قالت منظمة أوكسفام الدولية الإنسانية، إن الكارثة المفتعلة في اليمن تسببت في إجبار الناس على اتخاذ خيارات قاسية بين الحياة أو الموت. وصرحت المنظمة، في تقرير نشرته على موقعها الالكتروني، بعنوان "اليمن: أزمة الكوليرا الكارثية"، بأن "اليمنيين، والذين باتوا بالفعل في نقطة حرجة بعد مضي أكثر من عامين من الحرب، يضطرون اليوم لاختيارين إما الحصول على علاج للكوليرا أو توفير الطعام لذويهم". وقالت "غالباً ما يكون البحث عن العلاج الطبي هو الملاذ الأخير، فالكثير من الناس يلجأون اليه متأخراً، اذ أن الملايين من الناس يكافحون لشراء ما يكفي من الطعام ولا يستطيع من يصاب منهم بالكوليرا تحمل تكاليف النقل والدواء ورسوم الطبيب سوي بتقليل كمية الطعام الذي يشترونه". ومن جانبه، قال شين ستيفنسون، مدير مكتب أوكسفام في اليمن إن "كل يوم يمر يأتي بالمزيد من المعاناة على الشعب اليمني والذي أصبحت حياته لا تطاق، لقد خذلهم العالم بشكل مخزي". وأضاف "وتبين الكارثة تلو الأخرى أن هذه الكوارث مفتعلة ومن صنع الأنسا ، يواجه بسببها كل يوم الآلاف من الناس خيارات قاسية بين الحياة أو الموت، ما الذي يجب أن يحدث في اليمن حتي يستجيب المجتمع الدولي بشكل صحيح؟"، مشيرا إلى أن "الوقت لعودة جميع الأطراف الى طاولة المفاوضات هو الآن، كما يجب تمويل الاستجابة الإنسانية بشكل كامل. فالانتظار لفترة أطول سيؤدي إلى المزيد من الموت والدمار الذي سيشهده العالم بتواطؤ مخجل". ومنذ مارس 2015 الماضي، دمرت الحرب البلد، وقتلت أكثر من خمسة آلاف مدني، ودفعت سبعة ملايين شخصاً نحو المجاعة، مخلفةً حوالي نصف مليون طفل يعانون من سوء التغذية، حسب أوكسفام. "كما أدت إلى أسوأ تفشٍ للكوليرا في العالم سُجل في عام واحد، ليصل عدد الحالات التي يشتبه في إصابتها بالكوليرا الى أكثر من نصف مليون شخص وذلك منذ إبريل الماضي، وتوفي ما يقرب من لفي حالة كوليرا والتي ضربت جميع محافظات اليمن بإستثناء محافظة واحدة". وذكر التقرير أنه علي الرغم من تباطؤ عدد الحالات الجديدة قليلا، فإن المرض (الكوليرا) لا يزال منتشراً ويهدد آلاف الأشخاص ممن ليس لديهم مياه نظيفة أو رعاية صحية ومن المرجح أن يؤدي موسم الأمطار الحالي إلى تفاقم انتشار الكوليرا. ودعت منظمة أوكسفام جميع أطراف النزاع، وكل من يدعمونهم، إلى الالتزام بوقف فوري لإطلاق النار ووقف الأعمال العدائية، من أجل إنهاء سفك الدماء وتيسير المساعدة الإنسانية. وأكدت بأنه يجب على المجتمع الدولي أن يضمن تمويل خطة الاستجابة الإنسانية لليمن لعام 2017 بشكل كامل، وأن يتم التعامل مع أزمة الكوليرا والأمن الغذائي بشكل متسق وعاجل وبأموال كافية.