فرجة مسرحية راقية وعروض فلكلورية غادرت خشبات المسارح نحو الفضاء العام، مشرعة أبوابها أمام ساكنة مقاطعة اليوسفية في الرباط، على مدى ثلاثة أيام، في إطار أيام مسرح الشارع. الدورة الأولى من فعاليات هذه التظاهرة، التي ينظمها مجلس مقاطعة اليوسفية، يقول عنها رئيسها عبد الرحيم القرع: "تنظيم أيام مسرح الشارع إيمانا بالدور الذي أضحى يلعبه المسرح والفن في تحسين الذوق العام والتحسيس، من خلال معالجته قضايا اجتماعية تهم الشباب والمواطن، إلى جانب فسح المجال أمام الفنانين للالتقاء بالجمهور المتعطش للفن". وأضاف المتحدث ذاته في تصريح لهسبريس: "تنظيم أيام مسرح الشارع يروم خلق تواصل فني بين المسرح والشارع، إذ ستتحول أهم الساحات العمومية بالمقاطعة، على مدى ثلاثة أيام، إلى فضاءات مسرحية تمنح الساكنة الفرجة من خلال عرض المسرحيات "الباباوان" و"التشرميل" و"فياق الليل"". من جهته، دعا عبد الكبير الرگاكنة، مخرج مسرحية "الباباوان" التي أتحفت الجمهور في أول أيام التظاهرة بعروض فلكلورية تنهل من الموروث الثقافي المغربي، إلى الاهتمام بالساحات العمومية التي تعاني الإهمال والتهميش، لتُصبح متنفساً للثقافة والإبداع، وتقريب الفرجة من المواطن. وعن مسرحيته، يُوضح ركاكنة: "مسرحية الباباوان التي تقدمها فرقة مسرح الحال تستحضر شخصيات بابا عاشور وبابا نويل، من أجل الدعوة إلى السلام والتعايش بين الإنسان، باختلاف دينه وعرقه". أما مسرحية "التشرميل، التي أخرجها عبد العزيز الخلوفي، فنقلت الجمهور إلى فضاء مسرحي فكاهي اجتماعي، من خلال تسليط الضوء على قضايا اجتماعية، تُؤرق المواطن المغربي، من قبيل "الرشوة، التحرش، البناء العشوائي" إلى جانب قضايا المهاجرين المنحدرين من دول جنوب الصحراء. وقال الممثل المغربي عبد القادر مكيات، الذي يُجسد دور "لمْقدّم" في المسرحية: "إلى جانب الفرجة التي تسعى المسرحية إلى تحقيقها وتنشيط الحركة الفنية من خلال عروض الشارع، نسعى إلى تسليط الضوء على قضايا إنسانية اجتماعية من أجل تغيير تلك النظرة عن عون السلطة، وواقع المهاجرين الأفارقة في المغرب وكيفية التواصل معهم". يشار إلى أن الدورة الأولى لأيام مسرح الشارع المنظمة تحت شعار "مسرح الشارع في خدمة قضايا الشباب والتنمية المجالية"، ينظمها مجلس مقاطعة اليوسفية بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب والذكرى الرابعة والخمسين لعيد الشباب.