استنكر عدد من التجار والحرفيين بمدينة السعيدية عدم إقامة المعرض السنوي، الذي يضم عددا من الأروقة التي تعرض سلعا مختلفة ويحج صوبها ساكنة المدينة الساحلية وزوارها كل عطلة صيفية. وانعكس عدم إقامة المعرض في الساحة وسط المدينة سلبا على بعض التجار الذين كانوا يجدون في هذه المناسبة فرصة سانحة لعرض سلعهم والرفع من مستوى الرواج التجاري، فيما لفت استغناء سلطات المدينة عن المعرض صيف السنة الجارية انتباه الساكنة والوافدين من المصطافين الذين وقفوا على غياب إحدى مميزات السعيدية التي ألفوها في السنوات المنصرمة. وقال أحد التجار، في تصريح لهسبريس، إن عدم تنظيم المعرض، الذي كان يشكل قلبا تجاريا نابضا بالمدينة، "يرجع أساسا إلى ارتفاع أسعار سومة كراء الأروقة بالمعرض، إضافة إلى عمل السلطات بالشكايات التي رفعها تجار المركب التجاري بالسعيدية بخصوص تضررهم من انخفاض الرواج التجاري بسبب تنافسية المعرض الذي يستقطب أعدادا غفيرة من المتسوقين لطبيعة موقعه على مستوى كورنيش المدينة. وعبّر تاجر آخر عن استيائه من رغبة السلطات تحويل المعرض إلى منطقة مارينا المدينةالجديدة، وهي المنطقة التي اعتبرها خاصة بالطبقة الميسورة التي لا تعبأ بمنتوجات المعرض، عكس لو تم إنشاؤه في موقعه المعهود؛ وهو ما يفتح الفرصة أمام جميع المصطافين الذين يقتنون حاجياتهم من المعرض القريب لهم. وأضاف المتحدث أن أزيد من 360 عارضا كانوا يستفيدون من المعرض الذي تحول إلى مأوى للمتشردين والأزبال، بعد أن تمت محاصرة الساحة العمومية ذاتها بسياج يمنع التجار من استغلالها. "لمدة عشر سنوات وأنا أشارك في معرض مدينة السعيدية؛ غير أنني تفاجأت هذا العام بغياب المعرض" يقول تاجر، قبل أن يضيف: "غياب المعرض يسلب قيمة السعيدية تماما"، ثم أردف المتحدث: "المعرض يعرف إقبالا من لدن الزوار الوافدين من مختلف المدن المغربية". وأوضح تاجر آخر من المستفيدين من المعرض، في تصريح لهسبريس، أن عدم إقامة المعرض هذه السنة أثّر سلبا على رواج أرباب المنازل المعروضة للكراء والفنادق وأصحاب المطاعم والمقاهي بسبب قلة الوافدين الذين كان المعرض يستقطبهم. وحاولت جريدة هسبريس الإلكترونية استقاء إفادات حول الموضوع من رئيس بلدية السعيدية في اتصال هاتفي، تكرر عدة مرات دون مجيب؛ وهو ما اضطر طاقم الجريدة إلى الذهاب إلى مقر البلدية للغرض ذاته، غير أن البناية كانت خاوية على عروشها.