تقع "حامة" أباينو الاستشفائية على بعد 16 كيلومترا إلى الشمال الغربي لمدينة كلميم، وتعد من أشهر العيون المعدنية التي تتدفق على سفوح جبال الأطلس الصغير بمنطقة واد نون، بحرارة تبلغ حوالي 38 درجة. واُكتشفت العين في ستينيات القرن الماضي وفقا للروايات المحلية، وتستقبل سنوياً الآلاف من الزوار وطالبي الاستجمام وعلاج بعض الأمراض الجلدية، حتى أضحت من أهم الوجهات السياحية الاستشفائية بجهة كلميم واد نون والجنوب المغربي. وتتوفر "الحامة" على مسبحين منفصلين، أحدهما للرجال والآخر خاص بالنساء، بمساحة تقدر ب72 مترا مربعا، وعمق يبلغ مترا وعشرين سنتمترا، إضافة إلى مرافق الاستقبال ومخيم ومأوى سياحي. كما تتواجد هذه العين الدافئة في موقع طبيعي قرب واحة اباينو. استشفاء وهشاشة يقول القائمون على "الحامة" إن التحاليل العلمية أثبتت أن مياهها تتوفر على خصائص فيزيوكيمائية متنوعة، وتركيبة غنية من المعادن، فعَّالة لعلاج بعض الأمراض الروماتيزمية والجلدية؛ وتتميز عن "الحامات" الأخرى بتواجد نسبة متوسطة من الكبريت، ما يجعل حرارتها ملائمة للاستحمام طيلة فصول السنة. يقول الحسن، وهو شاب مستَخدم في هذه "الحامة"، مكلف بمستودع الملابس، في حديث لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن "المحطة الاستشفائية تستقبل العشرات من الزوار يومياً خلال شهور الصيف، غالبيتهم من المغاربة؛ أما السياح الأجانب فيفضلون المجيء في الفصول الأخرى، هرباً من برد أوربا"، وزاد: "وتشهد الحامة اكتظاظاً كبيرا أيام نهاية الأسبوع على وجه الخصوص". محمد، شاب قادم من مدينة العيون، يقول إنه جاء إلى هذه "الحامة" لقضاء عطلة الصيف، وعبر عن إعجابه بالمكان الذي يرى أنه "يلزم توسيع مسبحه أكثر لاستيعاب الزوار، خصوصا نهاية الأسبوع، مع إنشاء مسبح مخصص للأطفال". وأضاف الزائر في حديث لهسبريس أن "الطريق المؤدية إلى المنطقة جيدة، ولكن الحامة تنقصها العناية أكثر بالنظافة وتجويد الخدمات لتكون في مستوى شهرتها الوطنية". مشاكل أمام القضاء يرى مسؤول في شركة "تيرمال اباينو"، المفوض لها تدبير مختلف مرافق قرية العطل السياحية لاباينو، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الشركة بدأت الاستثمار هنا منذ سنة 2002 عن طريق التدبير المفوض، وتمكنت من تأهيل هذا المشروع وإيصاله إلى العالمية، إلا أن الفيضانات التي ضربت المنطقة قبل أربع سنوات خلفت أضراراً كبيرة بالمشروع، لازالت تداعياتها مستمرة إلى حد الآن". وأضاف المسؤول في الشركة: "الكونبينغ الخاص بالحامة جرفته الفيضانات، ولا نتوفر إلى حد الآن على شبكة للوادي الحار. والفندق التابع للحامة متوقف تماما.. نحتاج إلى المساعدة من الجهات المعنية، وتوفير البنية التحتية الملائمة للاستثمار". وأشار المتحدث إلى أن "حامة أباينو تشكل مورد رزق للعديد من الأسر بالمنطقة، ومحركاً مهما للنشاط السياحي والاقتصادي في جماعة اباينو طيلة السنوات الماضية". في المقابل يرى رشيد الخيدر، رئيس المجلس الجماعي لأباينو، أن "المجلس يتوفر على تصور جديد لإعادة تأهيل هذه الحامة السياحية المهمة في جهة كلميم واد نون، والتي تتوفر عليها جماعة اباينو". وأضاف المسؤول الجماعي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "المجلس الجماعي أعد سابقاً مشروعا متكاملا في هذا الصدد، بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية"؛ وزاد مستدركا: "إلا أننا واجهنا مشاكل وعراقيل كبيرة في التدبير والعلاقة مع المستثمر المكتري للحامة عن طريق التدبير المفوض، وهي قضية معروضة أمام القضاء منذ سنتين، ما يشكل عقبة أمام تدخل الجماعة حالياً أمام هذا البلوكاج". وعبر المتحدث عن عدم رضاه عن الواقع الحالي لهذه الحامة السياحية، "والتي تحتاج لتدبير أكثر فعالية يتجاوز كل المشاكل التي تعاني منها". ملاذ سكان كلميم تشكل حامة اباينو ملاذا لسكان مدينة كلميم للاستجمام والسباحة، نظرا لقربها من المدينة، في ظل إغلاق المسابح البلدية في مدينة تشهد موجات ارتفاع لدرجات الحرارة، ما يدفع بعض الأطفال إلى السباحة في نافورات الشارع الرئيسي للمدينة". ويرى مبارك بوجديد، وهو مهندس في بلدية كلميم، في تصريح لهسبريس، أن "البلدية افتتحت سابقاً مسبحين، وواجهت مشكلة الاكتظاظ"، وزاد: "لم نقدر على استيعاب الأعداد الكبيرة من الرواد، خصوصا أن أسوار المسبحين قصيرة، ما يدفع بعض الأطفال إلى تسلقها والدخول بشكل غير قانوني". وأضاف المسؤول البلدي: "الجهات المختصة بصدد إبرام صفقة لإعلاء الأسوار المحيطة بالمسبحين. ونطمئن الساكنة بأننا في طور إيجاد حل لهذا المشكل لتفادي الفوضى في الولوج إلى المسابح". وتشكل حامة اباينو وجهة سياحية استشفائية هامة تدخل ضمن التراث الإيكولوجي والثقافي لجهة كلميم واد نون، إلى جانب الوجهات السياحية البحرية والمواقع الأثرية والواحات.