يشتكي سكان عدد من الأحياء الشعبية بمركز مدينة زاكورة، في الآونة الأخيرة، غياب الماء الصالح للشرب في بعضها وندرته في أخرى، خصوصا تلك الأحياء غير المستفيدة من الربط بهذه المادة الحيوية والتي ما زالت تستعمل "السقايات". الوضع دفع سكان عدة أحياء سكنية بمركز مدينة زاكورة إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر المجلس البلدي للمدينة، رافعين شعارات طالبوا من خلالها المسؤولين المحليين والإقليميين بضرورة الإسراع في إيجاد حل لمشكلة الماء الصالح للشرب لحمايتهم من شبح العطش، فضلا عن ضرورة العمل على ضمان وصول هذه المادة الحيوية إلى السكان بوتيرة يومية ودائمة. فاطمة ازرود محتجة تسكن حي النصر، الذي بات يعرف ب"حي العطش"، قالت إن المواطنين خرجوا للاحتجاج ضد غياب الماء الصالح للشرب عن صنابير منازلهم، مشددة على أن المئات باتوا يعانون من العطش، خاصة أن هذه الفترة تشهد ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة، مما يضاعف من معاناتهم. وأضافت المتحدث، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، بالقول: "تتوفر منطقة زاكورة على مجموعة من الآبار المائية التي تم حفرها بميزانيات مهمة، دون أن يستفيد السكان منها"، وزادت: "نحمل كامل المسؤولية للمسؤولين الذين يعرضون المواطنين للعطش، ونطالب بضرورة إنقاذ السكان من شبح العطش الذي بات يهدد البشر والحجر والحيوان"، تقول المتحدثة. وطالب السكان المحتجون من أسموهم ب"المسؤولين النائمين" بضرورة التحرك من أجل توفير هذه المادة الحيوية بكمية كافية لإنقاذ الساكنة من شبح العطش والموت، مشيرين إلى أنهم أصبحوا مهددين بالموت بسبب غياب الماء الصالح للشرب في صنابير المنازل ونضوب بعض الآبار القريبة التي كانت مصدر هذه المادة الحيوية. كما حمّل المتضررون المكتب الوطني للماء الصالح للشرب المسؤولية في هذا المشكل، ودعوه إلى ضرورة العمل بروح المسؤولية من أجل توفير هذه المادة بكمية كافية وبشكل يومي، مذكرين بأنهم لن يتنازلوا عن حقهم في الحصول على نصيبهم من الماء الصالح للشرب، إسوة بباقي الأحياء الأخرى المكونة لبلدية زاكورة. وبعد أن تعذر على جريدة هسبريس التواصل مع رئيس المجلس البلدي لزاكورة، نظرا لكون هاتفه خارج التغطية، أكد مسؤول بعمالة زاكورة، في اتصال للجريدة، أن المصالح المختصة في العمالة وضعت منذ فترة ملف الماء الصالح للشرب بمركز مدينة زاكورة ضمن أولوياتها، من أجل توفيره بجميع الأحياء وبكمية كافية ودائمة وبجودة عالية. وشدد المسؤول ذاته، الذي لم يرغب في كشف هويته، على أن جميع الأحياء السكنية ستستفيد من هذه المادة الحيوية بشكل وفير مطلع السنة المقبلة، حيث ستقوم العمالة بتنسيق مع البلدية والمكتب الوطني للماء الصالح للشرب بتوفير الماء الشروب للسكان، حسب تعبيره، مسترسلا أن "عامل إقليم زاكورة كان دائما يحث المسؤولين على ضرورة إعطاء الأولوية لبعض القطاعات المهمة والتي تستهدف السكان كالماء والصحة والطرق". ووجّه المسؤول نفسه، في ختام تصريحه لهسبريس، رسالة إلى سكان زاكورة، قائلا: "يجب على الجميع التعاون من أجل تجاوز هذه المرحلة، للوصول إلى مرحلة جديدة ستوفر لكم كل ما تطلبونه"، بتعبيره.