يبدو أن الحراك الشعبي بالريف أمسى يقض مضاجع الحكومة، التي تبدو مستعدة أكثر من أي وقت مضى التواصل بشأن مستجداته، بعد الغضبة الملكية التي بصم عليها آخر مجلس وزاري قرع فيه الملك محمد السادس الوزراء المتورطين في تأخر إنجاز مشاريع بالمنطقة؛ فقد سارع سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، إلى التجاوب مع اعتصام الناشطة سليمة الزياني المعروفة باسم الشهرة "سيليا" بسبب جواز سفرها. وبعد ساعات من إعلان الناشطة "سيليا" دخولها في اعتصام إنذاري أمس الاثنين أمام مقر عمالة إقليمالحسيمة، للمطالبة بحصولها على جواز سفرها وبما قالت إنه "حقي في السفر وحقي في الإبداع والفن"، تجاوب العثماني مع تغريدة استفسارية لأحد المواطنين المغاربة على موقع "تويتر"، ليرد بأن ملفها هو قيد المعالجة ولم يتم منعها. وبعدما وجه إليه سؤالا: "ما رأيك في منع مواطنة جواز سفرها، رغم أنها خرجت من السجن بعفو.. أليس جواز السفر حقا دستوريا؟"، ليجيبه رئيس الحكومي من حسابه الخاص ب"تويتر" قائلا: "ليس هناك منع من إعطاء جوز السفر، والملف بصدد المعالجة وخصوصا أن الطلب صادف شهر غشت". وبعدما سأله أحد رواد موقع التواصل الاجتماعي سالف الذكر قائلا: "هل من المنطقي أن تتوقف مصالح الجوازات عن العمل في غشت، أليس في ذلك تعطيل لمصالح المواطنين؟"، عاود العثماني التغريد مرة أخرى بردّ تضمن عبارة: "ليست مصالح الجوازات متوقفة في غشت؛ لكن عملها يتباطأ فعلا بسبب العطل"، على حد تعبيره. وتقول سيليا، المعتقلة السابقة على ذمة احتجاجات الحسيمة والتي نالت عفوا ملكيا بجانب نشطاء آخرين بمناسبة ذكرى عيد العرش الأخيرة، إنها استكملت جميع الترتيبات اللازمة للحصول على وثيقة جواز السفر "تقدمت بجميع الوثائق قبل شهر إلى المصالح المختصة.. لكنني تفاجأت بتماطل ملحوظ يتم عبره إيجاد مبررات واهية.. يتم الادعاء فيها أنه غير جاهز". وكشفت الناشطة البارزة في حراك الريف أنه تلقت دعوة لحضور لقاءات فنية وحقوقية في إسبانيا وهولندا وفرنسا، معلنة أنها تندد بما وصفته "التماطل اللامبرر والتهرب من تخويلي الحصول على وثيقة جواز السفر رغم استيفاء ملفي لكل الشروط"، بعدما وضعت شكاية رسمية و"الالتجاء للقضاء للفصل في هذه النازلة كما أني قد نصبت محامين للترافع عن الملف". وعادت الناشطة الريفية إلى الكشف أنها قررت التراجع عن الاحتجاج، "بعد تدخل مجموعة من المحامين والهيئات الحقوقية وبعض أفراد العائلة؛ وتقديم وعد بتسوية المشكل في أقرب الآجال".