سارع الملياردير المغربي التهامي الجامعي إلى إصدار أوامره إلى مستخدميه من أجل ردم الآبار التسع المقامة وسط الطرقات العمومية بمنطقة القصبة والمعراج، بعد أن اشتد الخناق عليه بسبب إصرار المسؤولين بمقاطعة الحي الحسني بالدار البيضاء على إحالة تقرير الخروقات التي همت هذه الآبار والذي أنجزته لجنة مختلطة تضم مسؤولين ومراقبين من عمالة الحي الحسني ومجلس المدينة والحوض المائي أم الربيع إلى جانب مراقبين من مقاطعة الحي الحسني. وقام الجامعي بردم البئر المجاورة لمدرسة عمومية في منطقة القصبة، بعد أن أعلن محمد جودار، رئيس مقاطعة الحي الحسني، عن الشروع في تحقيقات معمقة تهم جميع القنوات المرتبطة بشكل غير قانوني مع هذه الآبار، وسعى إلى معرفة المنشآت التجارية المرتبطة بها التي تبعد عنها بمسافات طويلة؛ فقد اكتشف المراقبون وجود تلك القنوات وهم الآن بصدد تشخيص الوضع. كما اضطر التهامي الجامعي إلى اللجوء إلى هذه الخطوة بعد فشل حملته (الإعلامية) التي استعان خلالها بباعة متجولين وفراشة ينتحلون صفة مزاولة مهنة الصحافة بمنطقة الحي الحسني، في محاولة لتحوير الحقائق الميدانية، والالتفاف على توصيات التقرير الرسمي حول هذه الآبار، الذي كشف محمد جودار عن تفاصيله لهسبريس. واستعمل التهامي الجامعي بقايا الطمر المكونة من الآجور الأحمر المكسر لطمس معالم الآبار التي يستغلها بشكل غير قانوني لتزويد حماماته ومحلاته بالمياه الجوفية التي تستخرج بواسطة مضخات مقامة في غرف جوفية تحت الطرقات العمومية، قامت هسبريس بتصويرها بواسطة الفيديو، في محاولة لإزالة الأدلة التي تكشف عن مخالفاته. وأتاحت هذه الآبار التي أقامها الجامعي في طرقات عمومية وحدائق تابعة لمقاطعة الحي الحسني اقتصاد ملايين الدراهم للملياردير الجامعي في فواتير المياه الخاصة بحماماته ومنشآته التجارية المرتبطة بشبكة الماء الصالح للشرب بالدار البيضاء؛ فقد أبانت المعطيات الموثقة التي حصلت عليها هسبريس أن قيمة ما تستهلكه هذه الحمامات لا يتعدى 300 درهم أو 500 درهم في أقصى الحالات. كما أبانت معطيات هسبريس الموثقة أن حجم استهلاك حمامات الجامعي، كما تشير إلى ذلك تفاصيل فواتير الماء المسجلة في اسم شركة "PROGRES BATIMENT"، يتراوح ما بين 0 و5 و10 و33 مترا مكعبا في الشهر؛ وهو ما أثار امتعاض أوساط المسؤولين ورجال الأعمال بالمدينة على هذا التصرف الذي أتى به التهامي الجامعي، الذي يتناقض مع شعار الشركة المواطنة الذي يرفعه دائما أمام الجميع.