لم تكن التلميذة إيمان الطويل، الحاصلة على أعلى معدل بكالوريا في التعليم العمومي برسم الموسم الدراسي الأخير، تتوقع أن أحلامها وتوقعاتها وانتظاراتها ستبقى حبيسة أفكارها وتخيّلاتها، بعدما تأكّدت من أن مسارها الدراسي المستقبلي لن يختلف قيد أنملة عن باقي أغلب التلاميذ الناجحين في البكالوريا. إيمان الطويل، ابنة مدينة سيدي بنور، أوضحت لجريدة هسبريس الإلكترونية أنها كانت تنتظر الاستفادة من منحة التميّز، نتيجة حصولها على معدل 19.31 من 20، باعتباره أعلى معدل في التعليم العمومي، لتتفاجأ في الآونة الأخيرة أنه لم تحصل على المنحة المذكورة لأسباب مجهولة إلى حدود الساعة. وأوردت المتحدثة ذاتها أنها "قامت بجميع الإجراءات المطلوبة للاستفادة من منحة التميّز، ممنية النفس بالحصول على مبلغ مالي يُساعدها على متابعة دراستها ومواصلة تميّزها في مشوارها المستقبلي؛ غير أن اسمها غاب عن لائحة التلاميذ المستفيدين من المنحة"، مشيرة إلى أنها "ربطت الاتصال بالإدارة المعنية؛ لكنها لم تحصل على أي تفسيرات مقنعة حول دواعي استثنائها". وأضافت إيمان أن "المنحة الأخرى التي يحصل عليها أبناء الأسر المعوزة لم تصدر بعد، فيما جرى اختيارها ضمن خمسة مستفيدين من منحة ثانوية التميز؛ لكن شريطة متابعة دراستها بالأقسام التحضيرية في مدينة بن جرير"، مؤكّدة أن حلمها يتمثل في ولوج كلية الطب؛ وهو ما يعني أنها لن تستفيد من منحة مرتبطة بالأقسام التحضيرية فقط. وأجرت التلميذة محاولات أخرى لبلوغ مرادها المرتبط بالطب، حيث أكّدت أنها "وضعت ملف الحصول على المنحة بجامعة محمد السادس لعلوم الصحة، وأجرت الاختبارات المطلوبة لولوج المؤسسة؛ لكن اجتيازها الامتحانات بنجاح اصطدم بعدم قبول ملف المنحة التي تعدّ ضرورية بالنسبة لها، من أجل متابعة الدراسة في مثل تلك المؤسسات الجامعية". وبنبرة تملأها خيبة الأمل، أشارت إيمان الطويل إلى أن حصولها على أعلى معدل في البكالوريا لم يواكَب بأي تحفيز مادي يُساعدها على بلوغ مرادها المستقبلي، حيث انعدام المنح والأوسمة وباقي مظاهر التشجيع التي كانت تنتظرها، مشيرة في أكثر من مرّة إلى أنها "لم تفهم، إلى حدود الساعة، سبب حرمانها من المنح وباقي التحفيزات". وعن وضعها الدراسي الحالي، أوضحت التلميذة إيمان أنها "نجحت في امتحانات الولوج إلى كلية الطب والصيدلة بمدينة الدارالبيضاء، ونظرا لحرمانها من المنح المالية المذكورة، وعدم الاهتمام بها من لدن الجهات المعنية، ستضطر إلى تكبّد مصاريف الكراء وتكاليف العيش بعيدا عن أسرتها. وختمت إيمان الطويل تصريحها للجريدة بالقول: "صحيح أن دراستي تخصّني، وتميّزي يعنيني؛ لكنني لم أخترع شيئا لكي تعود عليّ مداخيله بالنفع، أو أجني منه مالا أموّل به مشاريعي الدراسية، وإنما حصلت على نتائج متميزة في بلد من المفروض أن يشجعني ويساعدني على الوصول إلى ما أصبو إليه".