بعد مرور سنة كاملة على رفع متطلبات الحصول على التأشيرة بالنسبة إلى المواطنين الصينيين الراغبين في زيارة المغرب، تضاعف عدد السياح الصينيون بشكل مطرد، ليصل بحلول يوليوز 2017 إلى 50 ألف سائح، مقابل 10 آلاف سائح فقط طيلة العام الماضي بأكمله، ويواصلوا احتلال صدارة ترتيب السياح الأجانب الوافدين على المملكة. وبعد اتخاذ قرار الإعفاء من التأشيرة، عقب زيارة الملك محمد السادس لبكين ربيع العام الماضي، ارتفع عدد الوافدين الصينيين إلى المغرب بنسبة 300 في المائة في الربع الأخير من سنة 2016، حيث بلغ عدد السياح الذين زاروا مدن الدارالبيضاء وفاس وورزازات بشكل رئيسي إلى 40 ألف سائح. ويأتي هذا التحول في وقت يسعى فيه المغرب إلى تنويع أسواقه السياحية، بحيث ترى المملكة فرصا هائلة في السوق الصينية، التي لديها 130 مليون سائح يسافرون إلى الخارج سنويا و"ينفقون بسخاء"، حسب عدد من التقارير الدولية المتخصصة في مجال السياحة. ومن المتوقع أن يستقطب المغرب، حسب تقديرات وسائل إعلام دولية، المزيد من السياح الصينيين، مرجحة أن يصل هذا الرقم إلى مليون سائح صيني خلال العشر سنوات المقبلة. ويتوقف تحقيق هذا الهدف على إعداد المهنيين السياح المغاربة ليصل إلى مستوى توقعات السياح الصينيين، عبر توفير التدريب الكافي للمرشدين السياحيين والمهنيين السياحيين في الفنادق ومرافق الجذب الرئيسية، كما أن وجود خط جوي مباشر بين المغرب وبين الصين من شأنه أن يشجع السياح الصينيين على القدوم إلى المملكة. وتشير المعطيات المتوفرة إلى أن المغرب حسّن علاقاته السياحية مع الصين على هذا المستوى؛ وذلك من خلال إقامة شراكات مع ثلاث شركات طيران دولية رئيسية هي الاتحاد للطيران والخطوط الجوية التركية وشركة الخطوط الجوية الفرنسية، بهدف زيادة عدد الرحلات المنتظمة التي تربط المدن الصينية بالمقاصد السياحية الرئيسية في المغرب. ويراهن المغرب، حسب برنامج لتطوير التبادل السياحي مع الصين، على استقطاب 100 ألف سائح صيني سنويا، إلى جانب توجهه فتح خط جوي مباشر لتسهيل المأمورية على هذه الفئة من السياح؛ وذلك في إطار الخطوة الأخيرة في اتجاه تثمين الشراكة بين الرباطوبكين وتطويرها أكثر من أي وقت مضى. يذكر أن المغرب فاز، في يناير الماضي، بجائزة "أفضل وجهة واعدة سنة 2016" التي يقدمها منتدى غلوبال تايمز؛ وهو الحدث السنوي الذي عقد في بكين من قبل وسائل الإعلام الرائدة في الصين، والناطقة باللغة الإنجليزية. ويتم منح الجائزة كل عام إلى أفضل وجهة، على أساس ثلاثة معايير، هي إجراءات التأشيرة ومعدل الجذب السياحي ومؤشر رضا السياح.