركز اهتمام الصحف العربية الصادرة اليوم الاثنين على عدة مواضيع، أبرزها رد الفعل المصري على تقرير منظمة (هيومن رايتس ووتش) الأخير، وتفاعلات الأزمة الخليجية، والحرب على الإرهاب، والانتهاكات الجسيمة التي تتعرض لها أقلية الروهينغيا في ميانمار، فضلا عن سيطرة الحوثيين على صنعاء واعتزامهم اعتقال الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، والتضامن مع رئيس الحكومة اللبنانية السابق تمام سلام بعد الحملات التي استهدفته. ففي مصر، واصلت الصحف المصرية اهتمامها برصد تداعيات تقرير منظمة (هيومن رايتس ووتش) الأخير عن مصر، حيث نشرت يومية (الجمهورية) مقالا للكاتب السيد البابلي، أكد فيه أن التقرير يستند إلى معلومات مستقاة من منظمات حقوقية ومدنية مصرية تمد المنظمة الدولية بالمعلومات التي تركز على الجوانب السلبية فيما يتعلق بحقوق الإنسان في مصر. وأضاف الكاتب "بما أن هناك حالة من العداء لهذه المنظمات وعجزا عن احتوائها أو مدها بالمعلومات الصحيحة، فإن ما تقوله وما ترسله هذه المنظمات يأخذ شكل التصديق ويكون وراء إصدار التوصيات المجحفة بحق مصر، وسيظل يحدث ذلك لأن لدينا نوعا من الفراغ في كيفية التعامل مع المنظمات الدولية، ولدينا حتى الآن إعلام خارجي غير قادر على اختراق العقل الغربي وإيصال رسالة مصر بوضوح إلى مؤسساته وإلى صانعي القرار فيه". وبشأن موضوع الحرب على الإرهاب في مصر، نشرت يومية (الأخبار) مقالا للكاتب جلال عارف، أشار فيه إلى أن "كل ضربة استباقية للإرهاب تعني إنقاذ أرواح أعداد كبيرة من المواطنين، وتعني أيضا أننا نسير في الطريق الصحيح لضرب الإرهاب واجتثاته من جذوره". وأشار إلى أن العمليات الاستباقية أصبحت أساس المواجهة اعتمادا على امتلاك المعلومات والتحرك السريع، واستنادا إلى دعم شعبي كامل للدولة في حربها على إرهاب يرفضه الدين وتنبذه الوطنية وتتوحد في مواجهته مصر كلها. وبخصوص الانتهاكات التي تتعرض لها أقلية الروهينغيا في ميانمار، نشرت يومية (الأهرام) مقالا للكاتب نبيل نجيب سلامة، قال فيه إن إقليم الراخين، يشهد حاليا عملية إبادة ونزوح جماعي للآلاف من مسلمي الروهينغا، على الرغم من النداءات الدولية وعلى رأسها منظمة التعاون الإسلامي، والجهود التي تبذل للحيلولة دون المزيد من تدهور الوضع الإنساني المتفاقم هناك. وسجل الكاتب أن الأممالمتحدة صنفت أقلية مسلمي الروهينغا من الأقليات الأكثر اضطهاد في العالم، نظرا لما تتعرض له هناك من انتهاكات من قبل البوذيين، وقمع واضطهاد وقتل للهوية واعتقال وذبح وحرق بلغت أكثر من عشرين مذبحة حتى الآن، مما دفع الآلاف منهم إلى الهجرة غير المشروعة في ظروف قاسية ، كما غرق المئات منهم مع عائلاتهم في عرض البحر. وبدورها اهتمت (الجمهورية) بالموضوع ذاته، ونشرت مقالا للكاتب مصطفى مشهور، أكد فيه أن الإرهاب والقتل ليس له دين، "لكن للأسف دائما ما تلصق الدول الكبرى الإرهاب بالدين الإسلامي متناسين عمليات الإبادة والظلم الذي يتعرض له المسلمون في بورما وفلسطين وأماكن متفرقة في العالم"، مسجلا أن مسلمي الروهينغا يمثلون 10 بالمائة من سكان الدولة التي يحكمها البوذيون المتخوفون من انتشار الإسلام، فلجأوا للوحشية وغياب الإنسانية لإبادة وتشريد الأقلية المسلمة". من جهتها، كتبت صحيفة (الأهرام ) في افتتاحيتها، بخصوص جهود حل الأزمة الخليجية، أن "كل شيء توقف بعد ساعات قليلة من الإعلان عن أول مكالمة هاتفية ما بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وحاكم قطر ، بل اضطرت السعودية إلى تعليق أي تواصل مع قطر بعد تحريف مكالمة تميم مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان". وأشارت اليومية، إلى أن الإدارة الأمريكية "لا تزال تشدد على لسان الرئيس ترامب على ضرورة الالتزام بمخرجات قمة الرياض بشأن التركيز على مكافحة الإرهاب وتمويله، كما أن "الوسيط الكويتي" اعترف بأن قطر مستعدة لتلبية كل المطالب العربية والخليجية، إلا أن الدوحة فيما يبدو أنها غير راغبة أو غير قادرة على "السلوك الطبيعي" والتجاوب مع الدول العربية الشقيقة في مواجهة الإرهاب". وفي السعودية، كتبت صحيفة (الوطن الآن) أن دعوة الحوثيين للاحتشاد في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء احتفالا بالذكرى الثالثة لسيطرة جماعتهم على العاصمة صنعاء يوم 21 شتنبر الجاري، "هدفها إخفاء الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح من المشهد السياسي اليمني باعتقاله أو تصفيته وتدمير ذراعه العسكري المتمثل في معسكرات الحرس الجمهوري في مديرية سنحان". ونقلت الصحيفة عن "مصدر محلي" تحذيره من "خطورة خطة الحوثي القائمة على بث الفوضى في العاصمة صنعاء يوم الاحتشاد، خاصة في ظل سيطرة اللجان الشعبية المسلحة التابعة للحوثي على العاصمة صنعاء، عدا مديرية سنحان مسقط رأس المخلوع، والتي أصبحت محاصرة بشكل تام من قبل المتمردين الحوثيين، بهدف اعتقال المخلوع والسيطرة على ما تبقى من قوى تابعة له وتصفية قادة وزعماء حزب المؤتمر الشعبي العام". وفي نفس الموضوع، قالت صحيفة (اليوم) إن "الميليشيات المختطفة لشرعية اليمن عينت أحد قياداتها الدينية الطائفية التي درست في حوزات قم في إيران رئيسا لمجلس القضاء الأعلى، وجاء القرار في وقت يحتفل فيه الحوثيون بمناسبة طائفية مستوردة من طهران وهي (يوم الولاية) الامر الذي قوبل باستهجان شعبي واسع لمحاولاتهم فرض الطائفية بقوة السلاح". وبالموازاة مع ذلك، تضيف الصحيفة، "أصدرت ميليشيا الحوثي عددا من القرارات غير المعلنة بإجراء تعيينات عسكرية انقلابية، لعدد من القيادات الموالية، وإزاحة ضباط من قوات الرئيس المخلوع صالح"، مشيرة إلى أن هذه التعيينات العسكرية تهدف إلى وضع يد الحوثيين بشكل كامل على الحرس الجمهوري للرئيس المخلوع، بعد سيطرتهم على وزارة داخلية حكومة الانقلاب". وفي شأن آخر، أبرزت صحيفة (الاقتصادية) في افتتاحيتها "حجم المنافسة العالمية الواسعة للفوز بطرح شركة أرامكو، العملاق السعودي المعروف. منافسة جعلت أكبر البورصات العالمية تراجع سياسات الطرح من أجل الفوز بحصة من أسهم أرامكو فيها". وعن الأسباب وراء هذه المنافسة، تطرقت الصحيفة إلى "قدرة أرامكو على الحفاظ على مستويات عالية ومميزة من العوائد لحملة الأسهم، فضلا عن أن هذه السلعة مضمونة البيع حال إنتاجها، بمعنى أن الثروة التي تعلن عنها (أرامكو) في باطن الأرض ستتحول إلى نقد في أسواق الأسهم فور إعلان المخزونات أو الاكتشافات النفطية وليس عند إعلان القوائم المالية والمبيعات الفعلية، ولهذا ستظل أسهم (أرامكو) ذات عوائد مضمونة ومستدامة". وفي قطر، توقفت صحيفة (الشرق) عند التطورات الأخيرة للأزمة الخليجية من خلال عنوانها البارز المتمثل في تعثر مساعي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإيجاد مخرج لها، لتقدم بهذا الشأن قراءتها للأسباب والنتائج، وتستحضر ما جاء في صحف أمريكية حول الموضوع، معتبرة، في هذا الصدد، أن التطورات الأخيرة أضاعت على الدول الأطراف في الأزمة الخليجية الراهنة فرصة "جاءت بتنسيق من الرئيس الأمريكي الذي بادر بالاتصال بقادة الدول الثلاث قطر والسعودية والإمارات؛ ليدعوهم إلى الجلوس للحوار ووضع حد لهذا النزاع المرير". وفي الشأن المحلي اهتمت صحيفتا (الوطن) و(الراية)، في افتتاحيتيهما، بالدخول المدرسي لهذا الموسم، واستحضرتا، في هذا السياق، كلمة وزير التعليم والتعليم العالي، خلال مؤتمر صحفي بالمناسبة، حيث أبرز من بين محاور كثيرة ذات صلة بأجندة عمل هذا القطاع أولوية "مواصلة تنمية رأس المال البشري والمعرفي، من خلال تزويد الطلبة بالكفايات اللازمة لكل مرحلة دراسية"، وأيضا القيام ب"مراجعة شاملة للمناهج الدراسية لتعزيز الهوية الوطنية، وعكس الاحتياجات الوطنية التي أفرزتها المرحلة الراهنة ورؤية الدولة المستقبلية بشأنها". وفي هذا الصدد، شددت صحيفة (الوطن) تحت عنوان " الإنسان والتعليم.. الثروة الحقيقية"، على أن " الإنسان هو ثروة قطر الحقيقية، التي يراهن عليها الوطن" وأن "التعليم هو مفتاح نهضة الأمم"، معتبرة أن الوطن "كسب رهانه على الإنسان، وبدأ جني ثمار نهضته التعليمية". وتحت عنوان "بالعلم والمعرفة نبني قطر"، اكدت صحيفة (الراية) أن من أولويات قطر، بحسب المخطط الوزاري للقطاع، "تلبية الطلب المتزايد على التعليم العام، بالاستمرار في تنفيذ خطة زيادة عدد المدارس العامة، ودعم القطاع الخاص لتوفير فرص تعليم متنوعة وذات جودة عالية"، مستحضرة دعوة كان وجهها أمير البلاد تحث على "ضرورة تطوير المؤسسات التعليمية والبحثية والإعلامية (..) والاهتمام بالتحصيل العلمي في الاختصاصات كافة، والاعتماد على النفس ومحاربة الكسل والاتكالية". وبلبنان استأثرت باهتمام الصحف عدة مواضيع، في مقدمتها، زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى روسيا، والتضامن والتأييد لرئيس الحكومة السابق تمام سلام بعد الحملات التي استهدفته. وفي هذا الصدد، قالت يومية (الجمهورية) إن رئيس الحكومة سعد الحريري كثف زياراته الخارجية إلى عواصم القرار العالمية، فبعد باريس، يباشر الحريري اليوم رحلته الروسية التي سيتوجها بلقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مضيفة أن روسيا لاعب أساس وكبير في الشرق الأوسط، وتزايد دورها بعد دخولها الحرب السورية وتغيير ها موازين القوى على الأرض، ومن الطبيعي أن يسعى لبنان إلى نسج علاقات معها. وفي شأن آخر، ذكرت يومية (اللواء)، أن منزل رئيس الحكومة السابق تمام سلام غص أمس منذ الصباح وحتى بعد الظهر، بوفود شعبية وعائلية وفعاليات من مختلف أحياء بيروت، جاءت متضامنة معه ومؤيدة لمواقفه، بعد الحملات السياسية والإعلامية التي استهدفته على خلفية أحداث عرسال وخطف العسكريين وما تلاها. وأضافت اليومية أن الوفود أبدت في كلمات لممثليها استنكارها للحملات التي تستهدف سلام، مشيرة إلى أنه يوم كان في رئاسة الحكومة حمى البلد من الانقسام والانهيار وحفظ وحدة الدولة والمؤسسات، ولا يجوز معاملته بهذه الطريقة، خاصة أن كل الأطراف السياسية كانت وقتها تشيد بحكمته وصبره وجهده لتجنيب البلاد أي مطبات خطيرة. وفي نفس الموضوع كتبت يومية (المستقبل) أن رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أكد خلال زيارته لسلام أنه "عندما تمت عملية خطف العسكريين، كانت مهمة الرئيس تمام سلام يومها حماية لبنان، وتجاوز الخلاف بين الشيعة والسنة، وهذا هو الأساس، فلا أحد يزايد علينا في هذا الموضوع، أكان تمام سلام أو سعد الحريري، قمنا بحماية لبنان في هذا الموضوع، ولن نسمح لأحد بأن يحاول إشعال الفتنة بين السنة والشيعة".