تعيش المناطق المجاورة لثغر سبتة، منذ أسابيع، على صفيح ساخننتيجة تواتر محاولات الوصول إلى الأرض الرازحة تحت التواجد الإسباني عن طريق اقتحام المهاجرين غير النظاميين للسياجات المنتصبة على تخوم المدينة. وفي الوقت الذي استمرت فيه المحاولات الدورية لعشرات المهاجرين غير النظاميين للوصول إلى سبتة ومليلية طيلة الأيام الماضية، نجح 187 مهاجرا، على الأقل، اليوم الاثنين، في اقتحام معبر سبتة؛ وهي العملية التي لم تشهدها المدينة منذ فترة طويلة، حسب ما أعلن عنه جهاز الحرس المدني الإسباني. الناطق الرسمي باسم الجهاز الإسباني في الثغر نفسه صرح إعلاميا بأن المجموعة الكبيرة من المهاجرين، الذين ينحدر أغلبهم من دول إفريقيا جنوب الصحراء، اقتحموا المعبر الحدودي مع سبتة، مضيفا أن هؤلاء فاجأوا رجال الأمن الذين فشلوا في منع المقتحمين من تحقيق هدفهم. بدورها، تناقلت قنوات تلفزيونية محلية مقاطع مصورة تظهر مهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء يتجولون في شوارع سبتةالمحتلة، فرحين بنجاح عملية الاقتحام وهم يصيحون "مرحبا بنا في إسبانيا"، إذ تم نقل معظمهم إلى مركز إيواء حيث بإمكانهم تقديم طلبات اللجوء. من جهتها، أعلنت منظمة الصليب الأحمر الإسباني عن إصابة بعض المهاجرين المشاركين في عملية الاقتحام، مبرزة أن متطوعي المنظمة قدموا المساعدة لما يقرب من 186 شخصا، فيما نُقل أربعة أشخاص إلى المستشفى متأثرين بجروح وكدمات. يشار إلى أن آخر عملية اقتحام مشابهة تعود إلى فبراير الماضي، حينما نجح ما يقرب 300 مهاجر من اقتحام المعبر بين إقليمتطوان ومدينة سبتة، وقبلها بثلاثة أيام فقط نجحت مجموعة أخرى من المهاجرين مكونة من 498 شخصا في اقتحام الحيز الحدودي عينه.