قال سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، إن الجميع بات اليوم متفقاً على ضرورة إصلاح التعليم بالمغرب، والرفع من مستواه كماً وكيفاً. وخصص العثماني كلمته الافتتاحية خلال اجتماع مجلس الحكومة الأسبوعي، اليوم الخميس، للدعاء بالشفاء للملك محمد السادس الذي خضع أمس الأربعاء في المركز الاستشفائي لطب العيون بباريس لعملية جراحية على مستوى قرنية العين اليسرى، تكللت بالنجاح؛ بالإضافة إلى الدخول المدرسي للموسم الدراسي 2017-2018، الذي يصادف يومه الخميس. وقال العثماني في الصدد ذاته: "التعليم هو مفتاح التنمية والتقدم والدخول إلى العصر، يجب الرفع من مستواه كماً وكيفاً لأن الأمر يتعلق بخيار ضروري ورهان المغرب حالاً ومستقبلاً"، مشيرا إلى أن حكومة ستمضي في مجموعة من الإجراءات الخاصة لتطوير قطاع التعليم. وأضاف العثماني أن وزارة التعليم قامت بجهود السنة الماضية، همت تحسين الدخول المدرسي، ومواجهة الاكتظاظ الذي يعتبر أهم معضلة تُعيق جودة التعليم، لافتا إلى أنه تم توظيف 24 ألفا من الأساتذة عبر التعاقد في مدة حكومته، بالإضافة إلى 11 ألفاً في بداية السنة الماضية، ليصل المجموع إلى أزيد من 35 ألف أستاذ متعاقد. وزاد العثماني: "نتمنى أن تسهم عمليات التوظيف هذه في التخفيف من الاكتظاظ الذي يمنع جودة التعليم"؛ كما وجه كلمة شكر إلى "وزارة حصاد" على مجهوداتها التي أشاد بها، بالإضافة إلى شكره الطاقم الإداري والتربوي والأسرة التعليمية بصفة عامة. وتفادياً لموسم دراسي ساخن، أكد رئيس الحكومة ضرورة إشراك جميع الشركاء الاجتماعيين والتربويين في الخطوات المرتقب اتخاذها، قائلاً: "سنقوم بإجراءات طيلة السنة المقبلة بعد التفكير والتشاور لإعطاء دفعة قوية لرفع جودة التعليم". وأورد المسؤوب ذاته أن الحكومة تتوفر اليوم على الرؤية الإستراتيجية التي أعدها المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، وهي بصدد إعداد القانون الإطار الذي سيكون بمثابة خارطة طريق لتطوير التعليم بالمغرب. وعلى مستوى الأرقام، قال رئيس الحكومة إن سبعة ملايين تلميذ التحقوا بالفصول الدراسية في مستويات الابتدائي والإعدادي والثانوي، وما يقارب 900 ألف طالب في مجموع مؤسسات التعليم العالي، بما فيها الخصوصية. كما يعتزم محمد حصاد القيام بالعديد من الإجراءات من أجل العناية بالفضاء المدرسي وتحسين ظروف الاستقبال، من قبيل التأطير الإجرائي من خلال مذكرات وزارية، وتجديد الأثاث المدرسي، والعناية بالمظهر الداخلي والخارجي للمؤسسات، والتخلص من البناء المفكك، وتشكيل لجن وفرق العمل المركزية والجهوية والإقليمية، وتسريع وتبسيط مساطر التنفيذ، وتكثيف التدخلات الميدانية، وتعبئة الشركاء. ويعتبر أهم قرار اتخذ هذه السنة هو استقبال تلاميذ 5 سنوات ونصف بمؤسسات التعليم العمومي بالسنة أولى ابتدائي، وتكوين مربي التعليم الأولي بمؤسسات التكوين المهني. كما سيجري تطوير تدريس اللغة العربية وإدراج اللغة الفرنسية بالسنة أولى ابتدائي. وأصدر حصاد مذكرة استعجالية جداً إلى مديري الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين ومديري المؤسسات التعليمية حول تحية العلم بالنشيد الوطني، طالبا جعلها في بداية كل أسبوع وكذا في نهايته ممارسة منتظمة، ودعا إلى أن تكون أول ما يتم القيام به في أول يوم من انطلاق الدخول المدرسي في جميع المؤسسات التعليمية. وقال حصاد في المذكرة إن ذلك يأتي "اعتباراً لما تخلفه تحية العلم والنشيد الوطني في نفوس الناشئة من إحساس بحب الوطن والاعتزاز بالهوية الوطنية والتشبث بالثوابت والمقدسات، وما يتضمنه من عبارات الفخر بالتاريخ المجيد والحث على تأكيد العزم على تلبية نداءات الوطن".