تناولت الصحف الصادرة الجمعة ببلدان أوروبا الغربية نتائج الجولة الثالثة من المفاوضات حول البريكزيت، وإصلاح مدونة الشغل في فرنساوإيطاليا، وتداعيات التحقيق في هجمات برشلونة بالإضافة إلى عدد من المواضيع الوطنية المتفرقة. ففي بلجيكا، خصصت الصحف تعليقاتها لنتائج الجولة الثالثة من مفاوضات البريكزيت التي انتهت الخميس ببروكسل والتي لم تحقق اي تقدم حاسم. وكتبت (ليكو) أنه وبعد فشل هذه الجولة قرر المفاوضون عقد الجولة القادمة أسبوعا قبل الموعد المحدد، مشيرة إلى أن الجولة الثالثة التي كان من المنتظر أن توضح العديد من الأشياء لم تحقق أي تقدم. من جانبها، اشارت لوسوار) إلى أن التقدم الطفيف الذي سجلته الجولة الثالثة من مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يتعلق بمستقبل المواطنين المقيمين الذي سيتأثرون بالبريكزيت وعودة الحدود بين إيرلاندا وإيرلاندا الشمالية، وهما نقطتين ضمن الثلاث نقاط المهمة التي تشكل محور هذه المفاوضات. أما (لاليبر بلجيك) فأكدت أن فاتورة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كانت موضوع خلاف "حاد"، مشيرة إلى أن أولوية الأوروبيين تنصب على تسوية القضايا المالية. وواصلت الصحف الفرنسية مواكبتها لوصفات إصلاح قانون الشغل الذي قدمته الحكومة أمام أرباب العمل والنقابات قد أن تكشف عنها لوسائل الإعلام. واعتبرت (لوموند) أن ردود فعل النقابات بعد تقديم هذه النصوص " تبقى رهينة بالمناخ الاجتماعي الذي سيسود ولاية ماكرون والتي يضعها تحت شعار الإصلاح". وبالنسبة ل (لوفيغارو) فإن إصلاح مدونة الشغل التي وعد بها إيمانويل ماكرون تسير في " الطريق الصحيح " مشيرة إلى أن يد رئيس الدولة " لم ترتعش". أما (ليبيراسيون)، فكتبت أن اتحاد أرباب العمل نجح في الحصول على رد إيجابي من الحكومة على لائحة مهمة من المطالب بعضها يعود إلى مدة طويلة من بينها توسيع مواضيع التي تشملها المفاوضات المباشرة داخل المقاولة، وتقليص من آجال اللجوء لبعض عمليات التسريح. وفي إسبانيا، تساءلت الصحف ما إذا كانت السلطات الكاتالانية قد تلقت تحذيرا أمريكيا من هجمات لاس رامبلاس. وكتبت (لاراثون) أن السلطات الكاتالونية كذبت عندما قالت إنه لم يكن هناك أي إنذار من قبل وكالة الاستخبارات الأمريكية بخصوص هجمات 17 غشت، مشيرة إلى أن أجهزة المخابرات الإسبانية أكدت أن الاستخبارات الأمريكية حذرت الشرطة الكاتالانية من الهجمات ثلاثة اشهر قبل وقوعها. واعتبرت (آ بي سي) أن رئيس الشرطة الكاتالانية كذب حينما نفى إلى غاية اليوم الخميس وجود أي تحذير توصلت به السلطات الكاتالونية في ماي الماضي بهذا الخصوص، مضيفا أن سلطات الإقليم تجاهلت تحذيرا للسلطات الأمريكية بتاريخ 25 ماي حول إمكانية القيام بهجمة إرهابية بلاس رامبلاس. من جانبها، ذكرت (إل باييس) أن السلطات الكاتالونية اعترفت بأنها كانت لديها معلومة حول هجوم محتمل ببرشلونة غير أنها ألقت بالمسؤولية على السلطات المركزية. تمحورت اهتمامات الصحف الالمانية حول موضوع لم شمل عائلات اللاجئين و إصلاح سوق العمل بفرنسا. وكتبت صحيفة (لايبتسيغر فولكس تسايتونغ) "من اجل تهدئة النقاش، تؤذي المانيا ثمنا أخلاقيا باهضا، فالاشخاص الذين حظوا بترحيب كبير، يتلقون الان رسالة : ليس لديكم مستقبل في المانيا، انه أكثر من تصحيح بسيط للمسار، انه منعطف". من جانبها، وصفت صحيفة "فرانكفورتر روند شاو" تصريحات وزير الداخلية الالماني دي مايتسيره بخصوص تمديد قرار الحظر المؤقت على لم شمل اللاجئين السوريين ب"المحبطة والمخجلة". وكتبت في هذا الصدد "لان الاحزاب في الحملة الانتحابية لا تخشى شيئا مثل قضية اللاجئين ولان الاتحاد المسيحي الديمقراطي والاتحاد المسيحي الاجتماعي يخشبان من فقدان مؤيديهم لصالح حزب البديل من اجل المانيا، فانه تم التنصيص على انه فقط الاشخاص الذين يتعرضون للاضطهاد السياسي بامكانهم الاستفادة من عملية لم الشمل ولكن ليس فئة اللاجئين بسبب الحرب، حيث يندرج السوريون". وبخصوص الشأن الفرنسي ، تساءلت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" " بعد ان قدمت الحكومة في باريس المبادئ الأولى لإصلاحها ، هل صفق الفرنسيون لذلك؟ "، الجواب حسب الصحيفة " إطلاقا، انهم يتبعون شعار: اغسل فراءنا، ولكن لا تبللنا" معتبرة ان هناك حاجة إلى اصلاحات صعبة لتقدم فرنسا، لكنها تلقى معارضة. وبالنسبة لصحيفة "فرانكفورتر الغماينه تسايتونغ"، فان الرئيس الفرنسي يستند الى ولاية منحها اياه الناخبون خلال الانتخابات التشريعية، وخلال انتخاب الجمعية الوطنية، وبالرغم من ان نجمه لم يعد يسطع كثيرا كما كان في شهر ماي، فانه يحظى بشرعية قوية. وركزت الصحف الإيطالية على الإصلاحات التي أدخلت على عقود العمل المحددة المدة والقيود التي وضعتها الحكومة لتقنين التشغيل ونوعية الأنشطة الممارسة . وأوضحت صحيفة "إل سولي 24 أوري" أن الإجراءات الجديدة تضمنت السماح للشركات الفلاحية بتشغيل المتقاعدين والطلبة الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة والعاطلين عن العمل والعمال المسرحين ،فيما من ذلك شركات البناء والمقاولات العاملة في قطاع المناجم و المقالع. من جانبها، كتبت صحيفة "إلمانيفيستو" أن بيانات صادر عن المعهد الوطني للإحصاء (إستات) تظهر نموا طفيفا في فرص العمل، لكنه يبقى دون المستوى المطلوب و لا يساهم في تقليص نسبة البطالة التي تظل معدلاتها في تنامي ، خاصة في صفوف النساء. واعتبرت الصحيفة ان التحدي المستقبلي الذي تواجهه إيطاليا في مجال العمل يكمن في تقليص اللا مساواة، مشددة على ضرورة اتخاذ إجراءات ملموسة لتحقيق هذا الهدف. على صعيد أخر ، كتبت صحفية "لاستامبا" في مقال بعنوان "الولاياتالمتحدةوروسيا، حرب الجواسيس " أن أمريكا طلبت أمس الخميس من روسيا إغلاق قنصليتها في سان فرانسيسكو وملحقيتين دبلوماسيتين في واشنطن ونيويورك تضمان البعثات التجارية ردا على قرار الكرملين تقليص البعثة الدبلوماسية الأمريكية في روسيا. وسجلت أت هذا الإعلان هو الأحدث في سلسلة إجراءات انتقامية بين البلدين ساهمت في تدني العلاقات إلى مستوى جديد في فترة ما بعد الحرب الباردة وبددت آمال الجانبين في تحسن العلاقات بعد تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السلطة.