في أولى سهرات المهرجان المتوسطي للثقافة الأمازيغية المنظم بطنجة على مدى أربعة أيام، خيمت أجواء الحزن على جمهور ساحة "باب المرصى" بطنجة بمجرد صعود فرقة موسيقية من مدينة الحسيمة، التي تشهد منذ أزيد من ثمانية أشهر احتجاجات واعتقالات في إطار ما بات يُعرف ب"حراك الريف" الشعبي. ويتعلق الأمر بفرقة "أكراف" الريفية التي شاركت في الدورة الثالثة عشر من التظاهرة الثقافية، رغم أن أحد أبرز أعضائها يوجد بجانب الزفزافي ورفاقه بالسجن؛ وذلك بعد أن جرى اعتقاله في إطار مشاركته في "حراك الريف" يوم 09 يونيو الماضي بمدينة الحسيمة. واختار رفاق المعتقل الفنان بدر بولحجل الشهير ب"بدر اكراف"، إرسال إشارات التضامن مع زميلهم من فوق المنصة، حيث عمدوا إلى إرتداء قميص أبيض اللون يحمل صورته وبجانبه الآلات الموسيقية التي يحب أن يعزف عليها؛ وهي الصورة التي تفاعل معها الجمهور، ومعظمه من منطقة الحسيمة والريف عموماً، عبر ترديد شعارت مناصرة للحراك وهتفوا بإسم "بدر" وهم يلوحون بالأعلام الأمازيغية، قبل أن يرد عليهم بعض شباب مدينة طنجة بشعار "عاش الملك". وفي كلمة مؤثرة، قال عميد فرقة "أكراف" الشابة التي نظمت خلال "حراك الريف" أمسيات تضامنية بالحسيمة مع مطالب الساكنة: "صديقنا بدر غائب عنا اليوم لأنه معتقل مع نشطاء الحراك، إلا أننا أحضرنا قميصه وتركنا مكانه فارغاَ، لأن روحه موجودة معنا فوق المنصة رغم غيابه الجسدي". وأضاف في إشارة إلى الوضع الأمني المقلق الذي يشهده الريف: "بغينا نشوفو المغرب كامل فرحان ماشي غير طنجة، بغينا الفرحة في الحسيمة، ونتمنى السراح لجميع المعتقلين". جماهير طنجة كانت أيضا على موعد مع مجموعة "تيو تيو" الغنائية، التي ألهب نجمها الذي يحمل نفس الإسم، والمقيم ببلجيكا، شباب وشابات المدينة، في سهرة استمرت إلى ما بعد منتصف ليل الجمعة. وتفاعل ضيوف "ثويزا" مع أغاني الشاب "تيو تيو" التي حركت حماس الجمهور، خصوصا وأنها مزجت بين الراي وأشكال موسيقية حديثة على الطريقة الغربية. يشار إلى أن سهرات "ثويزا" ستعرف مشاركة كل من DJ-VAN، ومسلم، ومجموعة إثران، ورشيد طلال، والشاب الدوزي.