دعوات مقاطعة الاحتفال بعيد الأضحى تضامناً مع "حراك الريف" وعائلات المعتقلين، من جهة، وتدوينة الصحافي يونس دافقير التي اعتبر فيها "الأضحى تحالفا تجاريا بين تجار الدين وكبار الملاك الزراعيين ضد فقراءالوطن، باسم خرافة كبش نزل من السماء"، من جهة ثانية، أثارت جدلاً واسعاً بين التيار الحداثي والآخر المحافظ. وتعرض يونس دافقير لوابل من السب والشتم والانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا من طرف شيوخ السلفية الذين طالبوابرفع دعوى قضائية ضده، متهمين إياه ب"الطعن في الإسلام وشعائره المتفق عليها". وقال رئيس تحرير "الأحداث المغربية" رداً على ذلك: "الهدف لم يكن أبدا ازدراءً دينيا أو احتقار معتقدات من يتقاسمون معي نفس الانتماء لمرجعية الإسلام المغربي المعتدل والمتنور"، وقام بسحب تدوينته المثيرة للجدل. من جهة ثانية، دعا الناشط الأمازيغي والمحامي أحمد الدغرني عموم المغاربة إلى التجاوب مع عائلات المعتقلين التي قررت مقاطعة شعيرة الأضحى تحت شعار "لا عيد لنا ومعتقلنا وراء القضبان". وقال ضمن تصريح لهسبريس: "عيد الأضحى في المغرب مجرد عادة وليس فريضة من الناحية الإسلامية"، موضحاً أن دعوته إلى مقاطعة هذه المناسبة "تأتي للتضامن مع منطقة تعيش منذ شهور على وقع الاحتقان والإهمال"، بتعبيره. وأوضح الدغرني أن أبناء منطقة الريف عموماً باتوا مهددين إما بالغرق في البحر هروباً من الواقع المرير، وإما بالسجن دفاعاً عن حقوقهم، متسائلاً: "هل يجوز أن يحتفل المغاربة وثلث ساكنة المغرب في هذه الوضعية؟"، لافتاً إلى أن الدين الإسلامي يُؤكد على مبدأ التضامن بين الأمة وليس "شِي ياكُلْ الكباب وشي يمشي للحبس"، على حد تعبيره. هذه المبررات يرفضها "شيوخ السلفية"؛ إذ أكد حسن الكتاني أن" الدعوة إلى مقاطعة العيد باطلة ومردود عليها، ولا توجد أي علاقة بين احتفال المغاربة بالشعيرة الإسلامية وبين معاناة أهل الريف". وقال الكتاني في تصريح لهسبريس: "الداعون إلى مقاطعة الأعياد ليسوا مؤهلين، وليسوا من أهل العلم، ولا يجوز لهم أن يتحدثوا في أمور الدين"، متهماً إياهم ب"محاربة الإسلام وضرب المغاربة في شعائرهم". وزاد موضحاً: "المغاربة يقدسون عيد الأضحى بحيث يمكن لهم أن يفرطوا في بعض الأحكام الشرعية ولكنهم لن يتنازلوا عن هذه المناسبة". كما أكد الكتاني أن "عيد الأضحى شعيرة من شعائر الإسلام وليس من حق أي أحد أن يوقف شعائر الإسلام لأي سبب من الأسباب". وكان عدد من أفراد عائلات معتقلي الريف قد نشروا تدوينات على "فيسبوك" حول استثناء معتقلي الحراك من العفو؛ إذ كتب محمد أحمجيق، شقيق المعتقل نبيل أحمجيق، قائلاً إن عائلته "قررت مقاطعة شعيرة عيد الأضحى تحت شعار لا عيد لنا ومعتقلنا وراء القضبان". وفيما لم تعلن العائلات بصفة عامة تبني هذا القرار، أوضح محمد أحمجيق أن "قرار مقاطعة شعيرة عيد الأضحى من طرف عائلة المعتقل نبيل أحمجيق لا يلزم أحدا في نهج الموقف نفسه، بل حرية مسايرة الأسرة في قرارها من عدمه هو مكفول للجميع". وفي السياق ذاته، قال أحمد الزفزافي، والد المعتقل ناصر الزفزافي، في تصريح سابق لهسبريس حول قرار مقاطعة شعيرة الأضحى، "نحن أصلاً في حالة حداد، وهذا يعني أنه ليس هناك أي عيد؛ لأن هذا الأخير يعني الفرحة واجتماع الأسرة، وهو ما ليس متوفراً". وأضاف الزفزافي قائلاً: "أبناؤنا في السجن، وهذا يعني أنه لا معنى للعيد. لو كان اعتقالهم بسبب جُرم لكان الأمر عادياً، لكن تم اختطافهم من المنازل والشارع والبحر لا لشيء سوى لأنهم طالبوا بتوفير الصحة والجامعة والتشغيل".