شب حريق مهول، اليوم الثلاثاء، في محتويات محل تجاري لبيع الأثاث المنزلي والمتلاشيات ب"درب بوعزة بن علي"، وسط مدينة خريبكة، قبل أن تنتقل النيران إلى مسكن في الطابق الأول وآخر في الطابق الثاني، ما تسبّب في خسائر مادية كبيرة، دون تسجيل إصابات في صفوف السكان، باستثناء حروق جدّ خفيفة في أيدي المتطوعين والمشاركين في إخماد الحريق. وعرف الحادث استنفار رجال الإطفاء ومجموعة من شباب الحي السكني المذكور، وانخرط الجميع في عملية إخراج المتلاشيات من المحل التجاري، ومحاولة السيطرة على النيران التي انتشرت بسرعة نتيجة تواجد الأفرشة الصوفية، والأغطية القديمة، والمراتب المهترئة، والأسرّة المتهالكة، والأرائك الإسفنجية، بحسب ما عاينت هسبريس. وتسبّب الحريق في انقطاع الأسلاك الكهربائية الموصولة بباقي المنازل وأعمدة الإنارة العمومية، ما دفع عناصر الأمن ومتطوعين إلى تأمين مكان الواقعة خشية إصابة المحتشدين بصعق كهربائي، في الوقت الذي انخرط فيه آخرون في عملية إزالة الأبواب الحديدية لتسهيل ولوج الإطفائيين إلى داخل المحل التجاري. وأوضح عدد من سكان الحيّ السكني أن "المحل التجاري كان مغلقا صباح اليوم، نظرا لذهاب صاحبه إلى مدينة الدارالبيضاء لقضاء بعض أغراضه، قبل أن تندلع النيران وسط محتويات المحل لأسباب قد ترتبط بتماس كهربائي، نتيجة تواجد آلات كهربائية للخياطة وغيرها، وبعض محركات الثلاجات وأجهزة للاستقبال الرقمي". وأضاف المتحدثون، في تصريحات متفرقة لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "شباب الحي غامروا بحياتهم، من أجل إخراج سكّان الطابق العلوي في ظرف وجيز، وإبعادهم عن مكان الحريق، تجنبا لإصابتهم بأي مكروه، في الوقت الذي تعالت فيه ألسنة النيران وانتقلت من المحل التجاري إلى الطابقين الأول والثاني". وأشار المصرّحون إلى أن "الجيران أجروا محاولات عديدة للاتصال بالوقاية المدنية، إلا أن الهواتف ظلت ترن دون مجيب، إلى أن اتصل أحد الأشخاص بالهاتف الشخصي لمسؤول في المصلحة ذاتها، ليتنقل الإطفائيون إلى مكان الواقعة، والانخراط رفقة المتطوعين في عملية إخماد النيران". وعرف الحادث احتشاد عدد كبير من السكان، بحضور ممثلين عن السلطة المحلية والمصالح الأمنية، فيما باشرت عناصر التشخيص القضائي عملية التقاط صور لمخلفات الحريق، وأخذ عينات من المتلاشيات المحترقة، من بينها آلة للخياطة وأسلاك كهربائية وجهاز استقبال رقمي ومحرك ثلاجة وأسطوانة غاز صغيرة وبقايا آلات كهربائية أخرى.