تطرقت الصحف الصادرة، ببلدان أمريكا الجنوبية، على الخصوص لترخيص السلطات الأمريكية باستيراد الحوامض الأرجنتينية، وللاعتداء الإرهابي الذي شهدته مدينة برشلونة الإسبانية، وللانطلاق الرسمي لحملة ما قبل الانتخابات الرئاسية البرازيلية المقررة إجراؤها سنة 2018، فضلا عن مستجدات مشروع قانون عدم تجريم الإجهاض بالشيلي والوضع في فنزويلا. فبالأرجنتين، كتبت يومية "أمبيتو فينانسيير"، أن وزارة الزراعة الأمريكية أعطت الترخيص النهائي لدخول الحوامض الأرجنتينية إلى السوق الأمريكية بعد حظر ولوج هذه المنتجات منذ 16 عاما، وذلك تتويجا للمفاوضات التي بدأت بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب، والأرجنتيني ماوريسيو ماكري خلال زيارة الأخير إلى واشنطن في أبريل الماضي، واستؤنفت لاحقا خلال زيارة نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس مطلع الأسبوع الجاري إلى بوينس آيرس. وذكرت الصحيفة الاقتصادية، استنادا إلى بيان لوزارة الخارجية الأرجنتينية، بان " الارجنتين ستعود الى سوق الحوامض الامريكية بعد 16 عاما، وذلك عقب استيفاء شروط الصحة النباتية الصارمة"، مضيفة ان الصادرات السنوية ستصل إلى نحو 20 ألف طن بقيمة 50 مليون دولار، ما سيعزز فرص صادرات أقاليم شمال غرب الأرجنتين نحو الولاياتالمتحدة. وذكرت الصحيفة بأن هذا الترخيص النهائي جاء بعدما كانت حكومة الرئيس دونالد ترامب قررت، أواخر يناير الماضي، تعليق استيراد هذه المنتجات من البلد الجنوب أمريكي مؤقتا لمدة 60 يوما، ومددت هذا التعليق لاحقا لمدة 60 يوما إضافية. من جهتها، تطرقت يومية "لاناسيون" إلى إدانة الحكومة الأرجنتينية بشدة للاعتداء الذي استهدف مدينة برشلونة الإسبانية وخلف مصرع 14 شخصا وعشرات الجرحى، معربة عن حزنها العميق إثر هذا "الهجوم الدموي" وعن تعازيها وتضامنها مع الحكومة والشعب الإسبانيين، ومع أقارب الضحايا. واضافت أن الحكومة الأرجنتينية أكدت، من خلال بلاغ لوزارة الخارجية، إدانتها الشديدة للإرهاب بجميع أشكاله وجددت التأكيد على ضرورة تعزيز مكافحة هذه الآفة وضمان السلم والأمن الدوليين في إطار القانون الدولي واحترام حقوق الإنسان. وبالبرازيل، اهتمت الصحف المحلية على الخصوص بالهجوم الإرهابي الذي استهدف مدينة برشلونة، وبالانطلاق الرسمي لحملة ما قبل الانتخابات الرئاسية المقررة إجراؤها سنة 2018. فقد ذكرت يومية "فوليا دي ساو باولو" تحت عنوان "تاريخ إسبانيا الحديث تطبعه أعمال إرهابية"، أن ممشى "لاس رامبلاس" الرئيسي في برشلونة، الذي اهتز على وقع هجوم إرهابي يوم الخميس، كان مسرحا لهجوم بالقنابل أواخر القرن التاسع عشر. وذكرت بانه في 7 نونبر من سنة 1893، ألقى شخص قنبلتين على الجمهور بأحد المسارح متسببا في مقتل 20 شخصا والعديد من الجرحى، مشيرة إلى أن هذا الهجوم كان الأول من بين العديد من الاعتداءات التي شهدتها إسبانيا، دون الحديث عن الفظائع التي ارتكبت في عهد الجنرال فرانكو والجمهوريين خلال الحرب الأهلية (1936-1939)". وأضافت أن الإرهاب بلغ ذروته مع ظهور حركة "إيتا" الانفصالية، والتي تسببت في مقتل 486 من عناصر الأمن و343 مدنيا بين سنتي 1968 و2011، وهي السنة التي وضعت فيها الحركة أسلحتها. وأشارت إلى أن الهجوم الأول الذي نسب إلى الإسلاميين وقع سنة 1985 عندما تم تفجير قنبلة في مطعم "ديسكانسو" في مدريد، ما أسفر عن مقتل 18 شخصا وجرح 82 آخرين، مضيفة ان تنظيم القاعدة قتل في 11 مارس 2004 بتفجير عشر قنابل في أربعة قطارات مزدحمة بشبكة السكك الحديدية الحضرية في العاصمة الإسبانية. وفي موضوع آخر، اكدت صحيفة "أو غلوبو" ان الغموض الذي يلف المشهد السياسي بالنسبة لرئاسيات سنة 2018 يطغى على حملة ما قبل هذه الاستحقاقات، مثلما هو الأمر بالنسبة للجولة التي بدأها في ولاية سلفادور، الرئيس الاسبق لويز إناسيو لولا دا سيلفا، والتي ستشمل تسع ولايات بمنطقة الشمال الشرقي للبلاد. واضافت انه على الرغم من أن الانتخابات الرئاسية ستجري في أكتوبر 2018، فإن العديد من المرشحين المحتملين لم يخرجوا إلى الواجهة بعد، لكنهم ينتظرون فقط الوقت اللازم لدخول معترك السباق نحو رئاسة البرازيل. وبالشيلي، اهتمت الصحف المحلية، بدورها ، بالاعتداء الذي استهدف مدينة برشلونة وبمستجدات مشروع قانون عدم تجريم الإجهاض، وبالوضع في فنزويلا. فقد أوردت يومية "إل سيودادانو" أن الحكومة الشيلية أعلنت الجمعة انها ستدافع أمام المحكمة الدستورية عن مشروع قانون يتعلق بعدم تجريم الإجهاض في ثلاث حالات، والذي وافق عليه الكونغرس وطعنت فيه المعارضة اليمينية لدى المحكمة الدستورية . وفي موضوع آخر، كتبت يومية "إل ميركوريو" أن الشيلي ادانت "بأشد العبارات" الهجوم الذي وقع ببرشلونة، مجددة رفضها للإرهاب بجميع أشكاله. إقليميا، ذكرت يومية "لا تيرسيرا" بأن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أمر الجيش بالاستعداد ل"حمل السلاح" في حال وقوع غزو أمريكي، وذلك على إثر التصريحات التي أكد فيها الرئيس ترامب، الاسبوع الماضي، انه لا يستبعد خيار "الحل العسكري" للإطاحة بالرئيس الفنزويلي، في ظل الأزمة السياسية الحادة التي يعيشها هذا البلد الجنوب أمريكي.