أقامت ساكنة حي مرشان بمدينة طنجة أمس الجمعة 12 غشت صلاة التراويح في الهواء الطلق أمام مسجد الحي الذي تم إغلاقه منذ ما يقرب من ثلاث سنوات بداعي وجود تصدعات في سقفه تستدعي الإصلاح. الإصلاح الذي طال انتظاره لم يأتي وتدخلات المحسنين الذين عرضوا خدماتهم للقيام بالمهمة جوبهت بالرفض من قبل السلطات الوصية التي اشترطت عليهم إيداع مساهماتهم المالية لدى المصالح المختصة ، ما رفضه المحسنون جملة وتفصيلا وعطل عملية الإصلاح لأزيد من سنتين ونصف ما فرض واقعا غير طبيعي على أهل الحي الذين وجدوا أنفسهم فجأة دون مسجد واضطرهم للبحث عن مساجد أخرى في الأحياء المجاورة رغم ما في ذلك من تعب ومشقة خاصة بالنسبة لكبار السن والعجزة. المسجد الذي يقع بالقرب من مقبرة مرشان وبمحاذاة القصر الملكي بطنجة ،يعتبر من بين أقدم المساجد بالمدينة اذ تم افتتاحه سنة 2012 وكان سكان الحي يستعدون للاحتفال بمئويته العم المقبل،كما أنجب العديد من رجالات العلم بالمدينة وساهم في صناعة تاريخها الديني ما يجعل من عودته إلى الحياة مسألة حتمية بالنسبة لمرتاديه. صلاة التراويح التي حضرها جمع غفير من المصلين رجالا ونساء تمت بجهد تنظيمي ذاتي من ساكنة الحي الذين بادروا لتفريش الشارع الذي يفصل المسجد عن القصر الملكي وأحضروا مكبرات الصوت وأمموا أحد أبناء الحي، لتمر الصلاة في جو هادئ وطبيعي. بعد انتهاء الصلاة مباشرة تناول الكلمة أحد أبناء الحي ليذكر بسياق الحدث، ويندد بتماطل السلطات وتلكئها في إصلاح المسجد الذي أغلق فجأة ودون سابق إنذار "هذه الصلاة لله سبحانه وتعالى أولا، وهي في نفس الوقت رسالة لمن يهمهم الأمر" قبل أن يضيف "نتمنى أن يفهم المسئولون هداهم الله الرسالة سريعا لتجنب الأسوأ " محذرا من أن ساكنة الحي لا تستطيع العيش دون مسجدها وأنها بالمقابل لن تتوانى عن الدفاع عنه بشتى الوسائل ،" نحن لسنا فوضويين ولا نسعى للفوضى ،كان بودنا دخول المسجد للصلاة داخله عوض احتلال الشارع العام،لكنها السلطات من فرض علينا ذلك ونحن متمسكون بحقنا في مسجدنا ومستعدون للنضال من أجله والتضحية في سبيل ذلك مهما كلف الأمر" قبل أن يختم خطيب المسجد بدعاء مطول تمنى فيه عودة سريعة للمسجد الى حياته الطبيعية ليضطلع بدوره كما كان. رجال الأمن وكما عاينت هسبريس اكتفوا بالمراقبة من بعيد ،كما قام بعضهم بتنظيم المرور وإعادة توجيه السيارات القادمة في اتجاه مكان إقامة الصلاة .