تعد نزهة الصقلي وزيرة التنمية الاجتماعية والتضامن والأسرة من الوجوه السياسية النسائية المغربية لحزب التقدم والاشتراكية هذا الأخير الذي التحقت به منذ كان يحمل اسم الحزب الشيوعي المغربي، وهي عضوة بديوانه السياسي منذ 1998، بحيث تبدو شديدة الحرص على انتمائها السياسي، فهي لم تغير لونها رغم الإبعاد القسري الذي تعرضت له من قبل بعض صقور الحزب الذكورين الذين أبعدوها من رئاسة اللائحة الوطنية لحزب الكتاب، بحيث عادت الصقلي أكثر توهجا كمسئولة على قطاع وزاري شائك ومتميز بكثرة المتدخلين فيه، إلا أنها متفائلة بكونها ستنجح في كسب الرهان الذي حققت جزءا منه بتوليها وزارة ستسعفها على تطبيق مجتمع المساواة وتكافؤ الفرص. "" كيف هو حال التضامن والأسرة في المغرب؟ فيما يخص أوضاع الأسرة أقول إنها عرفت تحسنا كبيرا منذ إصدار قانون الأسرة الجديد، حيث إنه فيما قبل كانت الأسرة، معرضة للتفكك والهشاشة الاجتماعية نظرا للاختلالات التي كان القانون يعرفها كمنحه السلطة المفرطة للرجال من خلال تمكينهم من الطلاق بكل سهولة، وهو الأمر الذي يعرض الأطفال للتشرد برميهم للشارع، ولكن الحمد لله قانون الأسرة الجديد أدى إلى زيادة تماسك الأسرة والثقة أكثر بمؤسسة الزواج، وهذا شيء إيجابي، ولكن مازالت هناك نقط ضعف والتي التزمت الحكومة بحلها كمشكل النفقة، بحيث تعهدت الحكومة بإنشاء صندوق التكافل الاجتماعي، ومن الممكن أن يلعب دورا في تعويض المطلقة ريثما يتم متابعة الزوج الذي لا يدفع واجب النفقة لأطفاله، أما فيما يتعلق بالتضامن بصفة عامة، لا بدأن نؤكد أنه منذ سنوات، لاسيما منذ انطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ظهر تحسن في ممارسة التضامن الاجتماعي من خلال القيام بمجهود كبير اتجاه الفئات الأكثر تضررا على المستوى الاجتماعي بعد تحديد الثماني وأربعين جماعة التي اعتبرت كأفقر الجماعات بالمغرب، وكذلك بخصوص الأحياء الهامشية للمدن والتي تم تشخيصها كمجالات، هي في أمس الحاجة للتضامن. هل لديك تصور للبرنامج الوزاري للقطاع الذي تشرفين عليه أم ستكتفين بالخطوط العامة التي جاءت في التصريح الحكومي؟ سأخبرك شيئا، إننا اليوم في إطار التحضير لإستراتيجية الوزارة لتفعيل تعهدات البرنامج الحكومي، نحن منكبون على تحضير الإستراتيجية مرفقة بخطة عمل دقيقة وبأرقام دقيقة للقيام بعملنا بكل شفافية وبإعطاء كل الإمكانيات للتقسيم المرقم لعملنا. هل يمكن أن تعطينا الخطوط الكبرى لبرنامج العمل هذا؟ الخطوط الكبرى هي تلك الموجودة في البرنامج الحكومي، ولكن يجب أن لا نسبق الأحداث الحاصل هو ان المهام الملقاة علي بصفتي... "أقاطعها " وزيرة للتضامن والأسرة؟ لا أحب صفة الوزيرة وإنما مكلفة بقطاعين وزاريين سابقين، لأنهما في التجربة الحكومية السالفة كانتا عبارة عن قطاعين حكوميين، هما وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن ومن جهة أخرى كانت هناك كتابة الدولة المكلفة بالأسرة والأشخاص المعاقين؛ والوزارة الجديدة يجب أن تعيد النظر في مهامها انطلاقا من المهام الجديدة الملقاة عليها، فأول عمل سأقوم به هو أن أجعل من قطاعين وزاريين سابقين قطاعا موحدا، سواء على مستوى المهام أو الموارد البشرية أو إمكانيات الوزارة، ليس هذا عملا سهلا لأنه يتطلب مجهودا كبيرا، بالإضافة إلى ذلك فإن العمل الاجتماعي الذي تقوم به الوزارة ويمر جله عبر تقوية دور الفاعلين الجمعويين في كل التراب الوطني وكذلك عبر المشاريع التي تمر عبر التعاون الوطني، وهي مؤسسة عمومية تابعة للوزارة وكذلك وكالة التنمية الاجتماعية والممثلة جهويا في جميع جهات المملكة والتي تقوم ببرامج هامة، وكل هذه البرامج الاجتماعية ستستمر ولكنها ستطعم ببرامج ورؤية جديدة ستضع في حسبانها مقاربة النوع الاجتماعي والاهتمام بالرجال والنساء والأطفال الذين هم في وضعية صعبة كأطفال الشوارع والأشخاص المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة، فرغم أن اسمهم لم يرد في تسمية الوزارة الجديدة، على عكس التجربة الحكومية السابقة، إلا أنهم سيكونون في صلب الاهتمامات بالنسبة لجميع البرامج التنموية للوزارة بطريقة "عرضانية". العمل الاجتماعي عامة بما فيه التضامن، الأسرة والمعاقين، يمكن إدخالهم كشأن ملكي من خلال مؤسسة محمد الخامس للتضامن ومجموعة من الجمعيات الأخرى، ما جدوى خلق وزارة مكلفة بالقطاع ما دامت هناك مؤسسات أخرى منافسة لها في تسييره؟ لا، ليس هناك أي تنافس، واسمحي لي أن أقول لك إن هذه الرؤية غير صحيحة لأن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية هي ورش ملكي كبير، ولكنه يحتوي على فلسفة وحكامة جديدتين بمقاربة تشاركية.. ولا يجب أن ننسى أننا في وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن منسقون وشركاء في المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، لأن تفعيلها يمر من خلال العمل الذي نقوم به عبر تأهيل الجمعيات وتشبيبها، فهناك العديد من الأعمال التي تقوم بها الوزارة والتي تتجه في إطار العمل المشترك.. فالوزارة لديها مثلا، خطة وطنية لحماية الطفل، وكذلك خطة وطنية فيما يخص مقاربة النوع في جميع السياسات الحكومية. وعلى كل هناك برامج كبرى تقوم بها الوزارة على الصعيد الوطني، والتي يتم تفعيلها من خلال عمل مؤسسات التعاون الوطني ووكالة التنمية الاجتماعية، وهذا لا يعني أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في جهة والوزارة في جهة أخرى، ليس هناك أي تنافس، بالعكس إن أية سياسة وطنية لا يمكن أن تنجح إلا بتعاون وشراكة وتكامل بين السلطات العمومية التي تمثلها الحكومة والوزارة والفاعلون الجمعويون وكذلك الجماعات المحلية التي يبقى دورها هي الأخرى مهما وحتى وسائل الإعلام لأن لكم أيضا دور هام في المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من خلال مساهمتكم سواء بالكتابات النقدية أو التعريف بالبرامج وأحيانا بتبيان اختلالات بعضها، فهذا في حد ذاته مساهمة في إنجاح المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لأنها ورش وطني لا يستطيع فاعل وحيد إنجاحه، رغم أن دور صاحب الجلالة أساسي ورائد في أخذ المبادرات، ونحن ملتزمون بالتفعيل ضمن فاعلين آخرين من أجل إنجاز هذه المبادرة. خلقت حدثا بتضامنك مع الطفلة التي تعرضت للاغتصاب مؤخرا من خلال زيارتك لعائلتها، هل لديك خطة للدفاع عن هذه العينة من الفتيات؟ لدينا خطة وطنية للدفاع عن الطفولة، بشكل عام، وتدخل في إطار برنامج " المغرب جدير بأطفاله" والذي يحتوي على عدة إجراءات، منها خلق وحدات لحماية الطفل، ولدينا مثلا وحدتين نموذجيتين، وهما الموجودتان في مراكش والدار البيضاء، وهناك مخطط لإنشاء وحدات جديدة وكذلك مشروع لإعادة النظر في القوانين الزجرية والتي تعاقب مرتكبي مثل هذه الجرائم، لأن الأحكام التي تصدر عن المحاكم، ونتيجة لضعف النصوص، تبقى دون المستوى مقارنة مع حجم الجريمة المرتكبة، وفي هذا الميدان هناك برامج أخرى جديدة للوزارة، وكما يقال مازلنا لم نقض بعد المائة يوم الذي يمنح لأي وزارة جديدة كحيز زمني لتضع تصوراتها ورؤيتها، ونحن الآن منكبون على وضع خطة عمل الوزارة وبالتالي فإنني من باب التواصل فضلت تأجيل الحوار إلى ما بعد مرور مائة يوم. ألا تخافين أن يتم ابتلاع أفكارك ومقترحاتك في خضم بنية حكومية يصعب فيها فرض قرار اجتماعي من زاوية التضامن؟ يمكنني أن أخبرك بأن داخل الجسم الحكومي هناك رؤية واحدة، فأول سؤال مطروح عليه هو الإجابة عن تحدي مقاربة الفقر، والتضامن الاجتماعي والتنمية البشرية، لهذا فهو تحد مرفوع لعمل الحكومة عامة وليس وزارة التنمية الاجتماعية لوحدها، فهو عمل تتداخل فيه وزارات الصحة، التربية الوطنية، وزارة التجهيز، بناء الطرق، الماء، الكهرباء... فيستحيل أن ينجح قطاع وحيد فيما يخص هذا العمل، إذا لم يكن هناك عمل حكومي مشترك ومتضامن. ما أود قوله هو إن هناك بنية حكومية معقدة تتميز بتعدد المتدخلين والفاعلين، إذن كيف ستتعاملين في ظل هذا التدخل؟ لا أبدا، نحن في هذه الحكومة نشكل وحدة متكاملة وقررنا إما أن ننجح جميعا، وهذا ما نتمناه وما أنا مقتنعة به، أما إذا كان كل واحد يشتغل منعزلا في قطاعه الخاص فبالتأكيد لن نصل إلى أهدافنا النبيلة، ولهذا سأطمئنك أنه داخل الفريق الحكومي أجد نوعا من الانسجام والتفاهم والتعاون، وهو ما يجعلني على أمل ويقين بأن هذا التفاؤل موجود في كل القطاعات الحكومية فيما يخص القضية الاجتماعية، وهو سيتبلور إلى عمل ناجح، وهذا لن يحدث إلا بعمل جماعي ومتناغم بين كل المتدخلين. حزبكم من الأحزاب اليسارية العتيقة بالمغرب، ورغم ذلك لم تبرز المرأة في صفوفه إلا نادرا، إلى ما ترجعون هذا الأمر؟ أين برزتُ أنا ألم أبرز في صفوفه؟ وكذلك أين برزت أمينة المريني وربيعة الناصري ورشيدة الطاهري، لكن يمكن القول إن حزبنا كان طلائعيا في قضية المرأة، برزت فيه أجيال من النساء المناضلات ولكن قد تقع أحيانا مشاكل وليست هناك هيئة أو حزب بدون مشاكل أو صعوبات، والأهم هو أن يستطيع الواحد منا التغلب على هذه المشاكل، وعلى كل فحزبنا يعيش نفس الصعوبات الموجودة داخل أحزاب أخرى. ماذا يعني لك لقب شيوعية نساء المغرب؟ تضحك، كلمة شيوعية لا يجب أن تفهم بمعناها القدحي، ولفظ شيوعية يحمل بين طياته نوعا من الحلم في بلوغ المساواة وتكافؤ الفرص، وتنمية المرأة المغربية وتحريرها من الاستغلال، فأنا لا زلت أحمل هذا الحلم، فسواء لقبت بشيوعية نساء المغرب أو شيء أخر، الأهم بالنسبة لي هو أني أطمح إلى بلوغ مجتمع متحرر يتمتع بالمساواة وتكافؤ الفرص وكل الأشخاص فيه متحررون من كل أنواع الاستغلال التي يمكن أن تمس كرامة المواطنين والمواطنات. لو حاولنا أن نلقي نظرة على مشوارك السياسي، ما هو أهم حدث راسخ بذاكرة نزهة الصقلي؟ هي أحداث كثيرة، ويمكنني أن أقول إن المشاركة في المسيرة الخضراء، كان حدثا قويا، بحيث كنت من المشاركات في هذا الحدث التاريخي، وأيضا الانتخابات البرلمانية لسنة 2002 التي شكلت حدثا مهما، وربما فإن مساري السياسي، والطويل شيئا ما، كانت تتخلله العديد من المحطات والتي تم تتوجيها بأهم حدث حصل لي مؤخرا وهو تعييني على رأس وزارة التنمية الاجتماعية، وهي وزارة مكلفة بالمساواة بين الجنسين، وهذا بالنسبة يشكل حلما، هو إمكانية فريدة من نوعها بفضل ثقة صاحب الجلالة الملك محمد السادس بي، والتي منحت لي ربما لأساهم في إنجاز وتطبيق أفكار أحملها منذ زمن طويل. عملية استوزارك، هل يمكن اعتبارها كرد الاعتبار لنزهة الصقلي المناضلة، خاصة وأن حصولك على المنصب لم يتعرض للانتقاد على غرار ما جرى لنساء أخريات تم استوزارهن؟ أظن أن صاحب الجلالة خلق الحدث بالنسبة للمغرب، بتعيينه سبع نسوة في الحكومة، لذلك يجب أن نرى في هذا الحدث بعده الراقي جدا، أي أن أهم قضية مطروحة الآن في المغرب هي قضية التنمية الاجتماعية، نظرا للعجز الذي تعرفه وضعية المرأة بصفة عامة، وكان من المهم والضروري أن تمنح للمرأة مكانتها داخل الحكومة، لكي تمارس الشأن العام وكذلك هي مناسبة للقول إن المغرب لا يمكن أن يتقدم إلا باستعمال طاقاته النسائية، كما أنها فرصة لنظهر كما يقال "حنة إيدينا"، وذلك بتبيان الكفاءات النسائية وكذلك قدرتنا على تحفيز الفريق الحكومي، فنسبة سبع نساء تمثل حوالي 20 في المائة من الفريق الحكومي الذي سيتمتع بدينامية خاصة والتي تحمل في طياتها أملا لنجاح فريقنا الحكومي، وأتمنى أن يعطي جميع الفاعلين السياسيين كل الأهمية لهذا البعد الذي تحمله هذه الحكومة دون الحكومات الأخرى، فلأول مرة لدينا أكثر من 20 في المائة من النساء داخل الحكومة، وهذا ما يجعل منا أول بلد عربي فيما يخص تمثيلية النساء في البرلمان وفي الحكومة ومن ضمن الأولين في البلدان الإفريقية. تبدين بأنك تتبنين القضايا النسائية بشكل منفتح نوعا ما، ألا تخافين أن تتكرر معك تجربة زميلك في الحزب سعيد السعدي في حكومة اليوسفي؟ لا أعتقد ذلك لأن سي سعيد السعدي مارس المسؤولية في وقت خرجنا فيه للتو من الجمود الذي كانت تعيشه أوضاع النساء، حيث كانت المقاومات جد قوية، لهذا فهو لعب دورا كبيرا والذي لا يمكن أن ننساه له من خلال تبنيه لخطة إدماج المرأة في التنمية، لكن الوضع الآن لم يبق على ما هو عليه، هناك تحديات أخرى كالتغلب على الفقر والتهميش وكذلك وجود تحد آخر وهو الذي تفرضه الإيديولوجيات التي تقدح المرأة وتجعل منها كائنا يجب أن يختبئ ويغلق عليه باب بيته، وهذا تحديث إيديولوجي مهم ولكن أتمنى أن تتحسن الظروف بحكم التطور الموجود في المجتمع وكذلك بداية طغيان رؤية مجتمعية جديدة وهي رؤية المجتمع الحداثي الديمقراطي الذي يحظى بشبه إجماع من قبل المجتمع، ولدينا أيضا سند قوي، وهو دعم صاحب الجلالة مما يجعلني متفائلة فيما يخص مستقبل القضية النسائية. أنت وزيرة لكل نساء المغرب، لكن ما موقع نساء المغرب غير النافع في برنامج نزهة الصقلي؟ لست وزيرة النساء (ثم تضحك)، أنا وزيرة الرجال والنساء، أنا وزيرة الفقراء، وزيرة المهمشين، وزيرة الأشخاص المعاقين، وزيرة الأطفال بدون مأوى ولست وزيرة النساء فقط، هذا غير صحيح، ولا يمكن أن نتصور تنمية المغرب بالاهتمام بطرف دون آخر،فأنا مناضلة المساواة ولست مناضلة نسائية فقط. لكن العديد من النساء يعتبرونك صوتا نسائيا بامتياز؟ أنا صوت نسائي، ولكن لست وزيرة المرأة فقط، وفيما يتعلق بنساء المغرب غير النافع فالاستراتيجية الحكومية تعمل ليل نهار لكي يندثر منطق المغرب النافع والمغرب غير النافع، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية وضعت من أجل هذا الغرض، وسأذكرك بمقاربة هذه المبادرة والتي عملت على الاشتغال في الجماعات الأكثر فقرا والأحياء الهامشية في المدن، حيث تم ضخ أموال مهمة وقادمة من التضامن الوطني لحل مشاكل الفقر بهذه المجالات، حيث تم وضع 10 ملايير درهم على امتداد خمس سنوات وتم تركيز مجهود هام على مناطق المغرب المحرومة لكي لا يبقى لدينا مناطق مهمشة بالإضافة إلى أن هناك برامج غير منضوية داخل نطاق الوزارة التي أتولى تدبيرها، مثل برامج وزارة التجهيز والنقل، الطرق القروية، كهربة المداشر والدواوير، إيصال الماء الصالح للشرب.. وهناك أيضا مجهودات كبيرة في ميدان التعليم والصحة، وهناك برامج لحماية الأمومة والطفولة وكلها برامج تستهدف بالضبط المناطق الأكثر تضررا، وهي المناطق التي سميتها أنت بالمغرب غير النافع، والتي نعمل نحن من أجل أن يوفر لدينا مجتمع متكافئ مبني على التماسك الاجتماعي ومبني على التضامن ومبني على الحركية المجتمعية، وهذا يعني ان من ولد بمنطقة فقيرة أو أسرة معوزة يجب أن تمنح له الإمكانية للوصول إلى مستوى أفضل بفضل المجهود والدراسة، وهذا ما عشته أنا شخصيا، فأنا عشت هذا الواقع لأني ولدت في أسرة بسيطة بعد أن توفي والدي وعشت بإمكانيات محدودة ولكن بفضل العمل والمجهود والكفاءة، تمكنت من تحسين وضعيتي الاجتماعية، وهذا ما أطمح إليه بالنسبة لكل شباب المغرب لأنه الكفيل بتحقيق المجتمع الحداثي الديمقراطي. سبقتك على تولي مسؤولية وزارة التنمية الاجتماعية والتضامن والأسرة تجربتان نسائيتان هما نزهة الشقروني وياسمينة بادو، هل ستنجح نزهة الصقلي فيما فشلت فيه زميلتاها، خاصة أمام ضعف الميزانية المرصودة للقطاع الاجتماعي المليء بالمشاكل؟ أولا أنا لا أقبل فكرة فشل السيدتين اللتين سبقتاني لأنهما بذلتا مجهودا كبيرا وما حققتاه بالميزانية الهزيلة التي كانتا تتوفران عليها لا يمكن إنكاره، فما قامت به نزهة الشقروني وقبلها سعيد السعدي ومن بعدهما ياسمين بادو، شيء مهم وأساسي، أنا أعمل في إطار التراكم والتطوير، وذلك بتعزيز المشاريع التي سبقتني وتطويرها إلى ما أحسن إن كان ممكنا.