تستعد وزارة الدفاع الإسبانية لنشر طائرات بدون طيار (الدرون) على حدودها مع المغرب، لمراقبة الوضعية المقلقة التي باتت تعرفها المنطقة في ما يتعلق بتزايد أعداد المهاجرين غير النظاميين الراغبين في الوصول إلى الضفة الأخرى؛ وهي الخطوة التي من شأنها إغضاب الرباط، وتأجيج التوتر الذي تعرفه العلاقة بين البلدين في الآونة الأخيرة، بسبب موضوع الهجرة. وتهدف عمليات المراقبة الجوية، حسب ما كشفت عنه صحيفة "الإي بي إس" الإسبانية نقلا عن مصادرها، إلى "تخفيض أعداد حرس الحدود الإسبان"، مضيفة أن هذه الأجهزة المتطورة "سيتم تجهيزها بكاميرات كشف الحرارة التي يمكن أن توفر للسلطات الإسبانية تحذيرات مبكرة بشأن مجموعات المهاجرين غير النظاميين الذين يحاولون اختراق المعابر الحدودية"، إضافة إلى "تعزيز الحماية الأمنية على طول المنطقة". وأبرزت اليومية الإسبانية ذاتها أن استعمال هذا النوع من طائرات الدرون لا يستبعد فرضية انزعاج المملكة من جارتها الشمالية، بسبب ما قد تعتبره "تجسسا" و"انتهاكا لسيادتها الإقليمية". وسبق لوزارة الدفاع الإسبانية أن نشرت على موقعها الإلكتروني تقريرا يعلن عن برنامج بقيمة مليار و455 مليون يورو، يتعلق بتعزيز القوات الجوية الإسبانية بأسطول متقدم لطائرات الدرون بدون طيار مجهزة بكاميرات رقمية. كما سبق لإسبانيا أن قامت بالعديد من الإجراءات لتحصين حدود سبتة ومليلية المحتلتين، وعلى رأسها عملية تركيب الأسلاك الشائكة لمنع عملية تدفق المهاجرين غير النظاميين؛ غير أن هذا النظام لم ينجح بدوره في تخفيض أعداد هؤلاء، وهم في الغالب مهاجرون من دول إفريقيا جنوب الصحراء يرغبون في الوصول إلى أوروبا عن طريق الحدود الشمالية للمغرب. وفي هذا السياق، تشير كل المعطيات الرسمية إلى أن إسبانيا واجهت خلال السنة الجارية أكبر موجة من الهجرة غير النظامية؛ وهي المعطيات التي تتوقع أن تصبح المنطقة الحدودية بين المغرب والجارة الشمالية للمملكة أكبر منطقة لتجمع المهاجرين غير النظاميين، بتجاوزها لإيطاليا التي ظلت على رأس الدول التي تعاني من مشكل الهجرة في العالم، بعد أن تجاوزت اليونان في وقت سابق من هذا الشهر. وربطت بعض المصادر الإعلامية الإسبانية بين الأزمة الصامتة التي تشهدها العلاقة بين البلدين في الآونة الأخيرة وبين تدفق الأعداد الكبيرة من المهاجرين بسبتة ومليلية المحتلتين، وهي الأفواج من المهاجرين التي خلقت متاعب كثيرة للسلطات الإسبانية، مشيرة إلى أن هذه الأزمة الصامتة زادت حدتها بعد الإعلان عن الزيارة المرتقبة للملكة الإسبانية إلى سبتةالمحتلة لحضور عرض عسكري. وأفادت المصادر أن هذه الزيارة تذكر بغضب المغرب من الزيارة السابقة للملك الإسباني خوان كارلوس التي اعتبرها بمثابة استفزاز من قبل النظام الإسباني، قبل إعلانه عن استدعاء السفير المغربي بمدريد احتجاجا على ذلك.