من المنتظر أن يشرف ولي العهد، الأمير مولاي الحسن، غداً الخميس بالرباط، على إعطاء الانطلاقة الرسمية للموسم المدرسي 2017-2018، ليعوض والده الملك محمد السادس، الذي يوجد في فترة نقاهة في فرنسا، بعد أن خضع لعملية جراحية اليوم على العين اليسرى. واعتاد الملك محمد السادس أن يُشرف على الانطلاق الرسمي للدراسة في المغرب كل سنة في إحدى المدارس؛ وكان قد أشرف العام الماضي على الانطلاقة الرسمية للدراسة بمدرسة "مولاي يوسف" بحي بني مكادة بطنجة. ومن المقرر أن تعطى انطلاقة الدخول المدرسي بأحد مدارس الرباط غداً الخميس، إضافة إلى حفل توزيع المحافظ على التلاميذ في إطار مبادرة "مليون محفظة"؛ وذلك في إطار الإستراتيجية الوطنية للدعم الاجتماعي للأطفال المتمدرسين وأسرهم. ويشكل الدخول المدرسي الجديد امتحاناً لمحمد حصاد، وزير التربية الوطنية والتعليم العالي، بعدما قضى شهري يوليوز وغشت متنقلاً بين المدارس في مختلف الجهات المغربية للوقوف على الإجراءات والاستعدادات لتوفير أجواء جيدة للتلاميذ المغاربة. ويأتي أيضاً هذا الدخول المدرسي في سياق تنزيل إصلاح منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، وفق مبادئ أساسية تقوم على اعتبار المؤسسة التعليمية محور الإصلاح، مع ضرورة الارتقاء بها من خلال خمسة مكونات أساسية تهم التلميذ والأستاذ والإدارة التربوية والأسر والفضاءات والتجهيزات. واعتمد محمد حصاد، القادم من وزارة الداخلية، عدداً من القرارات منذ توليه مسؤولية وزارة التربية الوطنية، منها برنامج العمل الأولي المتعلق بالدخول المدرسي 2017-2018 الذي يهدف إلى الحد من ظاهرة الاكتظاظ، والعناية بالفضاء المدرسي وتحسين ظروف استقبال التلاميذ، إضافة إلى تعزيز اللامركزية وإعادة الضبط والانضباط داخل المنظومة التربوية. ويعتبر الاكتظاظ أهم معضلة وجبت مواجهتها، إذ عمدت الوزارة إلى توفير الموارد البشرية من خلال العمل على توظيف 24 ألفا من الأساتذة، لضمان دخول مدرسي وفق محددات تشمل 40 تلميذاً بالقسم كحد أقصى، و30 تلميذاً بالقسم كحد أقصى بالسنة أولى ابتدائي، وأقل من 30 تلميذا بالقسم المشترك وبمستويين فقط. كما تعتزم الوزارة اتخاذ العديد من الإجراءات من أجل العناية بالفضاء المدرسي وتحسين ظروف الاستقبال، من قبيل التأطير الإجرائي من خلال مذكرات وزارية، وتجديد الأثاث المدرسي، والعناية بالمظهر الداخلي والخارجي للمؤسسات، والتخلص من البناء المفكك، وتشكيل لجن وفرق العمل المركزية والجهوية والإقليمية، وتسريع وتبسيط مساطر التنفيذ، وتكثيف التدخلات الميدانية، وتعبئة الشركاء. ويعتبر أهم قرار اتخذ هذه السنة هو استقبال تلاميذ 5 سنوات ونصف بمؤسسات التعليم العمومي بالسنة أولى ابتدائي، وتكوين مربيي التعليم الأولي بمؤسسات التكوين المهني. كما سيجري تطوير تدريس اللغة العربية وإدراج اللغة الفرنسية بالسنة أولى ابتدائي. وأصدر حصاد، اليوم الأربعاء، مذكرة استعجالية جداً إلى مديري الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين ومديري المؤسسات التعليمية حول تحية العلم بالنشيد الوطني، إذ طلب جعلها في بداية كل أسبوع وكذا في نهايته ممارسة منتظمة؛ ودعا إلى أن تكون أول ما يتم القيام به في أول يوم من انطلاق الدخول المدرسي في جميع المؤسسات التعليمية.